أهمية التفريق بين الإسلام وأفعال بعض المسلمين! بقلم فيصل الدابي المحامي

أهمية التفريق بين الإسلام وأفعال بعض المسلمين! بقلم فيصل الدابي المحامي


06-16-2015, 06:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1434476175&rn=0


Post: #1
Title: أهمية التفريق بين الإسلام وأفعال بعض المسلمين! بقلم فيصل الدابي المحامي
Author: فيصل الدابي المحامي
Date: 06-16-2015, 06:36 PM

05:36 PM Jun, 16 2015
سودانيز اون لاين
فيصل الدابي المحامي-الدوحة-قطر
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



يجتهد بعض أعداء الإسلام في ربط الأفعال المتطرفة لبعض المسلمين بالإسلام ومن ثم يقفزون إلى استنتاج عام مفاده أن تطرف بعض المسلمين سببه تطرف الإسلام نفسه ويحاولون تعضيد مزاعمهم بوقوع عدة حوادث وأحداث مأساوية في بعض البلاد الإسلامية، كقيام بعض المسلمين المتطرفين بتفجير أنفسهم في مساجد مسلمين آخرين بسبب خصومات مذهبية ، وتقاتل بعض اللاجئين من مسلمي الروهينقا والبنغال بالسواطير في عرض البحر من أجل كسرة خبز وجرعة ماء بعد أن رفضت بعض الدول الإسلامية استقبالهم ، وحرب بعض الدول الإسلامية ضد ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية الذي يحرق الأسرى ويبيع الأسيرات ، والحروب الداخلية الدموية المندلعة في عدة بلدان إسلامية، وإصدار القضاء المصري لأحكام إعدام جائرة على الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وهو أول رئيس منتخب في تاريخ مصر القديم والحديث وعلى الشيخ الجليل يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد ادانتهما بالانتماء لتنظيم الاخوان المسلمين والتحريض على ارتكاب أعمال ارهابية!
يُمكننا القول إن المنطق السفسطائي الذي يقول: بعض الأشخاص يمارسون الارهاب، هؤلاء الأشخاص مسلمون ، إذن الإسلام هو دين إرهابي ، هو منطق باطل بطلاناً مطلقاً لأنه بُنى على مقدمات خاطئة قادت لنتيجة خاطئة ولأنه قائم على أساس تضخيم الجزئيات وإظهارها بمظهر الكليات علماً بأن التعميم هو من أفدح أخطاء التفكير فلم يقل اليهود مثلاً إن المسيحية دين إرهابي لأن المسيحيين الاوربيين قد اشعلوا الحرب العالمية الثانية وقتلوا أكثر من خمسين مليون إنسان واحرقوا عدداً كبيراً من اليهود في المحرقة الالمانية! ولم يقل المسيحيون إن اليهودية دين إرهابي لأن إسرائيل اليهودية قتلت وجرحت وهجرت ملايين الفلسطينيين المسلمين!
ولهذا يجب دائماً التفريق بين الإسلام والأفعال المتطرفة لبعض المسلمين فلا يصح أن ننسب سلوك بعض الارهابيين والانقلابيين من المسلمين للإسلام لأن المنطق الوضعي لا يقبل ذلك، والمنطق الإسلامي يرفض ذلك استناداً لمنطق العدل الالهي المطلق المتمثل في قوله الله تعالى (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ، ولأن المنطق القانوني يقوم على مبدأ المسؤولية الفردية عن الأفعال غير القانونية علماً بأن أي انسان حاصل على ثقافة إسلامية متوسطة يعرف جيداً أن الإسلام يعني السلام وأن السلام إسم من أسماء الله الحسنى وأن درجة الإيمان تدعو المسلم لدفع الاعتداء الهجومي الظالم برد دفاعي عادل امتثالاً لقول الله تعالى (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوْا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) وأن درجة الإحسان تدعو المسلم لكظم الغيظ والعفو عن المعتدي تطبيقاً لقوله تعالى ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين) وقوله تعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) ، وهذا هو جوهر الإسلام السلمي والمسالم والذي لا علاقة له بالتطرف من قريب أو بعيد. وغني عن القول إنه رغم كل دعايات الاسلاموفوبيا التي اعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر على أمريكا ورغم كل المحاولات المغرضة لربط الإسلام بالعنف والارهاب والتطرف والطائفية ، فإن الإسلام كان وما زال هو الدين الأسرع انتشاراً في العالم كما أثبتت مؤخراً إحدى الاحصائيات الأمريكية التي أكدت أن الإسلام سيتفوق على المسيحية في عدد الأتباع وسيصبح الدين رقم واحد في العالم بحلول عام 2070 ، لماذا ؟! السبب هو قوة المنطق الداخلي للإسلام التوحيدي ومطابقته للفطرة السليمة وتحقيقه لأكبر قدر من السلام لمن يفهمه ويطبقه بالشكل الصحيح بلا تفريط ولا إفراط .

