أيها الإمام: (من فشَّ غبينتو خرب مدينتو)! بقلم الطيب مصطفى

أيها الإمام: (من فشَّ غبينتو خرب مدينتو)! بقلم الطيب مصطفى


04-22-2015, 02:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1429709248&rn=0


Post: #1
Title: أيها الإمام: (من فشَّ غبينتو خرب مدينتو)! بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 04-22-2015, 02:27 PM

01:27 PM Apr, 22 2015
سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



لا أكاد أُصدق أن تبلغ غضبة (فش الغبينة) بالصادق المهدي درجة أن يخرج على ذاته ونفسه التي بين جنبيه ويشارك في حملة الحركة الشعبية والجبهة الثورية المطالبة بحظر الطيران السوداني في مناطق الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق، بل يطالب بإخضاع السودان للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي ينهي سيادة الدولة على أراضيها.
هل كنتَ أيها الإمام ترضى وأنت تخوض الحرب ضد قرنق أيام كنتَ رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع أن تتحالف المعارضة مع الحركة الشعبية وتسعى لتجريد الجيش السوداني من سلاحه؟ أنسيتَ أيها الإمام اعتقالك من وقعوا مع قرنق وثيقة أمبو؟
إن تحالف (قوى نداء السودان) الذي يضم السيد الصادق المهدي والجبهة الثورية والذي يطالب مجلس الأمن بحظر استخدام الطيران في الحرب على المتمردين لا يختلف عن التجمع الوطني الديمقراطي الذي خرج عليه حزبكم قبل أن تعود إلى الوطن تاركاً قرنق يعبث بالميرغني، ويحتل من خلال الغطاء السياسي الذي منحه إياه الميرغني همشكوريب التي أطفأ فيها نار القرآن.
لن أنسى كيف كان المهدي ينصح د. الترابي أيام عداء الأخير للحكومة بقوله: (من فشَّ غبينتو خرب مدينتو)، فإذا بالأيام تدور بالسيد الصادق المهدي لينجر وراء الغبينة ويدعو إلى تجريد القوات المسلحة السودانية من أكبر أسلحة تفوقها العسكري، ناسياً ما يمكن أن يحدثه ذلك التغيير الهائل في موازين القوى والذي قد يحيل السودان إلى ما هو أسوأ من الصومال سيما ونحن نرى ونشهد كل يوم وكل ساعة ما يجري في جوارنا المضطرب من خراب ودمار وموت وحروب توشك أن تصلنا نيرانها المضطرمة.
ما أشبه موقفك أيها الإمام بموقف الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وهو يتحالف مع أعداء الأمس (الحوثيون) ليمكنهم من احتلال اليمن؟
كنتُ اعترضتُ على اعتقالك بسبب انتقادك لقوات الدعم السريع باعتبار أن ذلك كان مجرد رأي أبديته بالرغم من خطئه سيما وأنك لم تدِن وقتها ما تفعله الحركات المتمردة، أما ما فعلته اليوم وأنت تطالب بفرض الفصل السابع على وطنك بل وحظر استخدام القوات المسلحة السودانية للطيران في حربها على من يشنون الحرب على الوطن ويتمردون على سلطانه، فإنه لن يجد منا غير الاستنكار والاستغراب. فلماذا تلطخ أيها الإمام سيرتك الناصعة بموقف يسيئ إليك وإلى حزبك الكبير؟ لماذا تنحاز إلى الحركة الشعبية والجبهة الثورية اللتين تعلم أنهما يتأبطان شراً وبيلاً ويضمران حقداً دفيناً على السودان؟
أقول للإمام الصادق المهدي إنه من الصعب عليّ أن أصدق أن يجمعك تحالف واحد مع لوردات الحرب عرمان والحلو وعقار، ذلك أنني لا أصدق أنك كنت مقتنعاً بأن قرنق كان صادقاً حينما تحالف مع قوى الإجماع الوطني أيام التجمع الوطني الديمقراطي التي تعلم يقينًا أنه قد استغلها لمنحه الشرعية لخوض حربه ونقل معاركه إلى شرق السودان وإلى الشمال وتقوية موقفه السياسي والتفاوضي، ولكن هل أثبتت الأيام صدق قرنق أم كشفت كذبه حينما خان حلفاءه وتركهم في عراء نيفاشا ودخل إلى قاعة التفاوض ليحصد ثمار تلك الاتفاقية المشؤومة لوحده؟!
مشروع الجبهة الثورية لا يختلف عن مشروع زعيمهم قرنق القديم المتجدِّد المسمى بــ (السودان الجديد) الذي كنت تطلق عليه اسم (السودان البغيض) المصادم لمشروعك (السودان العريض) لذلك فإني قد أتفهَّم تماماً أن تعقد اتفاقاً مؤقتًا ذا أجندة وأهداف وطنية محدودة وموقوتة، أما أن تبرم تحالفاً ذا أبعاد عسكرية يمنح الغلبة في ميدان القتال لمن يحمل مرجعيات فكرية وعقدية عنصرية واستئصالية تناقض مشروعك السياسي والفكري، فهذا من قبيل الأخطاء الكارثية التي سيدفع ثمنها الوطن وتحيق بك قبل غيرك.
عادِ النظام الحاكم واتخذ حياله ما تشاء من مواقف أيها الإمام أما السودان الوطن فلا وألف لا فعندما ترجح كفة الحركة الشعبية التي أذاقت السودان من حربها صنوفاً من الأذى والعذاب والموت والدماء والدموع منذ أيام الهالك قرنق وعندما تساند الحركات الدارفورية التي روعت السودان وأذاقت دارفور من كيدها وبطشها ويكون ذلك على حساب الجيش السوداني الذي يذود عن الوطن، فإنك تكون قد راهنت على تسليم السودان بل والخرطوم للقتلة وسافكي الدماء الذين رأينا نماذج من ديمقراطيتهم في أب كرشولا والسميح والله كريم التي فتكوا بنسائها وشيوخها وأطفالها قبل نحو عامين وفي الدلنج وكادوقلي التي حصدت صواريخهم العشرات من أهلها قبل يومين فمن يأتون عبر البندقية أيها الإمام لن يحتكموا إلى المسار الديمقراطي الذي ظللت تدعو إليه بدليل أن قرنق كان يقاتلك في ثمانينات القرن الماضي رغم أنك كنت رئيساً للوزراء عبر انتخابات حرة وديمقراطية.
عزيزي الصادق المهدي.. نعاني والله مثلما تعاني من تضييق ولكننا آلينا على أنفسنا ألا ننتصر لذواتنا وأحزابنا آملين أن يرعوي أهل الحكم وينصاعون إلى كلمة سواء تجمع القوى السياسية والمتمردين لنعالج سوياً أزمات هذا البلد المنكوب وننطلق به في مسار ديمقراطي وحكم راشد بعيداً عن الاحتقان السياسي والحروب المدمرة.




