Post: #1
Title: مقطف رقيق رقيق!(*) بقلم محمد رفعت الدومي
Author: محمد رفعت الدومي
Date: 04-29-2015, 11:36 PM
11:36 PM Apr, 30 2015 سودانيز اون لاين محمد رفعت الدومي-القاهرة-مصر مكتبتى فى سودانيزاونلاين
وراحت الأيام وشوي شوي
سكت الطاحون عَ كتف المي
وجدي صار طاحون ذكريات
يطحن شمس وفي، يا سهر الليالي!
كانت ليالي الصيف الخالية من الأحداث مغلفة علي الدوام بالضجر، تتماسك أيضًا بانكسارها الحاد مثل الوتد المتغلغل في مغارات القلب، تطير طرق النوم في الوقت المناسب فتنهار عضلة النوم تمامًا حتي لابد من إنفاق الكثير من الجهد للدخول إلي متاهاته السائلة!
في مثل هذه الليالي يتضاءل الإحساسُ بالجمال، ومثل هذه الليالي، بالنسبة للقلب قلب الضجر، لذلك، كان لابد لي من تجاوز انطباعات المتعة التي أعيشها في ليلة عادية إلي الانخراط في متاهات الوجود البديل بالسفر في مساحات سفر الآخرين الذين تباشر عمة أبي تربية وجودهم في بيتنا أمام عينيَّ بحكاياتها التي لا تنتهي!
بمجرد اللجوء إلي وجه حنانها المدور، ونحافتها الشديدة، ومسحة الجمال علي وجهها التي تنم عن جمال هادئ قديم، ورائحة دهان "أبو فاس" التي تنبعث من ساقيها المريضتين:
- عمة فتحية، حجي لي أمانة!
وسرعان ما أسبح علي أمواج صوتها الدافئة في خضم عوالم من الذهب المرصع بمانجو الوقت، وينخرط في سرنا "الشاطر حسن" و "ست الحسن" و "طيزان" و "أمنا الغولة" و أسراب من الذئاب الشريرة والماعز الرقيقة!
تتخلخل أمواج صوتها من آن لآن لتنزلق أنة في شرخ الحكاية، لكنها تتماسك مرة أخري، لقد سيطر الروماتيزم علي أفق ساقيها بأكمله، توحَّش حتي لم تكن أكياس عقاقيرها الكثيرة تفلح علي الدوام في تهدئة قلبه، كنت أتألم علي الدوام لألمها، بل كنت أبكي لبكائها أحيانًا، وكثيرًا ما خرج بكائها عن إطاره فتحوَّل إلي رثاء للذات، كانت تصيح بصوتٍ مختنق بالدموع الحقيقية:
- لحدّْ ميتا العذاب دا يا ربِّـ .. بي ؟ الصليل هيموتني يبووويه؟ ميتا نرتاح يا ربِّـبببي؟!
وأتذكر الآن بوضوح أنني ذات ليلةٍ تسلقت إلي مرقدها، وقلت في ضراعة:
- حجِّي لي ياعمة أمانة!
ربما لنفاذ رصيدها من الحكايات، وربما لتتفادي مغاراتها التي تضلل الذهن، ولقد كنت أضبط أحداث الحكايات والأمكنة والأزمنة تتغير كثيرًا وأتحلي بالتجاهل التام، وأغلب الظن أن الألم السري تلك الليلة كان يستقطب إدراكها ووعيها، لذلك، قالت وهي تربت علي ظهري بصوت منغم:
مقطف رقيق رقيق/ والكلبة تحلق فـ الطريق/ والكلبة عايزة البتاوة/ والبتاوة في عين الفرن/ والفرن عايزة المحساس/ والمحساس عند النجار/ والنجار عايز البيضة/ والبيضة فـ ضهر الفرخة/ والفرخة عايزة الغلاية/ والغلاية في الجرون/ يروح يجيبها "محمد" بسبع قرون!
