لُعبة الكُرات الزُجاجية (1) /محمد يوسف

لُعبة الكُرات الزُجاجية (1) /محمد يوسف


09-29-2014, 01:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1411995327&rn=0


Post: #1
Title: لُعبة الكُرات الزُجاجية (1) /محمد يوسف
Author: محمد يوسف
Date: 09-29-2014, 01:55 PM

(The Glass Bead Game) لعبة الكرات الزجاجية(The Glass Bead Game) أو بالألمانية ) Das Glasperlenspiel ) هي رواية للكاتب الألماني هيرمان هيسى نشرها في سويسرا عام 1943
، بعد رفض السلطات الألمانية نشرها في ألمانيا. وبها حاز على جائزة نوبل لعام 1946 ونشرت الرواية ايضا تحت عنوان "ماجستر لودي Magister Ludi "."خبير اللعبة،" "master of the game," . ولودي تعني باللاتينية مدرسة و لعبة "game" و "School" . لعبة الكرات الزجاجية "نوع من توليف للتعلم البشري في مواضيع مثل عبارة موسيقية أو فكر فلسفي تورد. حينما تتقدم اللعبة، تصبح الأفكار، أكثر عمقاً وأكثر تنوعاً. على الرغم من أنه يتم وصف "لعبة الكرات الزجاجية" بوضوح، لكن قواعد وآليات اللعبة لا تشرح بالتفصيل. كتب رالف فريدمان Ralph Freedman (، عن هيسى" أن التوترات الناجمة عن ظهور الحزب النازي في ألمانيا ساهمت مباشرة إلى كتابة الرواية كاستجابة لعصر القمعية. جاءت مقاطعة كاستاليا التعليمية، التي توفر إطارا للرواية، لتبدو وكأنها طفولة هيسى في شوابيا (Swabia) . بينما أكثر فأكثر يتخذ وظيفة تبنى وطنه في سويسرا المحايدة والتي بدورها أصبحت ترياق للأزمات وقتها وأصبحت "جزيرة الحب" أو على الأقل جزيرة الروح. فريدمان رأى أن في الرواية، أسرار تشينغ (Ching) الصيني والرياضيات الغربية والموسيقى حولت الصراعات المزمنة في حياته إلى تصميم موحد." احداث الرواية تجري في وقت غير محدد، قرون في المستقبل. . وأشار هيسى أنه يتصور الراوي كتب كتابة حول بداية القرن ال 25وتدور حوادث الرواية في مقاطعة خيالية من أوروبا الوسطى تسمى ) كاستاليا (Castalia) والمحجوزة بقرار سياسي للحياة العقلية؛ يتم الاحتفاظ بالتكنولوجيا والحياة الاقتصادية إلى أضيق الحدود. كاستاليا مكان يجمع المثقفون لمهمة مزدوجة. إدارة مدارس داخلية للأولاد ولعب وتطوير " لعبة الكرات الزجاجية " والتى خصصت مدرسة خاصة داخل كاستاليا والمعروفة باسم والدزيل (Waldzel) . واللعبة تتطلب سنوات من الدراسة الشاقة للموسيقى وللرياضيات والتاريخ الثقافي. أساسا اللعبة توليفة لجميع الفنون والعلوم. واللاعبون يجعلون إتصالات عميقة بين المواضيع التي تبدو غير ذات صلة. شخصيات الرواية أسماء تشير إشارة مبطنة أو تلمح إلى شخصيات حقيقية، مثل Thomas van der Trav "توماس فإن دير طراف" Magister Ludi ""خبير اللعبة" وهو سلف نكهت لودي.
) إشارة مبطنة إلى توماس مان ) (Thomas Mann) . وكذلك فريتز تيجولاريوس (Fritz Tegularius) يستند إلى فريدريك نيتشه (Friedrich Nietzsche) (، بينما يستند جاكوبوس ( (Father Jacobus) إلى المؤرخ بوركهارت جاكوب (Jakob Burckhardt.) (. و فيرمونت (
كارلو (Carlo Ferromonte) من اسم إبن أخ هيسى، كارل إيسينبيرج (Karl Isenberg ) ، بينما اسم المخترع "لعبة الكرات الزجاجية" باستيان ورتيمبرج (Bastian Perrot of Calw ) ، مأخوذة من صاحب متجر للجهاز حيث عمل هيسى مرة بعد الانقطاع عن المدرسة، المسمى هاينريش (Heinrich Perrot) بيروت . اسم المقاطعة التربوية في القصة مأخوذ من أسطورة يونانية حورية كاستاليا (Castalia) التى تحولت إلى نافورة منح الإلهام بالآلة أبولو. والرواية هى مثال بيلدونجسرومان
(bildungsroman) .