السودان الجديد


مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • يا والي الخرطوم ويا وزير التربية.. العقارات المدرسية والنهب المصلَّح! بقلم الطيب مصطفى 04-20-15, 01:12 PM, الطيب مصطفى
  • يا ويل السودان من لوردات الحرب بقلم الطيب مصطفى 04-19-15, 01:35 PM, الطيب مصطفى
  • أثرياء الحرب في دارفور! بقلم الطيب مصطفى 04-18-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
  • ثم ماذا بعد الانتخابات؟ بقلم الطيب مصطفى 04-16-15, 01:33 PM, الطيب مصطفى
  • غازي صلاح الدين وقيمة العفو بقلم الطيب مصطفى 04-13-15, 01:43 PM, الطيب مصطفى
  • الزراعة بين المحنة والمنحة بقلم الطيب مصطفى 04-12-15, 01:26 PM, الطيب مصطفى
  • أسامة حسون.. آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه! بقلم الطيب مصطفى 04-11-15, 01:34 PM, الطيب مصطفى
  • أغاني الراب وإصلاح الاتحادي الأصل بقلم الطيب مصطفى 04-09-15, 03:48 PM, الطيب مصطفى
  • وزراء أخشى أن يغادروا بقلم الطيب مصطفى 04-07-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
  • عندما استبدل الجنوب سيداً بسيد!! بقلم الطيب مصطفى 04-06-15, 01:53 PM, الطيب مصطفى
  • حسين الحوثي وعارف الركابي بقلم الطيب مصطفى 04-04-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
  • صحة المواطن وحماية المستهلك بقلم الطيب مصطفى 04-02-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
  • يا ويل السودان من كتالين الكتلا! 2-2 بقلم الطيب مصطفى 04-01-15, 02:20 PM, الطيب مصطفى
  • لنازحون والخطر الداهم يا وزير الداخلية بقلم الطيب مصطفى 03-26-15, 01:50 PM, الطيب مصطفى
  • مبروك للبشير إعلان سد النهضة بقلم الطيب مصطفى 03-25-15, 02:19 PM, الطيب مصطفى
  • الميرغني واعتزال السياسة بقلم الطيب مصطفى 03-24-15, 01:57 PM, الطيب مصطفى
  • بين الترابي والكادوك! بقلم الطيب مصطفى 03-23-15, 01:48 PM, الطيب مصطفى
  • عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى 03-22-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
  • نبتة التمباك هل هي شجرة الزقوم؟! بقلم الطيب مصطفى 03-21-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
  • بين نداء السودان والهجوم على كلوقي بقلم الطيب مصطفى 03-18-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
  • أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (3-3) بقلم الطيب مصطفى 03-17-15, 01:24 PM, الطيب مصطفى
  • أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (2-3) بقلم الطيب مصطفى 03-16-15, 02:08 PM, الطيب مصطفى
  • (الصيحة) في عامها الثاني بقلم الطيب مصطفى 03-15-15, 01:10 PM, الطيب مصطفى
  • بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام بقلم الطيب مصطفى 03-14-15, 02:07 PM, الطيب مصطفى
  • يتامى المسلمين؟ بقلم الطيب مصطفى 03-13-15, 01:55 PM, الطيب مصطفى
  • لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى 03-12-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
  • بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
  • المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 02:44 PM, الطيب مصطفى
  • اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
  • مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
  • أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
  • مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 02:00 PM, الطيب مصطفى
  • الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 12:32 PM, الطيب مصطفى
  • بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 01:59 PM, الطيب مصطفى
  • من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 01:42 PM, الطيب مصطفى
  • المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 01:45 PM, الطيب مصطفى
  • المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
  • دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
  • حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 01:39 PM, الطيب مصطفى
  • بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 01:20 PM, الطيب مصطفى
  • خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم ‎الطيب مصطفى 02-21-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
  • خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
  • بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
  • حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
  • هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
  • حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
  • حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
  • هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
  • حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
  • الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
  • عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
  • رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
  • وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
  • رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى