سياحة في (جَزِيرة صَايّ ) موطن خليل فرح ! عباس حسن محمد علي طه – جزيرة صاي

أحبابي القراء سياحتنا اليوم في جزيرة صاي الجميلة، موطن الشاعر خليل فرح، صاي ثاني أكبر جزيرة في السودان والتي تنافس جزيرة مقرات في موسم الدميرة، تقع صاي وسط منطقة السكوت بالولاية الشمالية، تحدها من الشمال الشرقي عبري وتبج وجزيرة سَكّار ومن الغرب منطقة زراعية من فقير كِد وجرف ودمني وكِد إورما وعلين تون آرتي وآرتي كدود وتوشكى وحميد وخناق وجزيرة قلبون ومن الجنوب جزيرة نلوتى ومن الشرق مشرع ألبلى وأدوندولي وكوئكة قبالة حي دبشة السياحي، صاي إسمها بالنوبية ( شعث) وفي رواية ثانية أنها كانت شبه جزيرة وبعد حفرٍ من كل شخص لمدة ساعة ثم تحول إلى(صاي) ورواية ثالثة صاي بالنوبية (ساي أي مخزن ) كما في فنتن ساي مخزن البلح والله أعلم وفي رحلة جماعية بلوري العم فرح خليفة ( بقال بصاي) وبوري ليكا ليكا والعم علي سلطان تحركنا من مدينة عبري بعد أن تناولنا الكمونية في مطعم مرقو حتى وصلنا مشرع ألبلى وصابر بنطون يؤشر إستعداداً للتحرك والشباب ركبوا مركب على خليفة وأهان مع طراوة البحر ومع الموجة الصباحية وصلنا وإستقبال حافل في أمبي بصاي التي يحيطها النيل والطمي والجروف واللوبيا والنخيل وهي تحضن قراها :صيصاب وموركة وعدو وأرودين ، صاي عُرفت بجزيرة المعلمين حصرياً إذ منها العدد الأكبر نسبياً الذين خدموا التعليم في السودان وخارجه ودخلوا كل مدرسة حاملين القلم والطباشير ليخرّجوا أجيالاً تلو الأجيال ولا أستطيع في هذه العُجالة والساحة ذكرهم جميعاً ولكن أذكر من كل قرية رمزاً ولنا عودة لاحقاً وهم الأساتذة: محمود أحمد هاشم وفضل عثمان فضل وعبد العزيز حسن علي وعثمان حسن باشا وصاي عُرفت بجزيرة الشعراء إذ منها شاعر السودان خليل فرح ( عزه في هواك ) بهذه الكلمات التي أقوى من طائرات أف 15 ودبابات همر جنن المستعمر وما زال بيته يقف شامخاً حتى يومننا هذا. ومن صاي الشاعرجيلي السيد بأنشودته ( أحِنُ إليكِ يا عَبّرِي حَنيناً مَاج في صَدرِي) وأهل صاي جميعاً عُرفوا بالنكات الساخرة وسرعة البديهة وكان سيد تلول بصاي رجل النكات الأول في المنطقة، مرة راح لدكتور أسنان ليخلع سناً وسأل الدكتور بكم ؟ رد الدكتور بجنيه في ذلك الوقت وعندما وجد تلول في جيبه خمسين قرشاً قال للدكتور: هزو لي شوية بخمسين قرش وأنا هأكمل الباقي في البيت. مدرسة صاي الأولية في موركة هي الأقدم في المنطقة ونذكر مدرسة صيصاب وأرودين و مدرسة فضل عثمان في عدو وعبد العزيز حسن علي المتوسطة تكريماً لهما ..عُرفت بجزيرة الآثار إذ تحتفظ بثلثي آثار المنطقة في ساي دفي( بِربى) -عدو وتنقلٍ قوسي بصيصاب ومرين دفي بموركة، أهلها يعتمدون على التجارة والزراعة حيث أقدم المشاريع الزراعية، أهل صاي كانوا الأوائل في كل شيء كجمعية صاي الخيرية منذ عام 1918م وحتى الآن في شارع 31 قولة عابدين بالقاهرة والخرطوم والرياض ساهمت كثيراً في مساعدات الأهل ونذكر لأهل صاي مطعم الإخلاص لآل بيك كان بوسط الخرطوم وآخر بوسط القاهرة ، نذكر الفنان دهب خليل ومن صاي أوائل الأفندية والموظفين ، من صاي أول طبيب شعبي (بابا نوري سيلة) وأقدم المساجد وأئمتها وخلاوي القرآن كخلوة بابا شيخ أحمد التي تتلمذ فيها خليل فرح وأوائل الشهادة السودانية مرتين .. صاي من الأوائل في إتحاد الطلاب والأندية الرياضية والثقافية والفنية والمسرح، رسى فيها أول بنطون وأول إستقبال تلفزيوني فوق جبل صاي ( جبل عدو) كما يصرّ الأستاذ/ قاسم عبد الرحيم مكاوي بهذا الإسم، كما ذكر الأستاذ/ سيد إبراهيم محجوب أن جبل عدو يتبع لقرية أرودين ويعني صراع حول تقسيم الثروة وأهل صاي أهل تواصل في المنطقة اللهم أرحم وأغفر الأحياء منهم والأموات ، ونطالب المسئولين في الولاية الشمالية والإتحادية بوضع جزيرة صاي في الخارطة السياحية لما تتمتع بآثار لا تقدر بثمن وصاي عبارة عن كتاب مفتوح من الصعب قفله بما تستحق من تعريف وهذه نبذة مختصرة تحت شعار(سنعيدها لسيرتها الأولى).. ونواصل إذا أمد الله في آجالنا- عبا سحسن محمد علي طه – جوال 0544676864 مقيم بالرياض .



صورة خليل فرح





صور من جزيرة صاي