راية إستقلالنا.... في ضيافة الغناء الوطني الخالد(4) بقلم صلاح الباشا

راية إستقلالنا.... في ضيافة الغناء الوطني الخالد(4) بقلم صلاح الباشا


12-30-2014, 06:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1419917543&rn=1


Post: #1
Title: راية إستقلالنا.... في ضيافة الغناء الوطني الخالد(4) بقلم صلاح الباشا
Author: صلاح الباشا
Date: 12-30-2014, 06:32 AM
Parent: #0

ظلت الأحداث السياسية منذ بزوغ فجر الحركة الوطنية قبل وبعد الفتح الإنجليزي للسودان في العام 1898م بعد واقعة كرري ، تلهم أهل الفن، شعراء ومطربين منذ قديم الزمان ليوظفوا مواهبهم الفنية لخدمة قضايا هذا الشعب والوطن ، وفي مقدمة أولئك يأتي الفنان الوطني الكبير حسن خليفة العطبراوي وقد وضع تلك القضايا الوطنية نصب عينيه وهو يري منذ ريعان شبابه وبحسه الوطني العالي كيف كان عمال السكة الحديد في عطبرة يسيرون التظاهرات في ميدان المولد هناك ضد المستعمر الذي أرهق مناضلي المدينة وأهلها كثيراً ، فكانت هناك العديد من القيادات النقابية العمالية كالشفيع احمد الشيخ الذي اعدمه الرئيس نميري والحاج عبدالرحمن وعوض عبدالرازق وهاشم السعيد ومحمد الحسن عبدالله وغيرهم كثر ، فكانت تلك التظاهرات هي التي ألهمت العطبراوي عند توظيفه لموهبته الغنائية والموسيقية توظيفاً وطنياً متقدماً.
وحين تأسس مؤتمر الخريجين في ودمدني ثم ام درمان ( 1938 – 1945 م ) ظلت عطبرة تحتفي بذلك الحدث الوطني ضد المستعمر ، والتظاهرات تلهم الجماهير الثبات والنضال ، فأخرج حسن خليفة من خلال تلك الأجواء الوطنية الباهرة تلك الأنشودة الرائعة والصامدة حتي اللحظة ، والتي ستحافظ علي ذات ألقها وقوة طرحها بما ظلت تكتنزه مفرداتها من إفتخار بالحس الوطني عالي المقام ، فجاءت إلي الوجود في العام 1943 والحركة الوطنية تتوثب إلي إثبات ذاتها في خارطة السياسة السودانية ، جاءت أنشودة ( أنا سوداني أنا ) والتي كتبها إبن رفاعة الشاعر الأستاذ محمد عثمان عبدالرحيم الذي رحل مؤخرا بداره في رفاعة ، حيث أطلت القصيدة وهي تمتليء بمفردات كبيرة المعني ، قوية الطرح ، فخيمة اللغة والتعبير :
كل اجزائه لنا وطنٌ.. إذ نباهي به ونفتتنُ
نتغني بحسنه ابداً .. دونه لايروقنا حسنُ
لو هجرناه فالقلوب به .. ولها في ربوعه سكن ُ
نتملي جماله لنري .. هل لترفيهِ عيشه ثمنُ
غير هذي الدماءِ نبذلها.. كالفدائي حين يُمتـَحنُ
بسخاءٍ بجرأةٍ بقويً .. لا يني جهدها ولا تهـِنُ
تستهينُ الخطوبُ عن جلدٍ .. تلك تنهالُ وهي تتزنُ
أنا سوداني أنا ..... أنا سوداني أنا
نعم ... أتي ذلك النشيد يهز أركان الوطن كله بما طرحه من مضامين تخاطب الروح الوطنية في ذلك الزمان ..... وبعد ان السودان استقلاله تغني العطبراوي من كلمات الشاعر الراحل محي الدين فارس بنشيد ( لن احيد ) كما تغني ايضا عند جلاء الجيش الانجليزي من السودان في ديسمبر 1955م بنشيد ( ياغريب يللا لي بلد .... وسوق معاك ولدك ) . نواصل ،،،،،
http://www.youtube.com/watch?v=TJqS6bgWc5Yhttp://www.youtube.com/watch?v=TJqS6bgWc5Y