الحكم الذاتى للمنطقتين بين رفض الحكومة .. ومزايدة ياسر عرمان بقلم آدم جمال أحمد – سيدنى - أستراليا

الحكم الذاتى للمنطقتين بين رفض الحكومة .. ومزايدة ياسر عرمان بقلم آدم جمال أحمد – سيدنى - أستراليا


11-24-2014, 06:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1416849126&rn=0


Post: #1
Title: الحكم الذاتى للمنطقتين بين رفض الحكومة .. ومزايدة ياسر عرمان بقلم آدم جمال أحمد – سيدنى - أستراليا
Author: آدم جمال أحمد
Date: 11-24-2014, 06:12 PM



بقلم آدم جمال أحمد – سيدنى - أستراليا
تعتبر مسألة الحكم الذاتى لسكان المنطقتين جبال النوبة (جنوب كردفان) والنيل الأزرق من أكثر القضايا الراهنة ، التى شغلت الرأى العام ، ووجدت حيزها من النقاش على صفحات الصحف الورقية والإلكترونية ، وأصبح حديث المجالس ، بين مؤيد ومعارض بين جميع أطياف المعارضة والحكومة ، أما وسط أبناء النوبة ، فلا أحد يعترض على هذا المطلب ، لأنه مطلب قديم للنوبة ، ولقد طرحها وذكرها أبناء النوبة بالخارج في مبادرتهم ورؤيتهم السياسية التي كتبوها بصورة تفصيلية لحل قضية جبال النوبة والتي تتكون من (28) صفحة ، في ظل حكم السودان الموحد ، نسبة للمظالم التاريخية وما تعرض له شعب جبال النوبة في السودان من تهميش على مر التاريخ ، كأحد الخيارات المطروحة ، وليست لإعتبارات دينية او قبلية ، مع التمسك بحق النوبة في المشاركة على المستوى القومى ، مع مراعاة الإحتفاظ بحق الإثنيات الأخرى في الإقليم ، ولكن للأمانة والتاريخ وما تقتضيه ظروف المرحلة الحالية من تبيان للحقيقة ، والتى نصرح بها لأول مرة لقد ساهم في وضع هذه الرؤية عدد من قيادات الحركة الشعبية النافذين وفى مواقع تنفيذية وقيادية وحول عبدالعزيز نفسه ، سواء كانوا في (كاودا) أو يوغندا أو كينيا او دولة الجنوب ، التقينا بهم مراراً في إحدى الدول ، ولكن لسرية العمل وبراً بالقسم الذى أديناه لا نستطيع ذكر أسماء ، بالإضافة الى بعض القيادات النافذة من أبناء النوبة في المؤتمر الوطنى وفى مواقع تنفيذية وقيادية وبعضهم وزراء ، وكذلك عدد من أبناء النوبة في منظمات المجتمع المدنى والشبابية والطلابية في الداخل والخارج وقيادات من الحزب القومى وبعد أحزاب النوبة الأخرى ، تم تشكيل لجنة كلفت بالصياغة والطباعة ، وبعد المناقشة والإجازة تم تمليك النسخة لقيادات بالحركة الشعبية ومن ضمنهم القائد عبدالعزيز آدم الحلو ورئيس وفد التفاوض ياسر عرمان بالإضافة الى رئاسة الجمهورية وعلى رأسهم عمر البشير ونوابه ورئاسة مجلس الوزراء ، ورئيس وفد الحكومة للتفاوض الدكتور كمال عبيد وخلفه البروفيسور إبراهيم غندور ، بالإضافة الى أبناء النوبة في وفد الحكومة للتفاوض أمثال دانيال كودى وباكو تالى والفريق جراهام والوزير خميس كجو واللواء احمد زايد ومنير شيخ الدين ، وطالبناهم بطرح الرؤية في المفاوضات ، ولكن للأسف لم يحدث ذلك ، ولكن ما يدعو للدهشة والإستغراب موقف منير شيخ الدين والذى نكن له كل الإحترام والتقدير لقد عودنا دوماً بجراءته المعهودة ، نراه اليوم وبعد إبعاده من وفد التفاوض يقوم بكتابة وتعضيد ما جاء في رؤية أبناء النوبة بالخارج من خيارات من ضمنها الحكم الذاتي وعدم مشاركة النوبة في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والوزارات السيادية مثل الخارجية والداخلية والمالية وغيرها في موقعه بالفيس بوك ، معلللاً ذلك تلبية للإتصالات التي طالبته بأن يقول رأيه في الحكم الذاتي ، ولقد طالبناه من قبل ولم يفعل؟! .. وكذلك أن الرؤية وصلت من خلال وفد كلف خصيصاً بذلك وقام بتسليم الرؤية لرئيس الآلية الأفريقية ثامبو امبيكى والمبعوث الأمريكي والبريطانى والأمم المتحدة والسفارة النرويجية ، وتواصلت اللقاءات والحوارات والتفاكرات منذ مارس 2012م والى الآن.