يبدأ هيسى روايته هذه بتقديم عام يقول فيه "قصدنا أن نحمل هذه الصفحات بعض المعلومات رغم ضآلتها ما تمكنا من جمعه وفيما يتعلق حول نكهت جوزيف، أو لودي تحت عنوان جوزيفوس الثالث، كما كان يطلق عليه في محفوظات لعبة الكرات الزجاجية. ذلك المسعى، يبدو متعارضاً مع القوانين السائدة والعادات فى حياتنا الفكرية، إلى حد ما. ان طمس الفردية، والى حد أقصى اندماج الفرد في التسلسل الهرمي للمعلمين والباحثين، أحد مبادئنا الحاكمة و قد عمل به خلال تقاليدنا بدقة، لذا نجد اليوم أنه من بالغ الصعوبة، وفي كثير من الحالات
مستحيل تماما، الحصول على معلومات عن السيرة الذاتية والنفسية لمختلف الأشخاص الذين قضوا في التسلسل الهرمي بطريقة مثالية. فى حالات كثيرة جداً لم يعد من الممكن حتى تحديد أسمائهم الأصلية.
منظمة هرمية تعتز بالمثل الأعلى لعدم ذكر الاسماء، لتحقيق هذه المثل العليا. هذه الحقيقة تظل واحدة من سمات الحياة الفكرية في مقاطعتنا. إذا عزمنا السعي لتحديد بعض الحقائق حول حياة " نكهت جوزيف، أو لودي تحت عنوان جوزيفوس الثالث "، وعلى الأقل رسم الخطوط العريضة لشخصيته، ونعتقد وقد فعلنا ذلك ليس من منطلق عبادة الشخصية، ولا العصيان على التقاليد، ولكن على العكس من ذلك فقط في خدمة الحقيقة. علينا التمسك وتبجيل فكرة إخفاء أسماء الأفراد في سلطاتنا وحياتنا الفكرية. ولكن نظرة فى وقت مبكر من تلك
الحياة العقلية التى نقودها الآن، وهي تلقي نظرة على تطوير "لعبة الكرات الزجاجية"، يبين لنا التاريخ أن كل مرحلة من مراحل تطورها، كل ملحق، كل تغيير، كل جزء أساسي من تاريخها، عما إذا كان المتطور أو المحافظ، يحمل بصمة واضحة للشخص الذي قام بالتغيير و ليس بالضرورة كاتبها الوحيد أو الفعلي، ولكنه كان أداة للتحول والكمال. من المؤكد أن ما نفهمه بالشخصية هذه الأيام شيء يختلف تماما عنما كان يفهمه المؤرخون في أوقات سابقة. وخاصة بالنسبة للكُتاب فى تلك الأيام. كان لهم ذوق متميز للسيرة الذاتية، وجوهر الشخصية يبدو منحرفا عن الاستواء. فى عصرنا هذا، لا نتكلم حتى عن الشخصيات الرئيسية حتى نواجه الرجال الذين تجاوزوا جميع الصفات لتحقيق إمكانية إدماج أكبر في العمومية، وتحقيق أعظم خدمة ممكنة
فوق الفردية. وإذا أمعنا النظر في هذه المسألة سنرى أن القدماء قد ادركوا هذا المثل الأعلى. ومع ذلك، في فترة ما قبل إصلاح الحياة الفكرية، الإصلاح الذي بدأ في القرن العشرين والذي نحن ورثته، أتي إلى القرب من الضياع تماما. أننا نشعر بالدهشة عندما نرى السير الذاتية لتلك الأوقات تتعلق بالأحرى بثَرْثَرَة حول كم من الأخوة والأخوات كان البطل، أو ما تركت من الندوب النفسية و من النضال من أجل موقف والبحث عن الحب. نحن العصريون لسنا مهتمون بتاريخ الأسرة، أو الدوافع الشخصية .. الهضم وما الى ذلك، وكيف أنه ينام. ولا حتى
خلفيته الفكرية – التأثير على نموه .. الدراسات المفضلة والقراءة المفضلة لديه، وهكذا – أهمية خاصة بالنسبة لنا. بالنسبة لنا الرجل بطل ويستحق اهتماما خاصا فقط إذا كان طابعه وتعليمه قد جعل منه قادرا على السماح لفرديته يتم استيعابها تماما في وظيفتها الهرمية دون مصادرة. وإذا نشأت الصراعات بين الفرد والتسلسل الهرمي، نعتبر هذه الصراعات ذاتها كمحك لمكانة الشخصية. لا نوافق على المتمرد الذى بدافع عن الرغبات والمشاعر إلى التعدي على القانون والنظام؛ جدير بنا تبجيل ذكرى أولئك الذين ضحوا بأنفسهم من اجل المجتمع الأكبر.
هؤلاء هم الأبطال والمثاليون ونحن لا نعتبر حتى كمال التسلسل الهرمي، الأكثر انسجاما، كجهاز مجتمع من وحدات هامدة ، وإنما كجسم حي، مشكل من أجزاء متحركة باعضاء تملك طبيعتها وحريتها.
وتشارك كل واحد منها فى معجزة الحياة. وبهذا المعني، سعينا إلى الحصول على معلومات عن حياة نكهت جوزيف، سيد " لعبة الكرات الزجاجية "، وخصوصا جمع كل شيء كتبه بنفسه. و قد حصلنا على
مخطوطات عدة فى رأينا تستحق القراءة."
يتبع
محمد يوسف
mailto:[email protected]@yahoo.com