لا مفر من الفوضى الخلاقة ..السودان الجديد يُولد من رحم الصدام ..! بقلم مبارك ابراهيم

لا مفر من الفوضى الخلاقة ..السودان الجديد يُولد من رحم الصدام ..! بقلم مبارك ابراهيم


03-22-2015, 04:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1427039899&rn=0


Post: #1
Title: لا مفر من الفوضى الخلاقة ..السودان الجديد يُولد من رحم الصدام ..! بقلم مبارك ابراهيم
Author: مبارك ابراهيم
Date: 03-22-2015, 04:58 PM

03:58 PM Mar, 22 2015
سودانيز اون لاين
مبارك ابراهيم-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



بسم الله الرحمن الرحيم
لا مفر من الفوضى "الخلاقة" ..السودان الجديد يُولد من رحم الصدام ..!
إن شئنا ام ابينا لا مفر من الصدام ولا مفرمن تبادل اللكمات "الدواس" في داخل بؤرة العدسة المُترعة بالتعاليوبالنرجسية المفرطة التي تناسلت منها جميع المصائب والمحن التي تعاني منها السودان لحقب زمنية طويلة تتجاوز نصف قرن من الزمان وهي فترة زمنية كافية بكل المقاييس لتشخيص العلة الوطنية ولكن من الغرابة بمكان ان لم يكن مريبا ان لاتتكلل الجهود بالنجاح المطلوب في تعافي الوطني لان معظم هذه الجهود المبذولة لم تخاطب جذور الازمة الوطنية بروح النقد البناء للذات السودانية التي تستلزم قدرا من التجرد والشفافية ونكران الذات وغيرها من الاستحقاقات الوطنية اللازمة والمؤهلة لكسر حاجز الصمت والخوف من نبش "السكوت عنه" والذي يتمثل في الاقرار والاعتراف الصريح بان "الهُوية "هي أس المشكلة في السودان وليس الاختزال وتقزيم القضية الوطنية وإرجاعها لعوامل الصراع على "وهم" السلطةوموارد الثروة "الشحيحة" كما يزعمون ولم يكن يوما اصلا هي مشكلة بين الرعاة والمزارعين كما يتم تصويره وتثبيته في الاذهان بشكل وقح ومخل وساذج من قبل "النُخبة المركزية" والسؤال الذي يطرح نفسه بدرجة التملق الشديد يتعلق بمستقبل السودان ما بين سيناريو الفوضى الخلاقة وتبعات فوبيا الصدام الذي لا مفر منه إن شئنا ذلك ام ابينا خاصة بعد ان لاح في الافق المحيط بالمركز ارهاصات ثورة الهامشواقترابها رويدا من تخوم المركز والسؤال هو:
هل النُخبة "الإنقاذية" على استعداد لتسليم السلطة للشعب طوعا ام انهم سيقامون الطوفان القادم بلا محالة ويفضلون الانتحار على التضحية بالامتيازات التاريخية المكتسبة والمشروعة..؟.. هل هم على استعداد نفسي تام لقبول بإعادة كتابة تاريخ السودان من جديد على اسس صحيحة ام انهم يفضلون المقاومة حتى اخر لحظة على تفكيك مكونات "هُوية" النظرة الرومانسية المفرطة كما يقول البعض في وصف الهوية السودانية ..؟ام ان الامور ساءت وخرجت من دائرة التحكم ولم يبق امام النخبة المركزية من خيار سوى المماطلة والمناورة والتلكؤ لكسب مزيدا من الوقت لمواصلة مقاومة الطوفان القادم حتى الرمق الاخير ..؟