فلذلك كان الكثير من أبناء النوبة وإخوتنا وزملائنا في المعارضة يستغربون لموقفنا الرافض دوماً لحل قضية جبال النوبة من خلال الحل الشامل وما زال ، لأننا ببساطة نمتلك رؤية سياسية شاملة ومتكاملة وتفصيلية لحل القضية ، وتوافق عليها معظم أبناء النوبة طوال العامين من خلال عمل مضنى وسرى ، فالسؤال لماذا تجاهل عرمان ٍهذه الرؤية طوال الجولات التفاوضية السابقة ، وقام الآن بذكر جزئية معينة من الرؤية وهى الحكم الذاتي للمنطقتين ، فهى كلمة حق اريد بها باطلاً ، وتكتيك إستخدمه ياسر عرمان ليمارس به ضغط على الحكومة لتقدم تنازلات ، وهو يعلم رفض الحكومة لذلك ، وخاصة بعد رفضها القبول بتضمين مقترحاته التي جاءت في خطابه المطول ولم يذكر فيها أي إشارة توحى بحل قضية المنطقتين ، وأمن على ذلك بيان ناطقه الرسمي (مبارك أردول) ، بالإضافة لتفادى سخط أبناء النوبة في الميدان وما أصابهم من تذمر وتممل عن ما يجرى في المفاوضات ، ولكن نحمد الله ونشكر ياسر عرمان على ما قدمه لنا في نحن أصحاب الرؤية والنوبة عموماً من خدمة ودعاية مجانية وبطريقة غير مباشرة تصب في مصلحة رؤية أبناء النوبة ، مما يجعل النوبة يتمسكون بالرؤية أكثر وبالحكم الذاتي ، وسوف يرفضون اى حل شامل في إطار قضايا السودان ، لأنه يعتبر تذويب للقضية النوبية وطمس لمطالب النوبة ، ولكن وقع كل من هذه الخيارات مثل .. الحكم الذاتي للمنطقتين أو حق تقرير المصير ، أو الكونفدرالية ، أو عودة الأقاليم القديمة أو.. كل هذه الحلول الدستورية تكون مقبولة إذا كانت جاءت نابعة من أبناء النوبة أو النيل الأزرق أنفسهم بعيداً عن المزايدات السياسية ، من خلال مؤتمر حوار يدعو له كل أبناء النوبة والإثنيات الأخرى .. بمختلف إتجاهاتهم لتوحيد صفهم وكلمتهم والإلتفاف حول القضية المركزية لجبال النوبة والإتفاق حول الرؤية السياسية لحل القضية .. ومهما كانت (الخيارات) تكون محل إجماع إذا تناسى النوبة خلافاتهم ووضعوا أياديهم فوق بعض ومع الإثنيات الأخرى ، ولكن مع المزايدات السياسية .. المقبول مرفوض ..! ولكن يبدو أن ياسر عرمان بشخصيتة المثيرة للجدل ، لقد نجح في إنشغال الرأي العام والحكومة عموماً وأبناء المنطقتين بصفة خاصة عن ما يرتب له عرمان ورفاقه في الجبهة الثورية من أجندة لا علاقة لها بالمنطقتين ، وياسر عرمان ليس حريصاً لحل قضية المنطقتين حتى ينالوا حقوقهم ، والدليل على ذلك .. فهو أول من رفض حق تقرير المصير لجبال النوبة في مؤتمر (مصوع) 1992م وحرض الجنوبيين والتجمع الوطنى عليهم ، فأين كان عرمان في مفاوضات نيفاشا 2005م حينما منح الجنوب حق تقرير المصير ومنح المنطقتين المشورة الشعبية (الملهاة السياسية) ، ولماذا لم يطالب بالحكم الذاتي للمنطقتين ومنطقة ابيى بدل الجزيرة ودارفور ، أم زال يحن على وشائج القربى ، نحن لسنا هنا بصدد النيل من ياسر عرمان ، ولكن بصدد تسليط الضوء على بعض المستجدات فى الساحة النوبية والسودانية ، نحاول فيها أن نسترجع الذاكرة النوبية والسودانية الى بعض فصول التجربة النضالية المريرة التى خاضها شعب جبال النوبة فى هذا السودان على مر العصور والأزمان ، و كيف أن أحلام النوبة قد تم إختزالها وتهميشها .. لذلك دعونا نتسأل هل هناك أصلاً مشكلة فى جبال النوبة والنيل الأزرق؟ وهل هناك خصوصية لجبال النوبة ؟ وهل نسى النوبة ما قاله التوم هجو الذى آتى به ياسر عرمان .. بأن (جبال النوبة والنيل الأزرق ليست لديهم مشكلة)؟!..
