" إنا لفراقك يا عبيد لمحـزنون" بقلم : هارون الشريف – الرياض

" إنا لفراقك يا عبيد لمحـزنون" بقلم : هارون الشريف – الرياض


06-25-2014, 08:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1403726171&rn=0


Post: #1
Title: " إنا لفراقك يا عبيد لمحـزنون" بقلم : هارون الشريف – الرياض
Author: هارون الشريف جبير
Date: 06-25-2014, 08:56 PM

[email protected]
في أمسية الجمعة 20/ مايو 2014م و بينما كنت جالساً مع أحد الأصدقاء، حيث لم نلتقِ منذ فترة طويلة، و في تمام الساعة الثامنة و نصف مساءً تلقيت مكالمة من شقيقي الأصغر الأستاذ/ التجاني الشريف مستشار الإدارة القانونية بولاية جنوب دارفور "نيالا" أبلغني خلالها خبراً حزيناً بوفاة علم من أعلام اسرتنا و أحد اركانها و فرسانها و ابنائها المخلصين الأشاوس، و هو عمنا و أستاذنا العزيز، الأستاذ / العبيد محمد أحمد الشريف يرحمه الله و هو أحد أعمدة أسرتنا أولاد "بهلول"، هذه الأسرة " التميرية" و هي واحدة من أشهر وأعرق بطون قبيلة الهبانية حيث انتقل الى جوار ربه وفاضت روحه الطاهرة الى بارئها عقب صلاة مغرب الجمعة 20/مايو 2014م إثر علة لم تمهله سوى سويعات محدودة " و لكل اجل كتاب" صدق الله العظيم. وهنا لا نملك إلا أن نضرع الى المولى عزّ وجل أن ينزل عليه شآبيب رحمته ويتولاه بمغفرته و أن تغشاه سحائب رضوانه في حضن الثرى، و أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة.
إن عمنا و أستاذنا العزيز العبيد – رحمه الله – فهو بجانب أنه عمي و ابن عم ابي وهو أيضا أخا مخلصا صديقا عزيزا و هو الابن الأكبر لجدنا محمد أحمد الشريف رحمه الله و يصغره شقيقه المهندس عبدالقادر و ثمانية شقيقات ويعمل معظم أفراد هذه الأسرة الكريمة في مهنة " التدريس" عدا المهندس عبد القادر يعمل في مصنع سكر كنانة، و فقيدنا يرحمه الله من مواليد مدينة نيالا في عام 1956م فهو ليس كبيراَ في عمره بقدر ما هو كبير في قيمه و مقامه و خُلقه الرفيع حيث بدأ حياته العملية معلماً بمهنة التدريس في المرحلة الابتدائية سابقا والأساس لاحقاً منذ عام 1975م بمدرسة "سنقو" ثم مدرسة "غبيبيش" التي اسهم بقدح معلى في تأسيسها و بنائها ثم مدرسة "حنيقة" التي أشرف على إنشائها و تأسيسها و أستقر به المقام بمدارس مدينة نيالا، فتدرج من معلم الى مدير فموجه ثم مشرفاً تربوياً بمكتب التعليم بولاية جنوب دارفور. ولقد شهد الجميع لأستاذنا العبيد من زملاء المهنة و في مناطق عمله المختلفة وجيرانه في حيّ الوادي وغيرهم من الذين عايشوه عن قرب وعرفوه بالورع و التقوى و صفاء النفس و نقاء السريرة و دماثة الخلق و رحابة الصدر التواضع و الأدب الرفيع الجم و كان أخاً و صديقاً للجميع الكبير منهم و الصغير متواصلا مع الجميع دون استثناء و بلا انتقائية، وقد عُرف بتفانيه و اخلاصه لمهنته " التدريس" التي عشقها و مارسها بتجرد و اخلاص و نكران للذات وقد شهد له بالتميز في الأداء و الحرص و المثابرة مربي الأجيال و مدير التعليم السابق بدارفور الأستاذ/ علي سعيد تكنة رحمه الله.
عمي و أستاذي العبيد رحمه الله هو أحد الذين كنت أمني النفس بلقائهم في مقبل الايام حيث لم نلتقِي لأكثر من سبعة عشر عاماً إلا عبر الاتصالات النادرة فهو كالربيع في كرم نفسه و سمو اخلاقه مثلما قال الشاعر:
إن الكريم لك الربيع تحبه للحسن فيه ×× و تهش عند لقائه و يغيب عنك فتشتهيه
و لكنها نوائب دهر الغربة التي أملت علينا قسراً و قدراً أن ندفع الثمن بفراق أعزاء قبل أن تسنح لنا اللقُيا معهم، غير أنني أقول " إن العين لتدمع و القلب ليحزن و لا نقول إلا ما يرضي الله و إنا لفراقك يا عبيد لمحزنون" فلله ما أعطى و لله ما أخذ.ولاحول ولاقوة إلا بالله
إلا رحم الله عمنا و استاذنا العبيد رحمة واسعة، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى و صفاتك العلا أن تجعل عبدك العبيد من الذين " يبشرهم ربهم برحمة منه و رضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم " و اجعله اللهم من " الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا" و أرزقه اللهم داراً خيراً من داره و آهلاً خيراً من أهله، و اجعل اللهم الجنة مثواه و أجعل مقامه عندك في أعلى عليين و أجعل اللهم ابناءه وذريته عملاً صالحاً له مدخراً عندك يا ارحم الراحمين. و أربط اللهم بالصبر و السكينة على قلوب أهله و أفراد أسرته والداته و زوجته و اشقائه و شقيقاته و أهله جميعا و تلامذته و طلابه وزملائه و أصدقائه و الهمنا جميعا الصبر الجميل، " أنا لله و إنا إليه راجعون" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.