ما هذه المتاهة السائلة التي لا هي حكاية ولا يحزنون، والتي لم أشعر معها بمتعة السفر خلف الجبال البعيدة، بل لم يتحرك لها خيالي ملليمترات أبعد من مرقدنا؟
ومن هو "محمد" الذي بسبع قرون؟
لم أفهم علي أية حال!
حاولت مجدداً السفر خلف الجبال البعيدة، لذلك، قلت في لهجة تنم عن ضيق شديد:
- حجي لي حجيوة تانية يا عمة!
وقالت وهي تربت مجددًا علي ظهري بالإيقاع نفسه وبطبقة الصوت المنغم هو هو:
مقطف رقيق رقيق/ والكلبة تحلِّـ ..
قاطعتها بصوت حملته كلَّ ضيقي وكلَّ نفوري:
- مش الحجيوة دي، حجيوة "طيزان ومليحة"!
أعترف الآن أنه كان تصرفًا غبيًا مني، لقد أضأت أعماقي دون أن أقصد، وجعلتني هدفًا مشروعًا عند الحاجة لسخريتها التي تقطع بها مرضها، كما هيأت لها بكل بساطة ذريعةً لمضايقتي!
من الآن فصاعدًا، سوف لا تضعف شهيتها لإضحاك الجميع عليَّ، خاصة في وجود أبي ، وسوف تبادرني في أي وقت وهي تحمل في جيب وجهها غابة من وجوه الأطفال قائلة:
- "محمد" ، نحجي لك؟
بعد أن أسرف الطقس في التكرار كنت أصيحُ بصوت محتقن بالرفض:
- لااااااه!
مع ذلك ، علي الرغم من نفيي العصبيِّ لأي رغبة في سماع حكاياها، أو، بفضله بالتأكيد ، كانت تستأنف وعلي وجهها فائض من الضحكات الحقيقية:
– مقطف رقيق رقيق .....
يضحكون حتي تدمع أعينهم وأبكي ، يزداد إيقاع ضحكاتهم حدة، فأبتعد عن الحيز الممكن لأي حماقةٍ موجعةٍ من أبي، وأقول مكايدًا: - يا أم صليل!
وتزداد مساحات الضحك اتساعًا فيزداد غيظي اشتعالاً!
للذهب هذه المرأة، لا شك أن موقدنا العائليَّ أحرز بموتها أكبر خسائره علي الإطلاق، لقد كانت القامة الطويلة، والوحيدة، التي بمقدورها أن ترجَّ نزوات أبي فتتساقط من نيته قبل تفجيرها تمامًا!
كان قد مضي علي رحيلها عقدٌ وبعض العقد حين عدت في إجازةٍ من مدينة "أسيوط" ذات ليلةٍ يبدو أنها كانت خالية من الأحداث أيضًا!
لقد حطَّ أخي "بهاء" الذي كان يطارد عامه السابع في ذلك الوقت بقرب تعبي، كنت أعرف أنه يحبُّ حكاياي، ربما، لأني، بفضل غابة من التجارب السابقة تجسست خلالها بما يكفي علي رغباته كنت أستطيع إبهاره، كما كنت أحني رؤوس الكلمات لكي يستطيع ذهنه أن يمرَّ ببساطة من تحت أقواسها، قال لي:
– حجي لي!
لا أدري ما الذي دفعني تلك اللحظة إلي الرغبة في تقييم طفولتي، متاعبي ربما، وربما، كان شكي في رجاحة عقلي تحت ضغط من شكوك الآخرين تعقيبًا علي رفضي الذوبان في تسريحة العوام المضطربة، لذلك، ربت علي ظهره وأنا أقول بصوت منغم:
مقطف رقيق رقيق/ والكلبة تحلق في الطريق/ والكلبة عايزة البتاوة/ والبتاوة في عين الفرن/ والفرن عايزة المحساس/ والمحساس عند النجار/ والنجار عايز البيضة/ والبيضة في ضهر الفرخة/ والفرخة عايزة الغلاية/ والغلاية في الجرون/ يروح يجيبها "بهاء" بسبع قرون!
