يونيو الأسود..! / حسن الطيب

يونيو الأسود..! / حسن الطيب


06-26-2014, 07:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1403807119&rn=0


Post: #1
Title: يونيو الأسود..! / حسن الطيب
Author: حسن الطيب
Date: 06-26-2014, 07:25 PM

في فجر يوم الجمعة and#1635;and#1632; يونيو عامand#1633;and#1641;and#1640;and#1641;م ، حدث شيء لم يكن في الحسبان، وهو الانقلاب الذي قادته الجبهة الإسلامية للإنقاذ بواسطة القوات المسلحة ، وتنصيب العميد أ.ح عمر حسن احمد البشير رئيسآ لمجلس قيادة الثورة .
والدافع للإنقلاب كما قال الرئيس هو: كان السودان دائما محل احترام وتأييد كل الشعوب والدول الصديقة لكن اليوم اصبح في عزلة تامة، والعلاقات مع الدول العربية اضحت مجالاً للصراع الحزبي وكادت البلاد تفقد كل اصدقائها على الساحة الافريقية ، وتضررت العلاقات مع أغلبها ، وتركت الجو لحركة التمرد تتحرك فيه بحرية مكنتها من إيجاد وضع متميز أتاح لها عمقاً استراتيجياً لضرب الامن والاستقرار في البلاد حتى انها اصبحت تتطلع الى احتلال وضع السودان في المنظمات الاقليمية والعالمية، واليوم يخاطبكم ابناؤكم في القوات المسلحة وهم الذين أدوا قسم الجندية الشريفة ألا يفرطون في شبر من ارض الوطن وان يصونوا عزته وكرامته وان يحفظوا للبلاد مكانتها واستقلالها المجيد وقد تحركت قواتكم المسلحة اليوم لإنقاذ بلادنا العزيزة من ايدي الخونة والمفسدين لا طمعاً في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الاكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية من الفتنة السياسية وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والشقاء والمرض.
وللأسف ما حدث بعد ذلك وللآن أسواء منما أشار إليه رئيس الإنقلاب، فالحالة الماثلة امامنا اليوم هي..
تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور مما زاد حدة التضخم ورفع الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل ، واستحال على المواطن الحصول على ضرورياته، إما لانعدامها أو لارتفاع أسعارها،واصبحت الغالبيه العظمي من أبناء الوطن تعيش على حافة المجاعة وأصابها اليأس الذي أدي الي ثقافة الإحباط وفساد الأخلاق .
وامتدت يد الحزب الحاكم إلى الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام، مما أدى إلى انهيار الخدمة المدنية، وأصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سببا في تقديم الفاشلين في قيادة البلاد وضاعت بين يديهم هيبة الحكم وسلطان الدولة ومصالح القطاع العام، وأصبحت الدولة دولتان وفي الطريق قطاع الشمال ودارفور.
ففي ظل نظام دموي يتصرف بمنطق التنظيم السري الذي يخاف النور ولا يثق بالقوى السياسية الأخرى ذات التاريخ في معارضة الطغيان، ولا يطمئن إلى الشراكة معها، ولو لفترة انتقالية، ويفتعل الأسباب لعرقلتها ومنعها بسلسلة من المناورات المكشوفة والعروض التي لا يمكن قبولها، متخذا من ذلك ذريعة للتفرد بالقرار في دولة تهاجر الكفاءات من أبنائها، بمئات الآلاف الى الخارج بحثاً عن فرص عمل لا تتناسب مع كفاءاتهم ولكنها تكفيهم ذل السؤال...
وهذا هو الاختصار المؤلم لما سبّبه تمرد البشبر الذي يمر عليه الاثنين المقبل and#1634;and#1637; عاما بالتمام والكمال.
يأتي هذا في وقت تتالت فيه الدعوات إلى تنحيه، وهو ماهاميه.