ليــــــلة الســــــبت ؟.؟؟

ليــــــلة الســــــبت ؟.؟؟


02-14-2015, 06:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1423892676&rn=0


Post: #1
Title: ليــــــلة الســــــبت ؟.؟؟
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 02-14-2015, 06:44 AM

05:44 AM Feb, 13 2015
سودانيز أون لاين
عمر عيسى محمد أحمد - أم درمان / السودان
مكتبتي في سودانيزاونلاين



بسم الله الرحمن الرحيم


ليـــــــــلة الســــــــبت ؟.؟؟

ليلة تجلت فيها نوازل النجوم من كبد السماء .. لتلتقي في رياض الأفراح مع الأحباء .. مسبوقة بشفق الحياء علامة الأبرياء .. وفاتحة اللقاء استهلت ببسمة ثغر يشع بالضياء .. بسمة لماحة عذبة حين أفرجت أحلى بياض أسنان خلف ضفاف الشفاه .. فأوجدت الحيرة في القلب .. هل نبقى طويلاَ في سواحل الشفاه مع النضارة والجمال .. أم نجتاز للعمق نحو تلك الدرر من البياض والضياء .. والنفس حائرة تتقدم خطوة ثم تتراجع كالمصاب بموبقات الداء .. والعين طامعة تريد الحسنين .. تريد أن تبقى مع جواهر الشفاه !! .. كما تريد أن تبقى في ساحة أللآلي مع الأسنان .. فأي الجوانب يستحق الدوام والبقاء ؟!! .. تلك تجاذب القلب بالترحيب وتلك تحاذر النفس بالترهيب .. وقد أربكت النفس روعة الأضـواء .. وذاك التفاضل بين عقـد الدرر وبين ضفاف القمر أوشك أن يفقد العقل بالأهواء .. ثم تلك الطلعة التي لو أقسمت أن تنافس بـدراََ لفازت في النقاء والصفاء .. وتلك العيـون بزرقة البراءة التي تخجل الغزلان عند اللقاء .. مكتحلة بغير كحل وخالية من شوائب النقص والرياء .. والخد نعمة نضارة فاق عناباَ يراوغ قطرات الندى في الصفـاء .. والجيد ذاك فصوص قصب نالت الاستقامة دون الارتخاء .. بشفافية زجاج تلوح خلفها عروق كالحرير في النقاء .. فصوص بليغة الجمال لأنصاف دوائر لم تكمل الانحناء .. والمكان روضة بساطها تلك المروج الخضراء .. فيها الأزهار وفيها الأنوار وفيها تلك التي تشار إليها بالبنان .. والزمان باكورة ليلة أسدلت فيها ستائر الصمت لتشكل روعة محراب بقدسية الرهبان .. حجبت عنها صفحة السماء بتلك المواكب من سحب الرحمن .. تجمعت تلك السحب وتعانقت دون رعد وبرق يعكر الأجواء .. ولكنها كانت خجولة تجود بدموع الفرحة على استحياء .. حين كانت تهدي نفحات من رذاذ الماء تعطر بها نسمة الهواء .. سحر خيال في ساحة زهر .. وقمة لقاء مع ظبية فجر .. وبهجة عيون بزرقة بحر .. ومحاسن حسن كقصيدة شعر .. وكمال عطاء في ليلة قدر .. فقد تجمعت روعة الأحوال في ليلة عمر .. فأي سعادة تلك النوازل التي جاد بها الحظ دون ذلك العناء ؟؟ .. وأي فرحة تلك التي لازمت رفقة الخل والشموع تتراقص مع النسمة والهواء .. وعبق الأزهار ينساب ناعمة ليعطر الأجواء !! .. لحظات فاقت مدى الخيال حيث أعين تكلمت وألسن توقفت والأعماق هامت بالنداء .. ثم مضت الساعات تلو الساعات وكأنها تلك الثواني في سرعة الركض والانتهاء .. والليلة رحلت بأحلى وداع وقد تعهدت بجولة أخرى في مساء الأربعاء .
ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

.