نانسي عجرم تبدو أرحم من شيوخ الخرطوم بقلم كمال الهِدي

نانسي عجرم تبدو أرحم من شيوخ الخرطوم بقلم كمال الهِدي


01-12-2015, 06:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1421039559&rn=0


Post: #1
Title: نانسي عجرم تبدو أرحم من شيوخ الخرطوم بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 01-12-2015, 06:12 AM

تأمُلات





mailto:[email protected]@hotmail.com

· قبل يومين طالعت خبراً يحمل أمنيات المطربة اللبنانية نانسي عجزم للعام 2015.

· قالت عجرم أنها تتمنى ألا يكون " في طفل جوعان أو فقير أو بردان" و"أن يحصل كل إنسان على حقه في التعليم والصحة والعافية."

· تألمت حقيقة وأنا أطالع تلك الأمنيات للمطربة اللبنانية.

· ومصدر ألمي ليس لأن أمنياتها محزنة لا سمح الله.

· ولا لأنها لا تستحق أن تعبر عن أمانِ بهذا الشكل.

· لكن ما أحزنني هو المقارنة التي اعتملت في دواخلي بين طريقة تفكير هذه المطربة وبين ما يدور في أذهان شيوخ ومسئولي الخرطوم.

· فبينما تريد نانسي لكل طفل في العالم أن يشبع ويغنى ويتدفأ، نجد أن أحد شيوخ وخطباء مساجد الخرطوم يطالب بقطع عيش ستات الشاي البسيطات الفقيرات لله، إلا من النبل والعفة والعزيمة القوية على تربية صغارهن.

· بدأت بالشيوخ ولم أبدأ بالمسئولين لأننا عرفنا الشيوخ ورجال الدين في بلدنا تاريخياً بأنهم الأكثر رحمة بالعباد.

· حتى وقت قريب مضى قبل الهجمة الأخيرة على الدين والبلد وإنسانه وأخضره ويابسه كنا ننظر لكل رجل دين على أنه الأكثر رحمة بخلق الله من بقية البشر.

· لكن ويا سبحان الله تغيرت تلك النظرة بعد أن صار الكثير من رجال الدين قساة انعدمت في قلوبهم الرحمة وأصبحوا مجرد أبواق للسلطة يأتمرون بأمرها وينتهون بنهيها.

· تحولوا بقدرة قادر إلى متكسبين على حساب قيم ومباديء وتعاليم الدين.

· لم يعد رجل الدين يتمتع بتلك الكاريزما وذلك التبجيل الذي مضى.

· ويا لها من محنة تعيشها عقيدتنا السمحة التي أساء لها هؤلاء كثيراً.

· إن لم يرحم رجل الدين أخيه الإنسان، فممن نتوقع الرحمة من بعد الله عز وجلَ؟!

· نحدثهم عن الفضائح والفساد والظلم والغطرسة، بدلاً من أن يحدثوننا هم عن مثل هذه الأمور.

· ورغماً عن ذلك يغضون الطرف عن كل مساوئ الحاكمين ويصرون على تشنيف آذاننا بكلام لا يسمن ولا يغني.

· ما زالت خطرفات ذلك الخطيب مستمرة.

· وفي آخر جمعة توقعنا منه أن يشير إلى بعض ما أدى للظروف الحالية التي يعانيها إنسان السودان.

· فإذا به يستمر في ذات نهجه المألوف ويخطب المصلين عن أثر الواتساب على شبابنا.

· لا ضير من تناول الجوانب السلبية للواتساب والثورة المعلوماتية على شبابنا.

· لكن أعيد الأسئلة طالما أنكم لا تستحون من الهروب الدائم للأمام: ماذا عن المخدرات المنتشرة بشتى أنحاء مدننا؟!

· وماذا عن الجرائم الغريبة على مجتمعنا؟!

· وماذا عن أمن المواطن الذي ضاع؟!

· وماذا عن الجوع الذي قتل الكثيرين؟!

· وماذا عن اعتلال الصحة بفعل فاعل؟!

· وماذا عن أطفالنا الذين يتلقون دروسهم في فصول لا جدران لها ولا أبواب ولا نوافذ ليغلقونها أمام هذا البرد القارس؟ !

· وماذا عن.. وعن.. وعن؟!

· ليس بالواتساب وحده تسوء أخلاقيات الشباب.

· وما أكثر الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب للفساد.

· والمحزن أنكم تعلمون وتدركون الأسباب لكنكم لا تملكون الحيلة ولا الشجاعة الكافية لقول كلمة الحق.

· لماذا لا يفيق بعض هؤلاء الأئمة والخطباء من غفوتهم ويراجع الواحد منهم حساباته؟!

· استغرب لموت الضمير بهذا الشكل المقزز لدى رجال يُفترض أنهم فقهاء ويعرفون سماحة ديننا الإسلامي أكثر من غيرهم.

· عندما يهن رجل الدين ويضعف أمام الحاكم ويعجز عن نصحه تزداد معاناة الناس وتتعقد حياتهم أكثر.

· لكن علينا أن نفرق بكل تأكيد بين رجال الدين وتجار الدين.

· وما أكثر تجار الدين في سودان اليوم، وما أشد العذاب الذين ينتظرهم من رب العزة علا شأنه.

· اختلط الحابل بالنابل في سوداننا المكلوم.

· وصرنا نتحسر على كل ما مضى.

· على الصعيد الاجتماعي نبكي على أيام كنا فيها أكثر ترابطاً ووئاماً.

· لكننا اليوم نفتقد هذا الترابط حتى داخل الأسرة الواحدة، بعد أن صار هم كل فرد فيها هو تحقيق مصالحه الخاصة حتى وإن كان ذلك على حساب بقية أفراد هذه الأسرة.

· لا بارك الله فيمن أوصلونا لهذا الحال المائل.

· الحالة الاقتصادية المزرية وسوء أحوال البلد وفساد الحكم والظلم المستمر جميعها عوامل تضافرت لتؤدي لهذا الوضع المأساوي الذي يعيشه إنسان السودان.

· وفي مثل هذه الأوضاع يتوق الناس دائماً لناصحين يحاولون تصبير أفراد المجتمع وتطمينهم بوجود ضوء في آخر النفق.

· لكن أين لنا بالناصحين في بلد أصبح أكثر تجاره جشعا هم رجال الدين!

· لماذا نربط بين الدين والجشع والسعي لملذات الحياة بلا كابح في أذهان صغارنا بهذا الشكل؟!

· هل سأل أحدكم نفسه سؤالاً من هذا النوع يا من تركتم دوركم الأساسي في نشر تعاليم ديننا السمحة وتحولتم إلى مجرد حصالات نقود؟!

· إلى متى يظن الواحد منكم أنه سيعيش حتى يستنفد كل هذه الثروات التي تكتنزونها على حساب الدين والقيم والمباديء؟!

تأمُلات مكتبة بقلم كمال الهدي































من اقوال قادة السودان

مواضيع عن الفساد فى السودان


Sudan and Ebola virus epidemic

Contact Us


Articles and Views

About Us


ازمة المثفف السوداني حيال العنصرية


مكتبة دراسات المراة السودانية


tags for sudaneseonline