ربع قرن من الجنون بقلم أحمد الملك

ربع قرن من الجنون بقلم أحمد الملك


04-27-2015, 06:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1430155896&rn=0


Post: #1
Title: ربع قرن من الجنون بقلم أحمد الملك
Author: أحمد الملك
Date: 04-27-2015, 06:31 PM

06:31 PM Apr, 27 2015
سودانيز اون لاين
أحمد الملك-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



في منتصف تسعينات القرن المنصرم كان أحد معارفي يسير في الطريق العام حين
توقفت سيارة بجانبه وسمع صوتا يأمره بالصعود الى السيارة، أخذوه الى خارج
المدينة وضربوه ضرب (غرائب الإبل) ثم ألقوه في مكانه وغادروا! بعد قليل
توقفت بجانبه سيارة أخرى وسأله أحد ركابها عن ما حدث له!

حكى لهم أن جماعة من (جهاز الأمن) ألقوا القبض عليه وقاموا بضربه! قالوا
له بدهشة وبراءة الأمنجية في عيونهم: نحن ناس الأمن! نحن لا نضرب الناس!!

ثم قاموا بنقله الى المستشفى!

وبالطبع لم يكوّنوا لجنة تحقيق أو يفتحوا تحقيقا لمعرفة من اعتدى على
المواطن الذي تقع عليهم مسئولية أمنه!!

شعار (تفلق وتداوي) القديم نفسه. يضربونك ضرب (الرخصة) ثم يرسلون من يعلن
أنه منهم ليستنكر ما حدث لك!

المدينة صغيرة، لا يوجد بلطجية في المدينة. بخلاف الجهاز الذي تفرّغ لسحق
الانتفاضات قبل نشوئها. من ضرب صديقنا كان معروفا ومن انقذه كان معروفا!
وكلهم يجمعهم الانتماء للجهاز نفسه! جهاز الأمن والمخابرات!

أعمال الجهاز المجرم معروفة للجميع وأساليبه مكشوفة. وممارسته للقتل
والتعذيب والاغتصاب هو نفسه لا ينكرها! بل ويذيعها أحيانا ليتعمد بث
الرعب في قلوب الناس! ورغم ذلك إتهم الجهاز الناشطة ساندرا كدودة بأنها
أتت بحديث الافك حين اتهمت الجهاز بإختطافها وتعذيبها!

في المرة الثانية جاءوا عن طريق (القانون) يحملون امر القبض! ولا بد أنهم
اشهروا بطاقاتهم (بعكس المرة الأولى)

المصيبة في أهل الانقاذ انهم يعتقدون أنه يمكن خداع الناس لعدة قرون! بعد
الكذبة الاولى، اذهب الى القصر حبيسا،

أصبح الكذب صناعة ومنهجا تقوم عليه الانقاذ، داخليا وخارجيا.

أصبح الكذب والتزوير دستورا، ذات مرة رأيت مقالا لصحفي يتحدث عن انتخابات
1996 التي اجراها النظام ورغم ان نتائجها ايضا كانت معروفة قبل اجرائها
الا انها كانت فرصة جيدة لهم للتدرب على اساليب مبتكرة للتزوير.

المشكلة لم تكن في التزوير فهو ديدن اهل الانقاذ. كتب الصحفي اياه مقالا
عن انتخابات 1996 واصفا الوضع الذي تمخضت عنه انتخابات التزوير الاولى
انه: الديمقراطية الرابعة!!

اعتاد اهل الانقاذ على الكذب وتصديق أكاذيبهم، لكن (كضبة) الصحفي اياه عن
الديمقراطية الرابعة لم يستطع ولاحتى (سيدها) أن يبلعها! وحين اكتشف انها
عصية على البلع لم يكررها مرة اخرى!



في مسرحية الانتخابات الاخيرة كانت صدمة أهل الانقاذ في الشعب كبيرة، يا
لبجاحة هؤلاء اللصوص! تسلب الشعب كل حقوقه، وتطارده في رزقه، وتحرمه من
حريته وتفرغ حياته من كل معنى، تضرب شبابه أمل المستقبل بالرصاص في
الشوارع، وتجبر البقية على ركوب درب الهجرة الصعب. ثم تنتظر منه بكل
بساطه ان يتدافع الى صناديق محشوة اصلا بالأصوات القديمة لكي يعطيك شرعية
تواجه بها العالم!

الانقاذ تعرف ان بقائها ليس رهينا بصندوق الانتخابات بقدر ما هو منوط
بصندوق الذخيرة، واستمرار اعتقال الناشطين ومصادرة الصحف ومطاردة
الصحفيين، حتى في ايام انتخابات التزوير يثبت ذلك.

