بعيداً عن وقاحة السياسة .. (بنات أمدرمان والأطرش)..جمال السراج

بعيداً عن وقاحة السياسة .. (بنات أمدرمان والأطرش)..جمال السراج


07-12-2014, 02:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1405173280&rn=1


Post: #1
Title: بعيداً عن وقاحة السياسة .. (بنات أمدرمان والأطرش)..جمال السراج
Author: جمال السراج
Date: 07-12-2014, 02:54 PM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

تبدو حواء عزيزي القارئ في سن الخامسة عشر ، أشبه ما تكون بالصندوق المغلق .... طوى أسراره واحتضن كنوزه .... ولهذا ينظر إليها الناس في كثير من التحفز والفضول ، إذ يعتقدون أنها فاكهة على وشك النضج ... وفي مثل هذه السن تلمع عينا حواء بالنظرات البريئة ، والتي تنبئ بالطهارة والعفة ..
وفي سن العشرين تبدو حواء في نظر الرجل لغزاً يصعب فك طلاسمه فهي تتأمل ما حولها لتنتقي فتى أحلامها ثم تحس بأن في جسدها قوة تستطيع أن تفجرها في أي وقت لتفوز بأملها ..
وعندما تبلغ الخامسة والعشرين يبدو كل ما فيها غنياً بالجمال والفتنة ومن ثم يحوم حولها الرجال في حذر لأنهم يعرفون أنها تستطيع أن تمنح و أن تمنع ..
وفي الخامسة والثلاثين تبدو حواء عانساً فهي تعيش لذكريات الماضي متطلعة بحسرة إلى سن الخامسة عشر وهي تغالط وتجادل كثيراً ..
وفي الخمسين عزيزي القارئ تبلغ سن اليأس فلا يتطلع إليها إلا من يعتقد أنها تخفي كنزاً يستطيع استثماره ..
أكتب هذا بعد أن حدث لي موقف ظريف ولطيف وباهي وذلك أثناء توجهي إلى الخرطوم عبر طريق أبروف النيل ..
استوقفتني 3 بنات يافعات نافعات جامعيات .. وقفت لهن بعد أن قررت أن أمثل دور الأطرش عليهن فحدث الآتي :
- ماشي الخرطوم عليك الله ؟
- أوه .. نا .. اه اه ( شي باللسان وشي بالاصابع وهذا يعني (نعم) )
- صاحو جميعاً .... ( سجمنا .. أطرش ..)
- قلت : نجق .. جق .. جق ..
- صاحت احداهن : أركبن يا بنات ما أطرش مسكين ساكت ( ركبت واحده في المقعد الامامي والبقية في المقعد الخلفي )
- حاجة غريبة ... أطرش ومشغل مسجل العربية ؟؟ !! ..
- قالت صاحبة الرداء الأحمر : العربية دي تكون حقت أبوه ، أداها ليهو يتفسح بيها ... لكن الأطرش ده ( ما شرط الشرط )
- قالت زميلتها : شنو يا إنتي نعرسو ليك ؟
- لكن اتفاهم معاو كيف ؟
- صاحت الثالثة : عليك الله العاجبك فيهو شنو ؟ ما حلبي ساكت ..
- هنا استشطت غضباً منهن وصحت : ايخ ايخ اخ اوخ
- قالت إحداهن بغضب وانفعال شديد : اسكت سكتك بلا يخمك .. يا ابو لسان متروم
- صمت وعم الجميع السكون ما عدا مكيف السيارة
- فجأة قالت صاحبة الرداء الأحمر : اخص عليك زعلتيهو علي ساي ... ياي حرام ...
- أنسوا الموضوع ... خلاص وصلنا يا انتو ... اقيف يا طروش ؟ لكن نوقفوا كيف ؟ في هذه اللحظة قمت باستخراج ورقة وقلم وكتبت عليها : نازلين هنا؟
- قالت الثالثة بانفعال : أطرش وحلبي وخطك شين ؟... ( أقيف هنا ) كتبتها بخط واضح على نفس الورقة ..
- أوقفت العربة .. نزلوا جميعاً ثم قالت لي الفتاة التي شتمتني : ( باي باي يا طروش ) ....
- صحت باسماً ... ( باي باي يا شينة يا سجم البنات يا عنقريب القصب ) ... صاحت وولولت وسكَّلت حتى سقطت حقيبتها ( ووب علي أنا ... ما ... ما أطرش ) ....
- أطلقت العنان لسيارتي وأخرجت لساني تهكماً ... ( آلت إيه ؟ .. آلت أطرش آل .. )
إلى حبيبتي ..
قلبي ... قد ينمو في جنبيه جناحان
ويظل على أعناق الموج قريبا
ترفضه الشطئان
فإذا ما فكر أن يرتاح
إرتاح على حد السكين
وأنا عن حبك لم أتحول منذ سنين ...