عموماً الخطاب الذى طرحه ياسر عرمان وما قدمه من مسودة خلال الجلسات والى الوسطاء ، لم تكون هنالك إشارة تفصيلية لحل مشكلة المنطقتين ، بل طالب بالحل الشامل وقف إطلاق النار فى كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ، والدعوة لمؤتمر دستورى لتشكيل حكومة إنتقالية وكيفية حكم السودان ، وذكر بأن تكون هناك (آلية من خلال الحوار السودانى) لحل مشكلة المنطقتين ، وحينما بدأت أصوات أبناء النوبة بالميدان تعلو وشعر بأن هناك إستياء وعدم قبول لطرحه وسط أبناء النوبة ، لأنهم إكتشفوا مؤخراً بأنه يقف ضد رغبتهم ، ورفض حل قضيتهم على حسب رؤية أبناء النوبة أو وفقاً للقرار الأممى 2046 ، وإستياؤهم من تشكيل الوفد بهذه الشاكلة ليرضى رفاقه فى الجبهة الثورية من خلال إطار الحل الشامل ، فلم يتبقى أمام ياسر عرمان إلا أن يطلق (بالونة تكتيكية) للمناورة و(فرقعة) إعلامية تلهى أبناء النوبة والنيل الأزرق والشعب السودانى عن مخططه الذى يرمى له ، مثلما ألهت (نيفاشا ) ابناء النوبة والنيل الأزرق بالمشورة الشعبية (الملهاة السياسية) ، ولكن ما كان يدرى بأنه قدم خدمة جليلة لأبناء المنطقتين للتمسك بالأخف ضرراً وهى الحكم الذاتي .. فلذلك لا غرابة أو خلاف أو جدال حول سلوك (عرمان) الذى ينتهجه فى إثارة الغبار السياسى الذى يؤدي لإنعدام الرؤيا عند كل جلسة تفاوض تجمعه بوفد الحكومة ، ودائماً ما يصبح (عرمان) نفسه موضوعاً فى جلسات التفاوض ومادة في الصحافة والإعلام.
وللأسف لقد تطرف بعض أبناء النوبة في مواقفهم ، وكتبوا مقالات وأصدروا بيانات وأخرهم بيان (منبر جبال النوبة للحوار والتخطيط الإستراتيجى) ، والذى جاء بنزعة إنفصالية ، ومؤيداً لعرمان ، فلا ندرى بلسان من يتحدث المنبر ، فلذلك نريد أن يطمئن أهلنا من الإثنيات الأخرى بالإقليم والشعب السودانى كافة بأن النوبة هم صناع تاريخ هذا السودان وقوة دفاعه ، وهم أكثر حرصاً على تماسكه والحفاظ على ما تبقى من وحدته ، فالنوبة ليس بإنفصاليون رغم المرارات ونعلم بأن هناك بعض الشذاذ من أبناء النوبة الإنفصاليين ، وذلك مرده كله لليأس والإحباط من ما تعرض له النوبة طوال وجودهم في السودان من تهميش في المشاركة والمظالم المتكررة من ذوى القربى ، ولقد أوضحنا مراراً بأننا حينما عندما نتحدث عن جبال النوبة ليست كعرق أو مجموعة معينة بل كأرض وجغرافيا وإقليم وشعب وسكان .. لأنها تمثل بمثابة سودان مصغر ومزيج لمجموعة من الأعراق المختلفة تحتاج للتعايش السلمى والدينى بينها ، فما عادت جبال النوبة .. للنوبة وحدهم .. فهناك إثنيات أخرى تشاركهم الإقليم ، فالسؤال .. هل يطالب هؤلاء بإنفصال جبال النوبة الإثنية والقبيلة ام جبال النوبة الجغرافيا والسكان والتاريخ ، لأن جبال النوبة عبارة عن سودان مصغر لكل الإثنيات ومشكلة النوبة فى السودان تكييف وضع ومطالب حقوق ، ولكن ما يهمنا هو مطلب ياسر عرمان بمنح حكم ذاتى لسكان منطقتى النيل الأزرق وجنوب كردفان فى إطار السودان الموحد .. وبرر مطالبته بحجة أن المنطقتين تضمن أغلب مسيحيى السودان بالإضافة إلى الخصوصية الثقافية لهما.. وحذَّر فى لقائه مع قناة ال (بى بى سى) ، من أن رفض الحكومة للمطلب سيؤدى إلى تكرار سيناريو الجنوب ، في إشارة منه إلى المطالبة بحق تقرير المصير والإنفصال عن السودان ، وأضاف أن مناطق دارفور وشرق السودان والجزيرة بوسط السودان تستحق أيضاً حكماً ذاتياً ، ولكن ما طرحه ياسر عرمان خدم النوبة