أســــواق الحراميــــة !!

23:15 ص Feb 7,2015
سودانيز أون لاين
عمر عيسى محمد أحمد - أم درمان / السودان
مكتبتي في سودانيزاونلاين

بسم الله الرحمن الرحيم

أســــــواق الحراميــــة !!

مجموعة مكونة من عشرة أشخاص أدعوا الذكاء والنباهة حين مكروا وقالوا : ( لا بد أن نكسب القليل من الأموال ) .. وكانت خطتهم أن يباغتوا زعيم الحزب الكبير بورقة فيها الآلاف من التواقيع المزيفة وغير المزيفة .. تلك التواقيع التي تنتقد مواقف الحزب .. وأصحابها يستقيلون من الحزب .. والعشرة الأذكياء ( الأغبياء ) كانوا يظنون أن زعيم الحزب سوف يتململ غضباَ وسخطاَ بمجرد أن يسمع بالنبأ الخطير !! .. ثم يجتهد ويدفع لهم مبلغاَ من المال في مقابل أن يقوم هؤلاء العشرة بإقناع أصحاب التواقيع بالعدول عن استقالاتهم .. ولكنهم نسوا وتناسوا أن ذلك الزعيم الكبير ليس بذلك ( الطرطور ) .. وأنه ذلك التاجر الكبير الذي أفنى العمر وهو يبيع ويشتري في أسواق الحرامية .. فعندما قدموا أوراق الاستقالات وهم يمهدون بالدخول في حوارات مع الزعيم الكبير فاجأهم الزعيم بالقول : ( لقد قبلنا تلك الاستقالات ) وليس هنالك ما يقال !! .. فخرجوا من عند الزعيم وهم مندهشون من الواقعة وقالوا : ( الزعيم كتل لينا الدش في الأيدي !! ) .. وكم وكم تلك المرات التي كتل فيها الزعيم الدش في أيدي الآخرين !! .. فهو ذلك المحنك الذي يعرف من أين يؤكل الكتف !! .. وهو يجيد البيع والشراء والمكاسب في أسواق الحرامية .. تلك الأسواق التي توافق زيف الوطنية .. وفي الوقت الذي كان فيه هؤلاء العشرة يطمعون في دريهمات من الأموال كان الزعيم يطمع في المليارات من سياسات حزبه .. فلتلك السياسات المتخاذلة ليست عبثاَ ولكنها متعمدة ومن مقتضيات الربح والخسارة في تلك الأسواق .. والمبالغ الكبيرة المقبوضة في الماضي ما زالت تراوغ في أذهان الناس .. عاشت الوطنية الصادقة الراسخة في الأعماق !! .. وعاشت الأمة التي تصبر فوق الأشواك والحمم وهي تنتظر الفرج القريب .
.