من جوف التاريخ الذي لا يرحم ستنتصر دارفور الهولوكوست !! بقلم : أحمد ويتشي

من جوف التاريخ الذي لا يرحم ستنتصر دارفور الهولوكوست !! بقلم : أحمد ويتشي


01-11-2015, 04:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1420990172&rn=1


Post: #1
Title: من جوف التاريخ الذي لا يرحم ستنتصر دارفور الهولوكوست !! بقلم : أحمد ويتشي
Author: احمد عبدالرحمن ويتشي
Date: 01-11-2015, 04:29 PM
Parent: #0

mailto:[email protected]@yahoo.com

من وحي وجوف التاريخ ' ومناحي الجغرافيا' وافرازاتها من الحروب والصراعات علي مر الأزمان ' هناك دروس وعبر مستفادة ' لمن يعتبر من الطغاة وشعوبهم المؤيدين لهم والرافضين للتضامن مع إخوانهم ' من اجل تفادي النتائج الكارثية المستقبلية لهذه الصراعات والحروب التي تشتعل نتيجة لمظالم وحقوق مهضومة لشعوب بعينهم داخل الدولة الواحدة في حال ثورانهم ضد دولتهم الأم' وهو أمر يهمنا هنا ' لإجراء مقارنة مبسطة بين ما حدث في سالف من الزمن في إتجاهات اخري في تاريخ قريب وما يحدث هنا في بلادنا السودان من ثورات وحروب الإبادة الجماعية الشاملة التي قضت علي
الأخضر واليابس' بعد إشتعال الثورة الشعبية المسلحة في دارفور ضد الدولة السودانية الأم وحكوماتها المركزية الجائرة التي تعاقبت علي سدة الحكم منذ ما يسمي باستقلال السودان التي لم تعرف سلاما ولم يتوقف فيه أصوات المدافع والدانات ' وهذه الثورة حمتية ولابد منها نتيجة للتجاهل والاستهتار الممنهج في تجاه حلحلة القضايا المصيرية للشعب الدارفوري ' في مقالنا الطويل نوعا ما هذا' ننتناول بالمقارنة ما جري في احد الأقاليم البعيدة من السودان جغرافياً لكنها الي حد ما شبيه بماسي إقليم دارفور السوداني وأوضاعها كارثية ' التي نتجت من الجور و الظلم
الذي تعرض له فيما مضي في ظل ما يمتلكه من إمكانيات وموارد مهولة ' علي الرغم من كل هذا ظل انسانه مقتول بلا أسباب وفقير ومهان ومحتقر بشدة والإقليم المعني الذي ثار يوما ما ضد الدولة الأم ونال شعبه صنوف من العذابات الأليمة ' علي يد الحكومات التي تعاقبت علي سدة الحكم في بلادهم ' سواء كانت حكومات ديمقراطية أو دكتاتورية ' لكنهم صمدوا حيالها و انتصروا في نهاية الأمر واستطاعوا الخروج من أهوال الحرب والاحتقار الي رحاب النهضة والتطور وباتت حكومات المركز في بلادهم تتسول عندهم من اجل مساعدتهم لإنقاذ الوضع الاقتصادي المزري في الأقاليم الاخري
في الدولة المعنية التي كانت رافضة التضامن مع إخوانهم المظاليم وبل مؤيدة لحكومات المركز الظالمة وما نعنيه هنا هو إقليم (كتالونيا أو قاتلونيا)! الواقع في الركن القصي في الشرق من المملكة الأسبانية ' الذي نال شعبه ما يكفي من الظلم والتشريد والتجويع والاحتقار 'دون حتي النظر لخصوصية إقليم كتالونيا ذات اللغات الخاصة والثقافة الخاصة ' واتبعوا معهم نهجآ استعماريا واستعلائيا ' سواء كانوا في داخل الإقليم او في العاصمة مدريد او في اي جزء آخر من التراب الإسباني ' حيث المهن الهامشية والازدراء واكمل الناقصة الدكتاتور الاسباني العنصري
فرانشيسكو فرانكو الذي قاد عملية انقلاب عسكري في الثلاثينيات من القرن الماضي بعمية مجموعة من ضباط الجيش الأسبان الراديكاليين ضد حكومة منتخبة ' التي لم تختلف في نهجها عن الانقلابيين الذين اتوا ' حيث ظلت الحكومة المدعية الديمقراطية والمقلوبة ' تستخدم ذات الأساليب الدكتاتورية مع الشعب الكتالوني
وأول الخطوات الذي قام به الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو هو تعميقه لجروح سكان كتالونيا وزيادة عذاباتهم وتهجيرهم وتشريدهم بعد تحركهم من اجل الترتيب لثورة مسلحة من اجل الإستقلال والتي واجتهم الحكومة العسكرية بقمع لا مثيل له حيث تم قتل ابرز قادة الإقليم الكتالوني من المثقفين والأدباء والصحفيين وتم شراء بعض الاثنيات الخائنة من شعوب الإقليم وتوظيفهم في الأمن والشرطة وإعطائهم صلاحيات وترخيصات السحل والقتل ولم يقصروا بدورهم ونفذوا أوامر الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو المتحصن في مدريد ' وارتكبوا ما يشيب لها الولدان من المجازر بحق كل من