اكاد اجزم بشكل قاطع وفقا للمعطيات الماثلة امامنا وبناءا على نتائج هذه التساؤلات الضاغطة التي قد لا تدعو لتفاؤل لان كل المؤشرات تُوحي بان ركوب موجة العناد والتعنت هو سيد الموقف مما لا يفسح مجالا لبصيص من الامل لهبوط سلسل وناعم كما يدعو الاخريين اتعاظا من تجارب المحيط الاقليمي والدولي المضطرب .
..إذن بلا ادني شك يمكن ان يُقال بان السودان الجديد المرتقب المعافي من الامراض ولا سيما الاستعلاء الثقافي والعرقي والذي يسع الجميع ولا يضيق باهلها سيُولد من رحم الصدام ومن ثنايا الفوضى الخلاقة وان يطيل الانتظار نسبيا مقارنة بتجارب دول "الربيع العربي" وما يشهدها من فوضى وعنف وعدم استقرار كنتيجة حتمية لتنفيس الغبن التاريخي الناجم من الكبت والحرمان والاستبداد والقهر وحتما في نهاية المطاف ستؤول هذا المشهد الذي يتسم بالفوضى والعنف الي الهدوء والاستقرار عندما تدرك جميع اطراف الصراع في هذه البلدان بان لا جدوى من استمرار الفوضى وتعي بأهمية سيادة لغة الحوار من اجل مصلحة شعوبهم وهذا ليس وضعا شاذا مثيرة للدهشة والاستغراب لان التاريخ الانساني حافل بمواقف ومراحل عم فيها الفوضى والخراب وعدم استقرار قبل ان تسود فيها الهدوء والامان والاستقرار والنهوض من جديد هكذا هو التاريخ يعيد نفسه من جديد .
ولكن برغم هذا الوضع الطبيعي المصاحب لمخاض التحول الديمقراطي في بلدان ما يعرف بالثورات "الربيع العربي" الذي يستعبد نظام "الانقاذ" حدوثها في السودان اتساقا بفضيلة "الانكار" بزعم ان هذه الثورات انطلقت من المساجد ورموز حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان يزعمون ويتباهون بانهم متواجدون دائما في المساجد مع الشعوب ويتقاسمون معهم الملح والملاح..
كما يدعون بان دورهم لم يقتصر في الاعتكاف والزهد بدور العبادة فحسب بل يدعون بكل فخر واعتزاز بان لهم القدح المعلى في دعم هذه الثورات ولاسيما دعم ثوار ليبيا دعما سخيا والمساهمة الفعالة في الاطاحة بنظام القذافي ويتفوهون بهذه الكلمات في محاولة يائسة ومكشوفة لتغطية توجسهم وخوفهم وقلقهم البالغ من تمدد واتساع دائرة شرارة ثورات الربيع العربي تجاه السودان في أي لحظة وعندئذ سينكشف غطاء النفاق والكذب وسيكتشف العالم وهن وضعف خيوط الاوهام والخزعبلات والادعاءات الكاذبة للنخب الهوس الديني الذين يملئون الدنيا ضجيجا وجعجعة بلا طحين ..!

أ/ مبارك ابراهيم
mailto:[email protected]@hotmail.com




مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • الانقاذ بعد ربع قرن من الحكم.. يختزل تطلعات الانسان السوداني ب 1200سراول ابوتكة 03-22-15, 03:47 PM, مبارك ابراهيم
  • يا تُرى.. لماذا ابتلى الله الشعب السوداني ب"الانقاذ"..؟ بقلم مبارك ابراهيم 03-22-15, 02:21 PM, مبارك ابراهيم
  • صيحة الحياة في وادي.... مناوي وخليل وعبدالواحد ...! بقلم مبارك ابراهيم 01-14-15, 02:56 PM, مبارك ابراهيم
  • قف تامل ! يا اسفلت ..يا فحم الاسود..يا سوداني بقلم مبارك ابراهيم 12-20-14, 05:15 AM, مبارك ابراهيم
  • الجبهة الثورية امام تحدي تاريخي لم يسبق له مثيل 09-28-14, 04:41 PM, مبارك ابراهيم
  • مناوي.....بين إعلاني باريس واديس ابابا 09-28-14, 04:03 PM, مبارك ابراهيم