تعــودنا عــلى الدحرجــة والتراجــع !!

تعــودنا عــلى الدحرجــة والتراجــع !!


01-08-2015, 06:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1420696454&rn=0


Post: #1
Title: تعــودنا عــلى الدحرجــة والتراجــع !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 01-08-2015, 06:54 AM

............................................................................................ بسم الله الرحمن الرحيم

تعــودنا عــلى الدحرجــة والتراجــع !!


الفشل إذا صاحب المشوار فالأصح أن يتوقف الحكيم عند حد في يوم من الأيام .. ولا يتواصل في مشوار الإخفاق إلى ما لا نهاية إلا ذلك الأحمق الغشيم .. وعلة السودان منذ استقلال البلاد أن الحسابات والخطوات كلها كانت خاطئة ومازالت .. وليس الميزان هنا لتحديد الأسباب والمتسيبين .. فتلك إرهاصات تناولتها الألسن والأقلام عبر السنوات حتى أصبحت مملة وفيها الكثير من المفتريات .. وأصبح الاهتمام بالأسباب والمتسببين الشغل الشاغل الذي ألهى الأمة عن الأهم ثم الأهم .. إلى متى وتلك الأصابع تشير إلى البعض بالاتهامات وبالتقصير وبالفشل وبالكيل والسباب ؟؟ .. إلى متى ومظاهر التناحر والحروب والمناورات الآحادية والجهوية ؟؟ .. إلى متى وتلك السجالات السياسية القاتلة الطويلة المقيتة بين الأحزاب والعسكر وأصحاب النظريات الفكرية وأصحاب العقائد الدينية ؟؟ .. وهل الخلافات والاختلافات هي غاية في حد ذاتها أم أنها وسيلة للوصول بالبلاد إلى الأفضل والأفضل ؟؟ .. تلك العثرات والويلات التي أوصلت البلاد إلى ضائقة عنق الزجاج .. وطوال سنوات ما بعد استقلال البلاد نشاهد من يفنى الأعمار في الخلافات والجدل البيزنطي الهالك في الوقت الذي نجد فيه البعض من أذكياء القوم يستهلك العمر في نعيم الأحوال مستقلاَ جهل الجهلاء أصحاب الكلام والثرثرة .. !! .. مرحلة من مراحل الغفلة لدى أغلبية الأمة تؤدي دائماَ إلى احتكار الساحات من قبل أقليات ذكية تتنعم بالخيرات في ظلال كل التجارب السياسية .. العسكرية والحزبية .. بينما تعاني أغلبية الأمة في كل أرجاء البلاد من الأوجاع والظروف والغلاء والتأخر .. وتتكرر التجربة بنفس المنوال !!.. لا أحد يتوقف لحظة ليفكر بعقلانية ولا أحد يتريث ليأخذ الأنفاس ويراجع الحسابات !! .. ومنذ استقلال البلاد فتلك الدائرة المفرغة التي تدور ولا تعرف النتائج .. ولم تتوفر لحظة ذكاء في الإنسان السوداني ليضع حداَ للمهالك والمهازل .. كما لم تكن في البلاد يوما ذلك الوفاق التام الذي يمكن الدولة من البناء والتنمية والتعمير بالمعنى الذي يفيد الصالح العام .. ومع ذلك ما زلنا نردد كالببغاء نفس الحروف ونفس المقالات ونفس الاتهامات .. ونمارس نفس الخلافات والمناوشات !! .. ولو عقل الإنسان فإن الأعمار سنوات قليلة فلماذا يهدرها البعض في المناورات الخلافية البغيضة وهو يشقى في أتون جهنم ؟؟ .. بينما يتمتع الآخرون من الأذكياء بسنوات أعمارهم !! .. ألم يحين الوقت لعقلاء السودان أن يلتقوا في بوتقة الوفاق والاتفاق ويكون الجديد في المسار ؟؟؟ .. لماذا ترث الأجيال تلو الأجيال صفة المناكفات والخصومات والتناحر وعدم الوفاق ؟؟.. والعالم من حولنا قد تقدم كثيراَ في البناء والتعمير والاقتصاد ؟؟ .. والأرض موجودة منذ أن خلقها الله فهي لم تكن لأحد خالصة .. يأتي عليها الحمقى ليتنافسوها ثم يرحلون عنها ذات يوم وهي ما زالت باقية !! .. والكيس الفطن من يأخذ المقدور بالقدر المتاح .. أما ذلك الغبي فهو من يفني كامل العمر في الجدل المستحيل ثم يرحل خاسراَ .