ما جات؟!Schemeالجزيرة بقلم عثمان محمد حسن

ما جات؟!Schemeالجزيرة بقلم عثمان محمد حسن


01-02-2015, 05:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1420217612&rn=0


Post: #1
Title: ما جات؟!Schemeالجزيرة بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 01-02-2015, 05:53 PM

بعض الناس في بلادي يبرع في ابتكار الآلهة.. مواطنون عاديون جداً.. هربت منهم الكفاءة – سوى كفاءة النفاق- لمسوا كراسي السلطة بدفعة قدرية.. فصاروا في قمة ( الأولمب) يتسامرون مع ( زيوس) كبير الألهة.. و يحتسون الخمر من يد ( باخوس) إله الخمر شخصياً.. و تحوم حولهم الرِجرِجة و الدهماء تأليهاً و تسبيحاً فينتفخون كالقِرَب.. و تتطاول ألسنتهم على من يفوقنهم تنشئة سوية و أدباً و علماً .. بل و يتطاولون على الشعب بأكمله مع أن كلا ًمن المتطاولين لا يحتل إلا غير مكانه.. يملأ الدنيا غباءً كاسحاً و سوءَ تخطيط مدمرٍ... و كم أسال الدماء مدراراً في جبال الاماتونج مروراً بجبل مرة.. و لم يسلم جبل التاكا من دماء يشربها الناس و هم يحسبونها مياهاً تنبع من( توتيل)..

و أبي قال لنا أن أعداء الوطن جماعتان: جماعة خارج الوطن يحومون و هم يسيئون إلى ( معنى الوطن).. و جماعة داخل الوطن يجعجعون و هم يسيئون إلى ( مقدرات) الوطن.. و بينهما جماعة في الداخل و الخارج ( يجاهدون) من أجل حرية و كرامة الحياة في الوطن.. و نحن نشهد في داخل الوطن حالياً من ( يعفصون) الوطن ب ( البوت) " و هم لا يشعرون".. كما حذر كبير النمل أهل قريته حين اقترب جند سليمان من القرية..

و ترى ( خنفسانة) تدفع كرة نتنة إلى حيث تتراكم مآسينا- غير المعلن عنها في اللقاءات الجماهيرية- و البعض يخلف ساقاً فوق ساق في ابتهاج لأن مشهد ضياع مشروع الجزيرة يبهجه.. لأن ناس الجزيرة ( تربية شيوعيين).. و يستحقون إزالة النعمة التي أنعمها الله عليهم.. و لا يهم إن لحق الضرر بالسودان كله..

أواه.. أواه يا الجزيرة المشروع! سبعة و أربعون سنة مرت و ما زالت صرخة الأخت رقية- زميلتنا بأولى اقتصاد- ترن في أذني:- " وااااااي، الجزيرة ٍScheme ما جات...!" صرخت رقية.. و هي جالسة على كرسيها داخل قاعة الامتحانات المهيبة.. و كان مشروع الجزيرة ضمن المقالات المتوقعة في ورقة امتحان ( اقتصاد السودان) ذاك العام.. مقالات جاهزة و مرتبة في عقولنا الشابة.. لكن ورقة الأسئلة فشلت في أن تضمها مع الأسئلة ( المشاترة) الأخرى..! و كنت أنا و زميلي محمد جاك الصراف نكاد نأخذ أماكننا بالقرب من رقية.. بحكم أرقام الجلوس.. لم يجلس الصراف.. بل خرج مسرعاً من القاعة.. و عاد بعد برهة.. و جلس.. كتب.. و كتبت رقية.. و كتبت.. و عقب الانتهاء، سألتُ الصراف عن السبب في خروجه المفاجئ، فأفادني بأن صرخة الأخت رقية قد أفقدته تذكُّر رقم جلوسه، ما جعله يخرج ليراجعه على اللوحة المعلقة أمام القاعة و عليها أسماؤنا و أرقام جلوسنا..

ضحكتُ.. و ضحك الصراف.. فلا أحد ينسى رقم جلوسه إلا إذا وقعت كارثة مثل أن تنام ليلاً.. و تستيقظ باكراً لتجد أن مشروع الجزيرة قد هاجر إلى الخليج.. و هذا ربما كان الكابوس الذي أرق صباح زميلي\ الصراف.. لأنه من منطقة ( الدوينيب) ..

أواه يا الجزيرة ٍScheme هل ما زال الطلاب يضعونك Spotting قبل كل امتحان اقتصاد السودان؟ أم أن ( أبو سبعة و خمسين ) قد توقف عن الجريان بفعل ( أخوان الشيطان)؟!