فيصل الدابي/المحامي


أحدث المقالات
  • البشيرالافلات من الاعتقال بشق الانفس حتي اشعار اخر بقلم محمد فضل علي..كندا 06-16-15, 09:54 AM, محمد فضل علي
  • رقعة شطرنج (الانقاذ).. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 06-16-15, 09:28 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي العنتريات التي ما قتلت يوما ذبابة! بقلم أحمد علاء الدين 06-16-15, 09:25 AM, أحمد علاء الدين محمد موسى
  • وزارة حقوق الانسان تنتهك حقوق الانسان بقلم صافي الياسري 06-16-15, 08:57 AM, صافي الياسري
  • إيران تصوت للتغيير و الغد الجديد بقلم حسيب الصالحي 06-16-15, 08:55 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • البشير ما زال محتجزاً بجنوب أفريقيا بقلم سهير شريف - لندن 06-16-15, 08:53 AM, سهير شريف - لندن
  • النادي النوبي بهولندة يحتفي بتدشين كتاب شاعر الدهليز توفيق صالح جبريل بقلم عادل عثمان عوض جبريل 06-16-15, 08:16 AM, عادل عثمان عوض جبريل
  • تكريم فوق العاده لنجوم فوق العاده ... بقلم عادل قطيه / المملكه العربيه السعوديه 06-16-15, 08:13 AM, عادل قطيه
  • انها لحظة المصداقيه بقلم سعيد شاهين 06-16-15, 08:10 AM, سعيد عبدالله سعيد شاهين
  • في حضرة مولانا الانقسام ....................!! بقلم توفيق الحاج 06-16-15, 08:06 AM, توفيق الحاج
  • حول الهروب المُذِل للبشير من جنوب أفريقيا بقلم عادل إبراهيم شالوكا 06-16-15, 08:03 AM, عادل شالوكا
  • قضاء جنوب أفريقيا, مأثرة قضائية و تاريخية ضد تزييف الوعى وأهدار الجناية! بقلم بدوى تاجو 06-16-15, 05:37 AM, بدوي تاجو
  • وثيقة "نحو حساسية شيوعية تجاه الإبداع والمبدعين" (1976): 40 عاماً من العزلة بقلم عبد الله علي إبراهي 06-16-15, 05:36 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • للخروج من شرنقة الحزب وبناء الإتفاق القومي بقلم نورالدين مدني 06-16-15, 03:47 AM, نور الدين مدني
  • قصة فساد معلن عثمان كبر واختطاف شمال دارفور من يتحمل مع كبر المسؤولية ؟ بقلم صلاح محمدي 06-16-15, 03:45 AM, صلاح محمدي
  • علاقة الريع التنظيمي بالفساد التنظيمي وبإفساد العلاقة مع المستهدفين..... بقلم محمد الحنفي 06-16-15, 03:43 AM, محمد الحنفي
  • ماذا وراء التسهيلات الإسرائيلية؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 06-16-15, 03:41 AM, فايز أبو شمالة
  • صفحة جديدة من ملف التلفيق المخابراتي الايراني على سكان ليبرتي بقلم صافي الياسري 06-16-15, 03:39 AM, صافي الياسري