اغتيـال العقـول بقلم ماهر إبراهيم جعوان

اغتيـال العقـول بقلم ماهر إبراهيم جعوان


11-12-2014, 09:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1415822658&rn=0


Post: #1
Title: اغتيـال العقـول بقلم ماهر إبراهيم جعوان
Author: ماهر إبراهيم جعوان
Date: 11-12-2014, 09:04 PM

كرم الله تعالى الإنسان بالعقل وجعله مناط التكليف والرقي والاختبار والابتلاء والاستخلاف في الأرض وعمارتها (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
هذه هي سنة الله في أرضه يتبعها الصالحون فهما ومنهاجا وطريقا سويا لبلوغ العلى والكمال والبناء والحضارة فيهتموا بالإنسان وعقله وعلمه وتجاربه وخبراته وشهاداته
ويحيد عنها كل جبار عنيد يحارب الإنسان ويطارده والتهمة حيازة عقل
أو حيازة دبوس أو صورة أو بالونه أو علم أو قراءة رواية أو عروسة لعبة أو إشارة أربع أصابع أو طائر البط الجاسوس أو حتى سرقة دبابة والسير بها على الكورنيش
فتوارى الكفاءات من العلماء والأدباء والأطباء والمعلمون والمهنيون والحرفيون والطلاب وأساتذة الجامعات والنقابيون والمنتخبون والأسوياء والصالحون خلف القضبان في السجون والمعتقلات أو بالفصل والإبعاد داخل وخارج البلاد أو بالمطاردة والملاحقة والتشريد أو بالقنص وأحكام الإعدام
فالمقصود والمستهدف هو العقل الواعي العقل المستنير العقل الجمعي العقل الذي يبني ولا يهدم هو يصنع أملا ولا يصنع قتلا العقل الذي يصنع وطنا ولا يصنع معتقلا العقل الذي يخلق أمة حرة وليس أمة مستعمره العقل الذي ينشر العدل ويقيمه وليس الذي يرسخ الظلم ويعمقه العقل الذي يزرع التفاؤل والطموح وليس الذي يجلب اليأس والقنوط العقل المرتبط بالله وليس المرتبط بالشيطان ، العقل الحر الذي يفكر ليبني ويعمر ويغرس ويتعاون هذا هو العقل المستهدف هذا هو العقل الذي يتم اغتياله وقتله ويراد وأده وتحطيمه.
بينما يطلق سراح المجرمون والمفسدون والمارقون والناهبون وتجار المخدرات ليعيثوا في الأرض الفساد ولينشروا الرعب والفزع بين الناس فهؤلاء هم آلية استخفاف العقول لخفة أحلامهم وقلة عقولهم (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)
يقول الشهيد سيد قطب عليه رحمه الله في ظلال هذه الآية الكريمة
(واستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه ; فهم يعزلون الجماهير أولا عن كل سبل المعرفة , ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها , ولا يعودوا يبحثون عنها ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة . ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك ويلين قيادهم, فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين ، ولا يملك الطاغية أن يفعل بالجماهير هذه الفعلة إلا وهم فاسقون لا يستقيمون على طريق , ولا يمسكون بحبل الله , ولا يزنون بميزان الإيمان ،
فأما المؤمنون فيصعب خداعهم واستخفافهم واللعب بهم كالريشة في مهب الريح)