بطريقة غير مباشرة ، ولكن في نفس الوقت نعتبره تغبيش للوعى ومحاولة خلق فتنة دينية وقبلية ، وهو يعلم بأن سكان جبال النوبة أغلبيتهم مسلمون ولهم ثقافات متنوعة ومتباينة ، وجبال من أميز المناطق للتعايش الدينى والسلمى في السودان ، فهذأ تكتيك ومناورة من ياسر عرمان ، بالإضافة الى فقده لمناصريه من قوى الإجماع الوطنى وحزب الإصلاح والمؤتمر الشعبى ، الذين رفضوا مقترحه وإعتبروه بداية إنفصال ، ولكن نريد نطمئنهم بأن الحكم الذاتي لا يعنى في كل الأحوال الإنفصال بل هو تمييز إيجابى لشعب جبال النوبة ، أما عرمان فهو غير جاد أو صادق فيما يقوله ، فلماذا لم يطرح ذلك خلال خطابه المطول فى جلسات التفاوض ولماذا لم يقدم رؤية سياسية متكاملة تفصيلية لحل قضية المنطقتين وتشمل الحكم الذاتى ، فالأمين العام للحركة الشعبية - قطاع الشمال منذ إندلاع الحرب فى العام 2011 يحاول إعادة إنتاج أزمة إقليم جنوب السودان وإستنساخ الصورة بكاملها ، إلا أنها سرعان ما فقدت تلك الخاصية حالما أدرك الكثيرون من أبناء النوبة (وهم بمئات الآلاف) أن خيار الحركة الشعبية ليس هو خيارهم السياسى الأوحد ، وبهذا بدأ يثبت عملياً للقاصى والدانى معاً أن قطاع الشمال لا يمثل أبناء النوبة والمنطقة ، فهناك عناصر أخرى من أبناء المنطقة لديهم خياراتهم السياسية الأخرى وعلى إثر ذلك فقد القطاع بصورة فاجعة وإلى الأبد ميزة إحتكار قضية المنطقتين على غرار ما كانت تفعل الحركة الشعبية الأم فى جنوب السودان فى السابق ، وهذا في الواقع هو الفارق المفصلى المهول الذي أضعف تماماً قطاع الشمال وأوصله إلى نقطة حرجة للغاية جعلت منه ومن ياسر عرمان بلا خيارات إستراتجية فى التفاوض بل فقط جوانب تكتيكية ، بمعنى أكثر دقة فإن القطاع لا يدخل المفاوضات وفى يديه قوة تفاوضية أكثر من كونه يتقوى بالجبهة الثورية وحركات دارفور!.. لذلك مطلب عرمان يعتبر أشبه بالهروب فالحركة لم تستطع التوقيع لأنها مرتبطة بالجبهة الثورية وبالتحديد حركات دارفور ولذلك لا تريد أن تختزل نفسها في المنطقتين ، ولكنها حتى تخرج من هذه الورطة ألقت بكرت (الحكم الذاتي) للمنطقتين حتى يرفض المؤتمر الوطني التوقيع ، ويعتبر تكتيك ذكي ولكن من ناحية سياسية تعتبر (غلطة الشاطر) .. فهى تعتبر هدية للنوبة ، وسوف يستمر الجدل حولها لمدة أيام وشهور ، فلذلك كل الخيارات مفتوحة لأبناء النوبة في الوقت الراهن ولهم رؤيتهم في حل القضية ، بداية بالحكم الذاتي وهى أخف الضررين ، فلذلك آن الآوان أن تستجيب الحكومة لرغبة أبناء النوبة وأن تسعى بجدية لحل قضية جبال النوبة من أي وقت أخر مضى من خلال مشروع رؤية أبناء النوبة المقدمة ، فلا تعتقد بأن أسلوب التماطل وكسب الوقت والحسم الحل الأنسب ، قبل أن تتحول جبال النوبة إلى كابوس وبعدها سوف يصبح النوبة أكثر تطرفاً حتى المعتدلين منهم..! فرغم علمنا المسبق بأن الحركة الشعبية أرادت من قبل تأسيس (السودان الجديد) على أساس وطن علمانى ديمقراطى بحجة أن هنالك مظالم في السودان كله وليس في الجنوب وحسب ولما فشلت في تأسيس الوطن العلماني ... عادت واختزلت نفسها في قضية الجنوب ، والآن يكرر أمينها العام نفس الخطأ ويدخل في مزايدة جديدة بقضية المنطقتين بسبب مأزق دخلت فيه وهي تريد السيطرة على الوطن أو ما تبقى من الوطن عبر تحالفها مع فصائل دارفور في الجبهة الصورية ، ولكن كما أوضحت لقد جاءت نقطة تحسب لصالح النوبة وقضيتهم فلن يفرطوا أو يتنازلوا عنه ...!
