سلفاكير وبيت الزجاج! بقلم الطيب مصطفى

سلفاكير وبيت الزجاج! بقلم الطيب مصطفى


05-11-2015, 02:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1431351249&rn=0


Post: #1
Title: سلفاكير وبيت الزجاج! بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 05-11-2015, 02:34 PM

02:34 PM May, 11 2015
سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



وأتتنا أنباء دولة الجنوب الموبوءة بالحرب الأهلية والجوع والمرض بأن حكام ولايات الإستوائية الكبرى قد أعلنوا انضمامهم إلى رياك مشار قائد المعارضة التي تشن الحرب على الرئيس سلفاكير.
فقد أعلن كل من كلمنت واني حاكم الإستوائية الوسطى ولويس لوبيونق حاكم شرق الإستوائية وبنقاسي بكاسورو حاكم غرب الإستوائية انضمامهم إلى مشار من خلال بيان صحفي أصدروه سوياً وأعلنوا عن رفضهم قرار سلفاكير تمديد فترة حكمه لثلاث سنوات إضافية واصفين ذلك القرار بغير الشرعي وأنه جاء لتمكين قبيلة الدينكا من الهيمنة على الجنوب.
إذن فإن القبائل الإستوائية بحكامها الذين كان سلفاكير قد عيّنهم في مناصبهم الحالية باتت تغلي كالمرجل بالثورة التي عمّت الجنوب شماليّه المكوّن في غالبه من قبيلتي النوير والشلك وغيرهما، وجنوبيّه المكون من القبائل الإستوائية.
هذا المشهد يذكّر بما حدث عقب توقيع اتفاقية أديس أبابا عام 1972م بين الرئيس نميري وقائد حركة أنيانيا المتمردة جوزيف لاقو الذي ينتمي إلى إحدى القبائل الإستوائية الصغيرة (المادي) فبعد حين اكتشف جوزيف لاقو خطأه الفادح حين وجد أن تلك الاتفاقية كرّست لهيمنة الدينكا على الجنوب من خلال توحيدها لكل الأقاليم الجنوبية فما كان من لاقو إلا أن استدرك وجاء إلى نميري طالباً منه تعديل الاتفاقية بما يقسّم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم هي الإستوائية وعاصمتها (جوبا) وأعالي النيل وعاصمتها (ملكال) وبحر الغزال وعاصمتها (واو)، وذلك ما جعل الدينكا يحتجون ودفع الدينكاوي أبيل ألير إلى إصدار كتابه (التمادي في نقض العهود)، وبالرغم من أن قرنق أعلن تمرده قبل قرار نميري تعديل الاتفاقية وقبل إصدار نميري كذلك قرار قوانين الشريعة، فإن قرنق علّل إعلانه الحرب، زوراً وبهتاناً، بإلغاء الاتفاقية وبإصدار أحكام الشريعة التي سمّيت بقوانين سبتمبر 1983م.
أعود لأقول إن التاريخ يعيد نفسه فها هم الدينكا يسيطرون على الدولة الجديدة من خلال سيطرتهم على الجيش الشعبي وعلى مفاصل السلطة، وها هي القبائل الجنوبية تنتفض من جديد من خلال حرب أهلية تتصاعد وتيرتها وتضطرد.
كان الإنجليز من قديم يكتبون في تقاريرهم عن الجنوب أنه لا توجد به هوية مشتركة تجمع شتات قبائله المتناحرة، ذلك أن ولاء الجنوبي لقبيلته، ولا يعرف الجنوبيون وطناً يجمعهم، وذلك ما جعل جيمس روبرتسون السكرتير الإداري الاستعماري البريطاني يلحق الجنوب بالشمال رحمة به حتى يضمن له دولة تحميه وتضمه إلى وطن متماسك إلى أن يبلغ درجة من التحضر تؤهله مستقبلاً لتقرير مصيره.
إذن فإن دولة الجنوب على شفا الانهيار بعد تصاعد الحرب الأهلية وبعد أن زال الخوف ممن كانوا يرتعدون من سطوة الدينكا والجيش الشعبي الذي يستخدم كل صنوف البطش والقهر ضد كل من ينبس ببنت شفة وأصبحت كل قبيلة تحمي نفسها باقتناء السلاح المنتشر في الدولة الجديدة، وها هي منطقة (اللير) مسقط رأس سلفاكير تسقط في يد قوات مشار مما يعطي دفعة معنوية ونفسية قوية لقوات المعارضة وها هي الأمم المتحدة من خلال منظماتها تعلن عن أن المجاعة تفتك بملايين الجنوبيين، كما تعلن في بيان آخر صدر يوم الجمعة الماضي أن نحو مائة ألف شخص فروا خلال أسبوع واحد من ديارهم هرباً من الحرب التي تشتعل في ولاية الوحدة التي تحادد السودان.
من يفرون من جحيم الحرب في دولة جنوب السودان يلجأون بالطبع إلى السودان، وما أتعس السودان الذي كُتب عليه الشقاء من الجنوب حتى بعد أن غادره وأنشأ دولته، ولكن هل يعاني السودان فقط من أعباء النزوح الذي يزيد من أزماته الاقتصادية والسياسية والأمنية؟!.
للأسف فإن دولة الجنوب التي تقيم في بيت من الزجاج والتي لا تقوى على كبح التمردات التي تجتاحها والتي توشك أن تنهار بدلاً من أن تطبّع علاقاتها مع السودان حتى تنعم بجوار آمن يحقق لها استقراراً وسلاماً، تأبى إلا أن تهدد أمن السودان من خلال دعم الحركات المتمردة، وهل أبلغ من الهجوم الذي شنته حركة العدل والمساواة قبل نحو أسبوعين على السودان بعد أن شُوّنت وزُوّدت بالسلاح وعربات الدفع الرباعي والتدريب في جنوب السودان؟.
إن على الحكومة السودانية أن تعلم أنها لن تنعم بأمن واستقرار قبل أن تنهي حكم سلفاكير في دولة جنوب السودان الذي لا يحتاج إلى أكثر من (دفرة) صغيرة، ويومها لن يرتاح السودان من سلفاكير إنما كذلك من موسيفيني عدوه الإستراتيجي الحاكم في يوغندا والذي يسيطر الآن على القرار السياسي والعسكري في جنوب السودان من خلال تحالفه مع سلفاكير.
http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=4746http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=4746

مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • هذا لا يحدث إلا في السودان! بقلم الطيب مصطفى 05-10-15, 03:04 PM, الطيب مصطفى
  • الربيع العربي.. والفكرة السلفية التقليدية بقلم الطيب مصطفى 05-08-15, 02:16 PM, الطيب مصطفى
  • حتى لا نندم! بقلم الطيب مصطفى 05-07-15, 02:39 PM, الطيب مصطفى
  • اللعب بالنار! (2-2) بقلم الطيب مصطفى 05-06-15, 02:29 PM, الطيب مصطفى
  • اللعب بالنار! (1-2 ) بقلم الطيب مصطفى 05-05-15, 02:48 PM, الطيب مصطفى
  • رحم الله الشيخ أبو زيد بقلم الطيب مصطفى 05-04-15, 03:16 PM, الطيب مصطفى
  • حول فشِّ الغبينة وتخريب المدينة! بقلم الطيب مصطفى 05-02-15, 03:06 PM, الطيب مصطفى
  • أين يكمن الخطأ؟ بقلم الطيب مصطفى 05-01-15, 03:49 PM, الطيب مصطفى
  • البشير والغباء المستديم بقلم الطيب مصطفى 04-30-15, 02:33 PM, الطيب مصطفى
  • رفقاً بشيوخ وحرائر الشام بقلم الطيب مصطفى 04-29-15, 03:31 PM, الطيب مصطفى
  • معركتنا القادمة في جوبا بقلم الطيب مصطفى 04-28-15, 03:16 PM, الطيب مصطفى
  • حنانيكم بالشيخ أبو زيد محمد حمزة بقلم الطيب مصطفى 04-27-15, 04:14 PM, الطيب مصطفى
  • الجنوب.. سيك سيك معلق فيك بقلم الطيب مصطفى 04-25-15, 03:02 PM, الطيب مصطفى
  • بربكم تأملوا في فقه الصديقة بنت الصديق بقلم الطيب مصطفى 04-24-15, 03:04 PM, الطيب مصطفى
  • (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) بقلم الطيب مصطفى 04-23-15, 02:11 PM, الطيب مصطفى
  • أيها الإمام: (من فشَّ غبينتو خرب مدينتو)! بقلم الطيب مصطفى 04-22-15, 02:27 PM, الطيب مصطفى
  • يا والي الخرطوم ويا وزير التربية.. العقارات المدرسية والنهب المصلَّح! بقلم الطيب مصطفى 04-20-15, 02:12 PM, الطيب مصطفى
  • يا ويل السودان من لوردات الحرب بقلم الطيب مصطفى 04-19-15, 02:35 PM, الطيب مصطفى
  • أثرياء الحرب في دارفور! بقلم الطيب مصطفى 04-18-15, 03:36 PM, الطيب مصطفى
  • ثم ماذا بعد الانتخابات؟ بقلم الطيب مصطفى 04-16-15, 02:33 PM, الطيب مصطفى
  • غازي صلاح الدين وقيمة العفو بقلم الطيب مصطفى 04-13-15, 02:43 PM, الطيب مصطفى
  • الزراعة بين المحنة والمنحة بقلم الطيب مصطفى 04-12-15, 02:26 PM, الطيب مصطفى
  • أسامة حسون.. آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه! بقلم الطيب مصطفى 04-11-15, 02:34 PM, الطيب مصطفى
  • أغاني الراب وإصلاح الاتحادي الأصل بقلم الطيب مصطفى 04-09-15, 04:48 PM, الطيب مصطفى
  • وزراء أخشى أن يغادروا بقلم الطيب مصطفى 04-07-15, 02:32 PM, الطيب مصطفى
  • عندما استبدل الجنوب سيداً بسيد!! بقلم الطيب مصطفى 04-06-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
  • حسين الحوثي وعارف الركابي بقلم الطيب مصطفى 04-04-15, 02:31 PM, الطيب مصطفى
  • صحة المواطن وحماية المستهلك بقلم الطيب مصطفى 04-02-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
  • يا ويل السودان من كتالين الكتلا! 2-2 بقلم الطيب مصطفى 04-01-15, 03:20 PM, الطيب مصطفى
  • لنازحون والخطر الداهم يا وزير الداخلية بقلم الطيب مصطفى 03-26-15, 02:50 PM, الطيب مصطفى
  • مبروك للبشير إعلان سد النهضة بقلم الطيب مصطفى 03-25-15, 03:19 PM, الطيب مصطفى
  • الميرغني واعتزال السياسة بقلم الطيب مصطفى 03-24-15, 02:57 PM, الطيب مصطفى
  • بين الترابي والكادوك! بقلم الطيب مصطفى 03-23-15, 02:48 PM, الطيب مصطفى
  • عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى 03-22-15, 03:13 PM, الطيب مصطفى
