نهج البدوي ..!! بقلم إليكم - الطاهر ساتي

: في الامتحان، سألوا الطالب البدوي عن الصناعة وأثرها في الاقتصاد الياباني، فكتب بالنص : ( تشتهر اليابان بالعديد من الصناعات ومنها صناعة السيارات، ولكن أهلنا العرب يعتمدون في تنقلاتهم على الجمال، والجمال - كما تعلمون - حيوانات برية وتصبر على الجوع والعطش أياماً، وكذلك تستطيع المشي على الرمال بكل يسر، وأهلنا العرب يربون هذه الجمال لأنها سفينة الصحراء وتنقل متاعهم وتساعدهم على الترحال، والجمال حيوانات أليفة) ..ثم جمع ورقته، وينتظر النجاح في الامتحان..!!
:: وقبل أسابيع، قالت الصحف أن هناك حزمة مخالفات مالية بشركة الخطوط البحرية السودانية.. ومنها على سبيل المثال أن قيمة فاتورة الهاتف السيار للسيد المدير العام لشهر أكتوبر - فقط لاغير- من هذا العام بلغت (9.559.77 جنيه)، وأن الخطاب الصادر عن المدير الإداري والموجه إلى المدير المالي يؤكد بأن الشركة دفعت هذا المبلغ، وهذا مخالف لبند التعاقد الذي حدد لهاتف المدير العام سقفاً لايتجاوز (ألف جنيه)..ولهذا قالت الصحف بأن هذه المخالفة لأحد بنود التعاقد، وتستدعي المساءلة وإسترجاع المبلغ، ثم تساءلت : مع كائنات أي الكواكب كان يتصل هذا المدير العام - خلال شهر أكتوبر - لتصل قيمة فاتورة هاتفه السيار ( تسعة ملايين و نص)..؟
:: فالسؤال مشروع، وكان على النهج الإداري بالشركة توضيح أسباب المخالفة وكيفية معالجتها، وهل تم استرجاع المبلغ أم لا؟.. ولكنهم - كما ذاك الطالب البدوي - شرعوا من الأسبوع الفائت في الإجابة على سؤال المخالفة بنصوص غريبة..شكلوا لجنة تحقيق، لا لتحقق مع المدير العام و لا مع المدير الإداري ولا مع المدير المالي، بل لتحقق مع بعض الموظفين والعمال بتهمة تسريب الوثائق التي توثق المخالفة.. حتى صباح الخميس الفائت، أكثر من ثلاثين موظفاً وعاملاً، أجبروهم على آداء القسم ثم تحروا معهم حول علاقتهم بالوثائق المسربة إلى الصحف .. ولا تزال أوامر الاستدعاء في طريقها إلى آخرين ..!!
:: ولأن الحدث هزيل، ولا يستدعي كل هذا الاستدعاء والتحقيق مع عمال وموظفين لا ناقة لهم في القضية ولا جمل، ليس هناك ما يمنع بمد إدارة سودانلاين ببعض (الوثائق الكبرى)، أي التي تستحق حتى استرجاع الباخرة من المياه الدولية للتحقيق مع كامل طاقمها.. ومنها، ما يلي نصاً : ( السيد مدير شركة الخطوط البحرية السودانية.. الموضوع، إيقاف عمل شركة الخطوط البحرية السودانية .. بالإشارة للموضوع أعلاه، وباتفاقكم معنا بخصوص سداد مديونية الهيئة عليكم، إلا أنه وحتى الآن لم يتم أي جديد نحو السداد ، وعليه نرجو أن نفيدكم بان مديونيتكم على النحو التالي .. نقد أجنبي ( 3.372.236.96 يورو)، نقد محلي (1.574.384.2 جنيه ).. وعليه، سوف نكون مضطرين لإيقاف أعمالكم لحين السداد، وشكراً ..ع/ مدير الإدارة العامة للشؤون المالية/ هيئة الموانئ البحرية، 11 نوفمبر 2014 ).. هذه ديون الشركة سودانلاين على هيئة الموانئ البحرية، وبلغت تراكماتها حد التحذير بإيقاف نشاط الشركة وباخرتها..وعليه، فالسؤال ليس عن أسباب تراكم كل هذه الديون؟، ولا عن مخاطر إيقاف نشاط باخرة الشركة على العاملين وسمعتها، بل السؤال الجوهري هو : كيف تسربت إلينا هذه الوثيقة؟..أو من هنا يجب أن تبدأ إدارة الشركة فاصل تحقيق آخر مع موظفين وعمال لم يتسببوا في كل هذا الانهيار ..!!