عندما انتهيت لم تكن لديَّ أدني فكرةٍ عن أثرها في نفسه حتي قال في ضيق:
- حجي لي حجيوة "عصفور وقمرية"!
أغرتني في الحقيقة هالة التوتُّر التي سوَّرت وجهه فجأة فربت مجدداً علي ظهره ، وقلت بصوتٍ منغم:
مقطف رقيق رقيق/ والكلبة تحلق فـ الطريق/ والكلبة عايزة البتاوة/ والبتاوة في عين الفرن ....
انزلق "بهاء" من فوق السرير فجأة قبل أن أتمَّها وخرج من الحجرة ليتركني في منتصف دهشتي تمامًا، لكن، سرعان ما تبددت دهشتي عندما سمعت صوت ارتطام صغير بالباب، لقد أصاب الباب حجرٌ صغير، نهضت أستطلع أمرًا كنت أتوقعه، وتفاديت حجرًا كان في الطريق إلي الباب، لقد أضحكني كما لم أضحك من قبل أن أجدَ "بهاء" قد ملأ حجره بالحجارة الصغيرة، وهو للتعبير عن غضبه راح يرجم بها الباب، علي وجه الدقة، هو استهدف أوَّل الأمر انتباهي إلي خطأي باستهداف الباب،وهو، عندما رأي ضحكاتي تفاقم غضبه فراح يستهدفني أنا تحديدًا وبعنايةٍ شديدة، فاصل من الكر والفر أصابني خلاله حجرٌ أمطر في أوجاعي مباشرة!
أدركتُ لحظتها أن طفولتي كانت تسير في طريقها الصحيح..
محمد رفعت الدومي
(*) من كتاب "اسهار بعد اسهار" اسهار بعد اسهار
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
بلطاي - مرسي! بقلم محمد رفعت الدومي 04-25-15, 10:37 PM, محمد رفعت الدوميويحبُّ ناقتها (بشيري!( بقلم محمد رفعت الدومي 04-19-15, 03:48 PM, محمد رفعت الدوميخمسون درجة من الرمادي.. أو.. رماد النور! بقلم محمد رفعت الدومي 04-18-15, 03:45 AM, محمد رفعت الدوميواذكر في الكتاب إسماعيل! بقلم محمد رفعت الدومي 04-13-15, 04:12 AM, محمد رفعت الدوميوديارٌ كانت قديمًا ديارا بقلم محمد رفعت الدومي 04-05-15, 09:09 PM, محمد رفعت الدوميأخيتاتون - ميدان التحرير.. أو.. كاهنة تيتانيك! بقلم محمد رفعت الدومي 03-30-15, 09:08 PM, محمد رفعت الدوميأمان يا لاللي .. خنفس عُصْملِّي! بقلم محمد رفعت الدومي 03-23-15, 11:19 PM, محمد رفعت الدوميمحمد منير.. دميمٌ أنتَ في الستين.. جدًا! بقلم محمد رفعت الدومي 03-19-15, 06:04 PM, محمد رفعت الدوميفضيحة بنحاس لافون – شارلي إيبدو بقلم محمد رفعت الدومي 03-06-15, 02:30 AM, محمد رفعت الدوميفتِّش عن (الهوسبتاليين) في ليبيا! بقلم محمد رفعت الدومي 02-21-15, 06:36 PM, محمد رفعت الدوميخوارج العصر! بقلم محمد رفعت الدومي 02-09-15, 01:43 AM, محمد رفعت الدوميإيج نوبل لـ عبد العاطي.. أو.. استثمار العار! بقلم محمد رفعت الدومي 01-28-15, 01:01 AM, محمد رفعت الدوميجُزُر البحَّار حمد ! بقلم محمد رفعت الدومي 01-20-15, 09:42 PM, محمد رفعت الدوميالعائلة / الجناح