السودانيون آل عجبنا .. وحكمة ماديبا بقلم رندا عطية

السودانيون آل عجبنا .. وحكمة ماديبا بقلم رندا عطية


11-26-2014, 02:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1417009860&rn=0


Post: #1
Title: السودانيون آل عجبنا .. وحكمة ماديبا بقلم رندا عطية
Author: رندا عطية
Date: 11-26-2014, 02:51 PM

«إن شاء الله.. الله يخليه لينا عضم في قفة».. دعاء «يُمه» جدتي لأمي الذي كانت تقوله حينما يُذكر أحد عجائز العائلة، كنت أتساءل بفتوة الشباب وجموحه ماذا تريد «يُمه» بمن أكل منه الدهر وشرب حتى أصبح عضم في قفة!! ولكن وضعنا الراهن جعلني أدرك قيمة ذاك العضم فالعضم بـ «حكمته» تلك هو البوصلة التي لو سار الأبناء على هدي تجاربها لما انكسر المرق واتشتت الرصاص!
لذا جنوباً.. جوف ليلة 30 يونيو شطري وادي النيل لعام 2013م!! جنوباً بات بصري معلقاً وقلبي مترقباً قلقاً على الحالة الصحية لـ «حكيم» وفخر إفريقيا ووجهها المشرق الزعيم «نيلسون مانديلا» الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا وأحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا حيث لقبه أفراد قبيلته بـ «ماديبا» Madiba وتعني «العظيم المبجل» وهو لقب يطلقه أفراد عشيرة مانديلا على الشخص الأرفع قدراً بينهم، علماً بأن معظم الجنوب إفريقيين باتوا يدعونه باسم «ماديبا».
فلولا حكمة «نيلسون مانديلا» والذي بالرغم من الاضطهاد والعذاب الذي ذاقه شعبه من تمييز عنصري لاسترخاص سفك دمائه والذي بالرغم من قضائه «27» عاماً في سجن نظام الفصل العنصري، إلا أنه بحكمته اجتاز بجنوب إفريقيا أمواج الغبن والثأر والانتقام المتلاطمة التي لو كان أبحر مع تيارها لدخلت جنوب إفريقيا في دوامة حرب أهلية لما أبقت حجراً على حجر بها قائماً، وبالتالي لم تكن لتنال شرف إقامة بطولة كأس العالم لأول مرة في قارة إفريقيا على أراضيها!
وأصدقكم القول أنني يوم افتتاح البطولة ومع مروري عابرة أمام شاشة التلفزيون وحال وقوع عيناي على ماديبا لحظة دخوله المهيب للملعب محيياً بابتسامته المشرقة تلك العالم، ظللت واقفة على قدماي أسيرة أمام صورته التي تملأ الشاشة تحيةً له واحتراماً، لأتامله بكل محبة وتقدير جسدتها كلمات الرئيس الامريكي باراك حسين أوباما في مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره الرئيس الجنوب إفريقي في بريتوريا أن «شجاعته كانت مصدر إلهام لي شخصياً وللعالم بأسره»، مضيفاً أن «انتصار مانديلا وهذه الأمة له وقع عميق في النفس البشرية». وادراك واحترام واعتزاز النفس البشرية هذه بقيمة وفضل «حكمة ماديبا» التي وقفت سداً منيعاً دون انكسار المرق وتشتت الرصاص، هي ما الهمتني للتوجه جنوباً.. جوف ليلة 30 يونيو شطري وادي النيل لعام 2013م!! جنوباً حيث بات بصري معلقاً وقلبي مترقباً بقلق أخبار الحالة الصحية لـ «ماديبا» البالغ من العمر «95» عاماً لأدعو له الله خالق البشرية جمعاء كما «يُمه» بأن يحفظه بتمتمتي بُغصة أن: ماديبا .. آهـٍ .. ماديبا .. إن شاء الله عضم في قفة!
٭ عمود «حكمة ماديبا» اعلاه والذي قمت بكتابته الخميس 25 شعبان 1434هـ الموافق 4 يوليو 2013م اتقدم برجائي الحار لـ «السودانيين آل عجبنا» المكلومين بمقتل ابنتهم «عوضية عجبنا» تغمدها الله بواسع رحمته، اتقدم برجائي لهم بقراءته على ضوء وضع الوطن الراهن تأملاً وتدبراً واستهداءً منهم بـ «حكمة ماديبا» التي جنبت جنوب إفريقيا الغرق بين أمواج الغبن والثأر والانتقام المتلاطمة التي لو كان أبحر راحلنا «ماديبا» مع تيارها لدخلت جنوب إفريقيا في دوامة حرب أهلية لما أبقت حجراً على حجر بها قائماً.
mailto:[email protected][email protected]