المرشح المستقل برطم الذي هزم مرشح المؤتمر الوطني في دنقلا. لم يفز
بسهولة. قام أنصاره بحراسة صناديق الاقتراع ليلا ونهارا، ويقال أنهم
أمسكوا بعدد من الصناديق أثناء حراستهم لكبري دنقلا، كان أرباب التزوير
يستعدون لتهريبها وإستبدال محتوياتها! الدولة التي تحمي وتطبق القانون لم
تعد موجودة في بلادنا منذ إنقلاب الانقاذ. أشخاص متطوعون يقومون بدور
الدولة في كل المجالات. يحرسون صندوق الانتخابات، مثل انصار المرشح
برطم. ويعطون حبة الدواء للمريض مثل شباب شارع الحوادث ويساعدون ضحايا
الكوارث الوطنية مثل شباب نفير، مثل أخوتنا من المغتربين الذين يدفعون
ثمن الدواء وثمن لقمة الغذاء و فاتورة جامعات الانقاذ التي مثلها مثل
الدولة، تجبي أموالا طائلة ولا تقدم شيئا نافعا. أخوتناالمغتربين الذين
لا ينوبهم من نظام التزوير سوى المهانة والضرب.



الانقاذ انتهت كنظام منذ لحظة ميلاد الكذبة الأولى، والانتخابات التي
اصروا على قيامها لتعطيهم شريعة متوهمة، انقلب سحرها على الساحر وأزالت
آخر ورقة توت يتدثر النظام بها.

غرائب الإبل

مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • الموتى ينتخبون المشير! بقلم أحمد الملك 04-13-15, 04:56 AM, أحمد الملك
  • السادس من أبريل تاريخ يخشاه الطاغية ونظامه بقلم أحمد الملك 04-06-15, 08:43 PM, أحمد الملك
  • سبعة غرباء في المدينة بقلم أحمد الملك 03-30-15, 04:03 PM, أحمد الملك
  • الكلاب تنهش الأطفال والخليفة نائم في قصره الصيني! بقلم أحمد الملك 03-23-15, 04:21 PM, أحمد الملك
  • شروع في الزنا قصة قصيرة بقلم أحمد الملك 03-17-15, 05:31 PM, أحمد الملك
  • فصل من رواية الحب في ممكلة الجنجويد بقلم أحمد الملك 02-23-15, 02:50 PM, أحمد الملك
  • بين رجل الخير أعمى البصر، ونظام المشير أعمى البصيرة! بقلم أحمد الملك 02-16-15, 03:05 PM, أحمد الملك
  • العقرب قصة قصيرة بقلم احمد الملك 02-09-15, 03:47 PM, أحمد الملك
  • بين بلة الغائب وقصر المشير وإتحاد الكتّاب السودانيين! بقلم أحمد الملك 02-02-15, 04:20 PM, أحمد الملك
  • سنبني قصرا جديدا سيدي الرئيس! فصل من رواية: الحب في مملكة الجنجويد بقلم أحمد الملك 01-28-15, 02:39 PM, أحمد الملك
  • حين يعلن المشير: إنتخبوا من يخاف الله فيكم! بقلم أحمد الملك 01-20-15, 02:16 PM, أحمد الملك
  • ويظل ذاك الليل طفلا يحبو في الذاكرة! في ذكرى الراحل المقيم محمود عبد العزيز بقلم أحمد الملك 01-19-15, 03:22 AM, أحمد الملك
  • حول خطاب البشير في ذكرى الاستقلال بقلم أحمد الملك 01-05-15, 04:55 AM, أحمد الملك
  • تحية الصمود والمحبة لأهلنا في لقاوة بقلم أحمد الملك 12-30-14, 04:47 AM, أحمد الملك
  • الموسيقار الراحل محمدية وشيوخ (الاسكايب) بقلم أحمد الملك 12-22-14, 02:44 PM, أحمد الملك
  • بين هوجو تشافيز ووكيل خارجية السفّاح! بقلم أحمد الملك 12-15-14, 03:17 AM, أحمد الملك
  • بين (تربية الشيوعيين) وتربية (الاسلامويين)! بقلم أحمد الملك 12-08-14, 06:46 AM, أحمد الملك
  • لنا (القصر) دون العالمين أو القبر! بقلم أحمد الملك 12-01-14, 02:39 PM, أحمد الملك
  • المشير في المتاهة! بقلم أحمد الملك 11-23-14, 10:52 PM, أحمد الملك
  • تابت خطاب ولاية المشير الجديدة!؟ بقلم أحمد الملك 11-17-14, 07:26 AM, أحمد الملك
  • الصبي الصغير لم يسرق الانسولين أحمد الملك 11-09-14, 11:37 PM, أحمد الملك