  • نبتة التمباك هل هي شجرة الزقوم؟! بقلم الطيب مصطفى 03-21-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
  • بين نداء السودان والهجوم على كلوقي بقلم الطيب مصطفى 03-18-15, 03:13 PM, الطيب مصطفى
  • أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (3-3) بقلم الطيب مصطفى 03-17-15, 02:24 PM, الطيب مصطفى
  • أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (2-3) بقلم الطيب مصطفى 03-16-15, 03:08 PM, الطيب مصطفى
  • (الصيحة) في عامها الثاني بقلم الطيب مصطفى 03-15-15, 02:10 PM, الطيب مصطفى
  • بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام بقلم الطيب مصطفى 03-14-15, 03:07 PM, الطيب مصطفى
  • يتامى المسلمين؟ بقلم الطيب مصطفى 03-13-15, 02:55 PM, الطيب مصطفى
  • لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى 03-12-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
  • بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 02:25 PM, الطيب مصطفى
  • المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 03:44 PM, الطيب مصطفى
  • اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 02:32 PM, الطيب مصطفى
  • مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 03:14 PM, الطيب مصطفى
  • أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 03:05 PM, الطيب مصطفى
  • مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 03:00 PM, الطيب مصطفى
  • الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
  • بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 02:59 PM, الطيب مصطفى
  • من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 02:42 PM, الطيب مصطفى
  • المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 02:45 PM, الطيب مصطفى
  • المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 02:25 PM, الطيب مصطفى
  • دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 02:58 PM, الطيب مصطفى
  • حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 02:39 PM, الطيب مصطفى
  • بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 02:20 PM, الطيب مصطفى
  • خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم ‎الطيب مصطفى 02-21-15, 03:01 PM, الطيب مصطفى
  • خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 02:31 PM, الطيب مصطفى
  • بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
  • حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 03:53 PM, الطيب مصطفى
  • هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 03:05 PM, الطيب مصطفى
  • حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 04:27 PM, الطيب مصطفى
  • حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 02:28 PM, الطيب مصطفى
  • هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 02:47 PM, الطيب مصطفى
  • حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 02:38 PM, الطيب مصطفى
  • الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 06:31 PM, الطيب مصطفى
  • عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 02:29 PM, الطيب مصطفى
  • رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 03:36 PM, الطيب مصطفى
  • وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 07:48 PM, الطيب مصطفى
  • رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 07:29 PM, الطيب مصطفى