السري لـ فرسان مالطا في مصر .. أو .. غزال البر! بقلم محمد رفعت الدومي 01-07-15, 11:17 PM, محمد رفعت الدوميمحمد الجوادي - كونت فلاندرز ! بقلم محمد رفعت الدومي 12-30-14, 06:24 AM, محمد رفعت الدوميالزعيم الخالد.. إسماعيل ياسين! بقلم محمد رفعت الدومي 12-18-14, 06:11 PM, محمد رفعت الدوميالحسّونة - صباح .. من وادي شحرور إلي الخلود! بقلم محمد رفعت الدومي 12-08-14, 05:35 PM, محمد رفعت الدوميتونس .. ابعدي عني هذه الكأس! بقلم محمد رفعت الدومي 11-26-14, 06:20 AM, محمد رفعت الدوميسوداء العروس! بقلم نور الدين محمد رفعت الدومي 11-18-14, 06:35 PM, محمد رفعت الدوميبيت النتَّاش....محمد رفعت الدومي 10-29-14, 05:37 PM, محمد رفعت الدوميتناذر إسكتلندا/محمد رفعت الدومي 09-29-14, 02:32 PM, محمد رفعت الدوميداعش = (1.618) × داحس ÷ الرجل الفيتروفي! 09-19-14, 04:07 PM, محمد رفعت الدوميأحمد رجب .. أوراق الغرفة (53) بقلم محمد رفعت الدومي 09-13-14, 03:09 PM, محمد رفعت الدومينوستالجيا برائحة البخور 09-06-14, 06:09 PM, محمد رفعت الدوميتعيس صالح .. ذلك الممثل الفاشل!/محمد رفعت الدومي 09-01-14, 05:17 PM, محمد رفعت الدوميمؤخرة ميريام فارس .. مقدمة ابن خلدون!/محمد رفعت الدومي 08-12-14, 04:08 PM, محمد رفعت الدوميوليٌّ بلا جنود/محمد رفعت الدومي 08-06-14, 02:17 PM, محمد رفعت الدوميالشيف (شفيق) في دار الندوة! تماماً كـ " أليس في بلاد العجائب " .. بقلم: محمد رفعت الدومين 08-01-14, 03:42 PM, محمد رفعت الدوميغزة .. جمرة العرب الخامسة!/محمد رفعت الدومي 07-15-14, 10:54 AM, محمد رفعت الدوميمهمة السيد (أحمد البدوي) .. و مَحَليِّاتُ المتعة العميقة !/محمد رفعت الدومي 06-13-14, 01:34 PM, محمد رفعت الدوميجهادُ الأصابع الوسطي !/محمد رفعت الدومي 06-04-14, 07:55 PM, محمد رفعت الدوميعرافة ( مارتينيك ) .. كلتا الطفلتين أصبحت ملكة ! 05-31-14, 12:58 PM, محمد رفعت الدوميخاين بك!/محمد رفعت الدومي 05-18-14, 00:47 AM, محمد رفعت الدوميمؤرخو الظلال !/محمد رفعت الدومي 05-12-14, 00:30 AM, محمد رفعت الدوميهيكل .. طربوش الغراب ! 05-06-14, 05:32 PM, محمد رفعت الدوميحكاية مرعبة .. من أغرب ما سمعت ! 04-25-14, 07:15 PM, محمد رفعت الدوميجابو، صهرنا الذي جعل الملائكة تنتظر!محمد رفعت الدومي 04-23-14, 03:06 PM, محمد رفعت الدوميكوريا الجنوبية، ترقص علي إيقاعات قرآنية ! 04-16-14, 00:43 AM, محمد رفعت الدوميلا يُستشهد بإنسان ( نياندرتال ).. و ( عبد الله الداوود ) في المدينة ! 04-14-14, 03:59 PM, محمد رفعت الدوميبربر برابر بربرة ! 