نحن قصدنا أن نبين لأبناء النوبة ما يدور ويحاك من مؤامرات وتكتيكات ومناورات خفية لقضيتهم ، لعلنا نفسح المجال للحوار البناء مع فصائل الإعتدال بعيداً عن الإنطباعات المغلوطة ، التى تبعث فى النفوس مزيداً من النفور والتقاطع ولكى نحاول أن نفتح معاً كوة مضيئة للتثاقف الإيجابى وليس التثقيف السالب ، ومحاولة تنبيه الحادبيين من أبناء النوبة الى حقيقة مخاطر التسويق لحل القضية النوبية فى إطار الحل الشامل والقومى ومحاولة ربطها بالأقاليم الأخرى من خلال قوالب تساهم فى طمس وتذويب مطالب النوبة التى من أجلها حملوا السلاح ؟ ومن ثم توعيتهم وتعبئتهم لمواجهة تلك المخاطر لتوحيد صفهم وكلمتهم وخطابهم السياسى والإعلامى فى هذه المرحلة العصيبة التى تمر بها القضية؟ ، وتبديد أحلام المتآمرين الذين يحلمون بأن يبقى النوبة فى ظل هامش الوطن ، فلذلك يجب أن يتمسكوا بالرؤية السياسية والحكم الذاتي ، وأن يختصر تشكيل الوفد فقط لأبناء النوبة والنيل الأزرق للتفاوض مع الحكومة ، لأنهما أدرى بمشاكل ومصالح أهلهما ومناطقهما ، والمثل يقول (ما حك جلدك مثل ظفرك) ، رغم وجود التباينات الفكرية والعقائدية والعرقية وليكون هذا لمصلحة جميع مواطنى المنطقة من نوبة وعرب وغيرهم ، نسبة لخصوصية القضية والمنطقة وبإشراف من الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة ، لإنتشال الولاية من مأزق الحرب ، التى تسببت فى الماسأة الإنسانية التى يعيشها إنسان جبال النوبة ، لأن الحرب ظاهرة إستثنائية وليست أمراً طبيعياً ، ويتعين على أبناء جبال النوبة فى الحركة الشعبية وأبناء النوبة المعارضين بالخارج التمسك بالرؤية السياسية الخاصة بإقليم جبال النوبة ، التى وضعها بعض أبناء النوبة بالخارج ، تؤكد رغبة النوبة فى الوصول لتسوية للنزاع بأسلوب عادل ومستدام عن طريق إزالة الأسباب الجذرية لقضية جبال النوبة ، وعن طريق وضع إطار للحكم يتم من خلاله ضمان حكم ذاتى ومشاركة على المستوى القومى وإقتسام للسلطة والثروة بصورة عادلة ، لأن قضية منطقة جبال النوبة تختلف كماً ونوعاً عن القضايا الأخرى ، وقد شهدت ظلماً إقتصادياً وتاريخياً ، لذلك يتعين على الحكومة السعى بهمة من أجل الإتفاق لحل قضية جبال النوبة فى إطار وحدة السودان والتأكيد على خصوصية القضية بالتمييز الإيجابى.
ولنا عودة .......
آدم جمال أحمد – سيدنى – استراليا
24 نوفمبر 2014 م