تسول له نفسه بالحديث عن كتالونيا وحقوق شعبه وجري تعليق طلاب الجامعات والمعاهد العليا من الارجل ليتدلي رؤوسهم في عملية بربرية لقتل الروح الثورية فيهم ولإعادة إنتاج الإنسان الكتالوني ليكون كما يريده المركز الاسباني في مدريد ' ومنعوا من التحدث بلغتهم الأم وهي اللغة الكتالونية وتلك المأسي كانت مجرد رأس من ديناصور المأساة التي سيراها الشعب الكتالوني بالكامل فيما بعد بحيث اندلعت الحرب الاهلية في المملكة الأسبانية واستغلها الكتالونيين وحاولوا فرض رؤيتهم الإستقلالية بالقوة ' لكنهم كانوا لا يدرون بانهم سيواجهون بالمرتزقة الذين
تدفقوا من شتات شرق أوروبا وغربها ومن إيطاليا وألمانيا تحديداً حيث التطرف الفاشي والنازي والمؤيد بشدة من الحكومة العسكرية الأسبانية بقيادة فرانشيسكو فرانكو ' بحيث تم التنكيل بالنساء والأطفال والشباب داخل كتالونيا واغتصابهم جماعياً وتمت مطاردة حتي من هم كانوا في الاندلس وكاستيا ونافارا وبقية من الأقاليم ما عدا إقليم الباسك المتمرد بدوره وتمت التنكيل بهم جميعاً بزرائع خلايا المتمردين والخونة
وانتهت الحرب الأهلية في عملية سلمية وانتصرت كتالونيا وشعبها ليبقي عبرة لمن يعتبر لتفادي مرارات ما بعد الحرب
وإن تمكن الكتالونيين من النهوض بإقليمهم إلا ان الشعور بمرارات الماضي ماتزال معششا في النفوس ليس فقط في كبار السن ممن عاصروا الأهوال ولكن كل من يولد يحمل معه غبن الماضي الأليم وإن لم يكن علناً ' وكمعلومة عامة عن إقليم كتالونيا ' تعتبر من الأقاليم الاسبانية الغنية بموارد مهولة ' وحالياً أوضاعها الإقتصاديه والإجتماعية علي احسن ما يكون ' وعندما ضربت تسونامي الازمة الاقتصادية العالمية المملكة الأسبانية واصابتها في المقتل لم تجد سوي التسول لدي الكتالونيين لمساعدتها في انقاذ الوضع المتدهور هناك وهاجر إليها الشباب من بقية الأقاليم
الإسبانية للبحث عن فرص العمل وبالفعل أحسنوا الظنون وساعدوا الحكومة المركزية في مدريد بمليارات اليوروهات من فائد ميزانيتهم لكنهم استغلوا الأمر واعلنوا عن عملية استفتاء شعبي من طرف واحد من قبل برلمانهم الإقليمي وهي عملية استفتاء للبقاء تحت سيادة المملكة الأسبانية او الإستقلال الكامل عنها وهو أمر تسبب في بلبلة كبيرة في كل أوروبا وزادت من أوجاع الحكومة الأسبانية المركزية في مدريد ولم تجد الإتحاد الأوروبي سوي التسول أيضاً بحيث الإقليم لا يحتاج لاي معونات او مساعدات من الإتحاد الأوروبي لكي يتم مساومتها وحتي مشجعي كرة القدم
اصابهم الذهول لكون الدوري الإسباني سيفقد طعمه اللذيذ بفقدان رمز ومجد كتالونيا فريق برشلونة الذي هو مصدر فخر لمحبي الكرة الجميلة في العالم اذا ما تم الإستفتاء الذي من المؤكد ستكون ً في صالح فريق الإستقلال بما انني (مدريدي حتي النقاع )!
وكاتب هذه السطور مهجر أيضاً من دارفور ولديه عدد كبير من الأصدقاء من مختلف ارجاء إسبانيا إلا انه لم يجد كتالونيا واحدا مهاجرا عكس بقية الأسبان ونحن استشهدنا بتجربة الإستعمار الداخلي الذي عاشه الكتالونيين لمقارنته بما جري ويجري في دارفور من سنين طويلة وإن كانت دارفور لا تملك فريق كرة قدم بحجم برشلونة إلا انها يمتلك الإمكانيات والموارد الإقتصادية والإجتماعية والثقافية تصلح لعملية المقارنة هذه ووجه التشابه هذه تتمثل في الاحتقار والتهميش والاغتصابات الجماعية والتشريد الممهنج للمثقفين من ابناء دارفور وأيضاً عمليات التعذيب
الفظيعة لطلاب دارفور في جامعات المركز وعلميات القتل الممهنج لرموز الشعب الدارفوري ليس ببعيد خاصة القيادات ثائرة وشراء الاثنيات الخائنة وتدفق المرتزقة
ويبقي علينا الاستلهام من التجربة الواعدة لشعب كتالونيا
ونقول من جوف التاريخ الذي لا يرحم ستنتصر دارفور الهولوكوست!
والسلام
تأمُلات مكتبة بقلم كمال الهدي


























من اقوال قادة السودان

مواضيع عن الفساد فى السودان


Sudan and Ebola virus epidemic

Contact Us


Articles and Views

About Us


ازمة المثفف السوداني حيال العنصرية


مكتبة دراسات المراة السودانية


tags for sudaneseonline