04-12-14, 07:16 PM, محمد رفعت الدوميماجدة الرومي .. لهذا اكتشف أجدادك الغوريلا !! 04-07-14, 01:24 AM, محمد رفعت الدومينوستراداموس | و أسرار مصر !!/محمد رفعت الدومي 04-05-14, 02:41 AM, محمد رفعت الدوميولاية الفقيد .. أحدث نظريات الحكم العربية !! بقلم محمد رفعت الدومي 03-28-14, 03:21 PM, محمد رفعت الدوميالصيد، حتي، في الماء الأسود!!/محمد رفعت الدومي 03-24-14, 10:16 PM, محمد رفعت الدوميباسم يوسف.. و أكاذيبنا المقدسة !!/محمد رفعت الدومي 03-23-14, 05:11 PM, محمد رفعت الدوميالأمُّ كباريهٌ إذا ظبَّطْتها / ظبَّطتَ شعباً مفيهشي عضمة !!/محمد رفعت الدومي 03-19-14, 04:48 PM, محمد رفعت الدوميالحنة يا حنة يا قطر الندي/محمد رفعت الدومي 03-17-14, 04:05 PM, محمد رفعت الدوميخيري أبو همام ، صار قبراً مؤجلاً يا (ماسر) !!/محمد رفعت الدومي 03-14-14, 04:58 PM, محمد رفعت الدوميكيت بلانشيت و سيمون فيليب .. والبدايات المضللة !!/محمد رفعت الدومي 03-10-14, 04:25 PM, محمد رفعت الدوميبروروم/ محمد رفعت الدومي 02-28-14, 00:34 AM, محمد رفعت الدوميالمبارزة .. مبادرة للخروج من الأزمة !!/ محمد رفعت الدومي 02-24-14, 05:28 AM, محمد رفعت الدوميمني مينا .. الصوت الصارخ في البريِّة !!/محمد رفعت الدومي 02-17-14, 01:14 AM, محمد رفعت الدوميعيد الذئبة !! بقلم محمد رفعت الدومي 02-14-14, 04:49 AM, محمد رفعت الدوميالماسونية .. في ضوء آخر!!/محمد رفعت الدومي 02-09-14, 07:16 PM, محمد رفعت الدوميقوَّادون آخر موضة !!/محمد رفعت الدومي 02-04-14, 04:45 PM, محمد رفعت الدوميالخالة "زينب"*/محمد رفعت الدومي 01-15-14, 04:16 PM, محمد رفعت الدوميمساحاتُ الغياب/محمد رفعت الدومي 01-10-14, 06:19 AM, محمد رفعت الدوميالأخت فاهيتا !!/محمد رفعت الدومي 01-03-14, 07:38 AM, محمد رفعت الدوميسانتا كلوز .. مسيح الشيوعية !!/محمد رفعت الدومي 12-29-13, 05:58 PM, محمد رفعت الدوميهتلر .. نبيُّ الأوغاد/محمد رفعت الدومي 12-26-13, 05:44 AM, محمد رفعت الدوميبهنس .. التقاطٌ خاطئ لوحي ٍ صحيح !!/محمد رفعت الدومي 12-20-13, 07:52 PM, محمد رفعت الدوميغيمةٌ من أبسط الفراشات/ محمد رفعت الدومي 12-20-13, 05:55 AM, محمد رفعت الدوميالفاجومي مات/محمد رفعت الدومي 12-05-13, 00:26 AM, محمد رفعت الدوميالحضرة الشومانية/محمد رفعت الدومي 11-30-13, 04:05 AM, محمد رفعت الدوميلا مرحباً بمواسم الزحف ِ الحرام بقلم محمد رفعت الدومي 11-30-13, 03:39 AM, محمد رفعت الدوميالسيسي .. والرقص في درجة الغليان /محمد رفعت الدومي 11-29-13, 04:57 PM, محمد رفعت الدومي
|
|