الإفـــراط فــي الأوهــام رغــم تــلك الأجــراس !!

الإفـــراط فــي الأوهــام رغــم تــلك الأجــراس !!


01-12-2015, 03:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1421073012&rn=0


Post: #1
Title: الإفـــراط فــي الأوهــام رغــم تــلك الأجــراس !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 01-12-2015, 03:30 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الإفــــــراط فــــي الأوهـــــام رغـــــم تـــــلك الأجـــــراس !!

خضنا التجارب تلو التجارب حتى وصلنا درجة التشبع ! .. وأصبحنا عند ذلك الساحل الذي لا يقبل أي نوع من أنواع المخاطر التي تعيد السيرة من قريب أو بعيد .. فعندما يتكلم المتكلم بنفس المنوال الممجوج السابق ويعيد نفس الأسطوانة المشروخة ( عبر السنوات الطويلة ) نقول له في أنفسنا أخرس يا هذا فإنك ذلك الكاذب الخادع .. كما نقول لتلك الأبواق التي تمجد سيرة جهة من الجهات في الماضي أو في الحاضر القائم : ( لقد اكتوينا بما فيه الكفاية وحتى هنا وكفى !! ) .. فالماضي تلك الحياة في أتون الجحيم في ظلال كل التجارب بشتى ألوانها .. والحاضر أيضاَ قمة الجحيم في ظلال التجربة القائمة اليوم .. و يعني الماضي والحاضر تلك المحنة القاسية المؤلمة .. فإذن لا معنى إطلاقاَ حين يفاضل البعض بين جحيم وجحيم !! .. وقد تكون درجات الجحيم في التجربة القائمة الحالية أقل درجة في حرارتها من درجات الحرارة في جحيم الماضي !.. وفي كل الأحوال فالجحيم هو الجحيم .. ولا يمكن أن يقنعنا أي مجتهد فاشل بأننا مررنا بساحات الجنان في وقت من الأوقات .. لم يحدث ذلك إطلاقاَ ولو جلس أحدهم يؤلف المجلدات تلو المجلدات بتلك المفتريات .. فإن النفوس تعرف الحقائق .. وقد واكبت بنفسها تلك التجارب المريرة .. فنقول لتلك الأبواق كفى وكفى .. وقد جاء الوقت لنخرج من دوامة الإفك والكذب و الكلام الفارغ الذي يؤخر ولا يقدم .. ملت الأسماع تلك الثرثرة الممجوجة عن الماضي حين يقول القائل : ( كان الخير في الماضي حيث كان الأمر كذا وكذا وأصبح الآن كذا وكذا ! ) .. كما ملت الأسماع تلك الثرثرة الممجوجة عن الحاضر حين يقول القائل ( توفر الخير الآن حيث أصبح كذا وكذا وكان في الماضي كذا وكذا ! ) .. والكل يريد أن يصطاد في الماء العكر .. ويريد أن ينال قسطاَ من ميول وعطف الناس .. وتلك أصبحت ظاهرة مملة ومنفرة للغاية !! .. وفي الماضي كانت تلك الأبواق تجد السمع والطاعة حين تجتاح الناس رياح الحماس والعواطف الهوجاء .. حيث كانت نفوس الناس عند فطرة الطيبة والعفوية .. فكانت تلبي عندما ينادي المنادي .. ولكن الآن وقد عقلت تلك النفوس واكتفت ونالت كفايتها من الاكتواء بالجمرات .. فتوقفت عن الركض خلف السراب !! .. وعلمت يقيناَ جازماَ بأن المخرج من عنق الزجاج الذي لازم المسار لسنوات ما بعد الاستقلال ليس في أيدي هؤلاء كما ليس في أيدي هؤلاء .. والمطلوب الآن جديد الأفكار في الساحات .. وجديد الرموز من الشباب الواعي المتقدم الذي يواكب مفاهيم العصر .. تلك الدماء الحارة الجديدة التي تحمل نمطاَ يختلف كلياَ عن مسارات الماضي .. وقد آن الوقت لتتنحى تلك الرموز القديمة البالية عن الساحات .. بكل أطيافها السياسية ( المدنية والعسكرية ) .. تلك التي تمثل الأحزاب في الماضي أو في الحاضر .. وتلك التي تمثل العسكر في الماضي أو في الحاضر .. أي تلك القائمة القابضة على زمام الأمور الآن أو تلك المتربصة التي تترصد بالمرصاد لتأخذ جولة أخرى .. فكلها أصبحت تشكل السيرة المؤلمة الكالحة في أذهان الناس .. وتمثل مرحلة كئيبة في مسار البلاد ما بعد الاستقلال .. وكم يليق بتلك الرموز أن تتنحى جانباَ عن الساحات من تلقاء نفسها لتتيح الفرص للأجيال الشابة الجديدة .. وبذلك تأخذ الاحترام والمكانة لنفسها .. وتعود لمنطق العقل والوقار حيث الاعتراف بالنهايات وحسن الخاتمة .. وتلك سنة الحياة في أي مكان فوق سطح الأرض .