حكومتنا ترفض تسجيل الحزب الجمهورى - الجاهل عدو نفسه

حكومتنا ترفض تسجيل الحزب الجمهورى - الجاهل عدو نفسه


05-07-2014, 09:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1399494923&rn=0


Post: #1
Title: حكومتنا ترفض تسجيل الحزب الجمهورى - الجاهل عدو نفسه
Author: ابوبكر بشير الخليفة
Date: 05-07-2014, 09:35 PM

ان الاسباب التى ذكرتها الحكومة لتبررقرارها بعدم السماح بتسجيل الحزب الجمهورى، وكذلك اسماء الاشخاص الذين اشارت اليهم هذه الحكومة بانهم تقدموا بطعون فى تسجيل الحزب، لا تستحق منا مجرد ذكرها فى هذا المقال، فكل ذلك، سواء الاسباب، او الاشخاص الذين تقدموا بالطعون، لا يمكن النظر اليه الا من ضمن المصائب الواقعة على السودان حاليا. ولعله من الواضح لدى كافة البشر ان نشر الوعى فى اوساط الشعب، وترسيخ قيم الحوار الديمقراطى، واتاحة الفرص للصحافة الحرة، والعمل على خلق دولة القانون، واتاحة جميع الفرص امام الشباب، هى من اهم مقومات التنمية والتقدم عند كافة الامم. ومن الثابت حاليا لدى جميع فئات وطوائف الشعب السودانى، ان الجمهوريين الذين ارادوا تسجيل حزبهم، وتقدموا بطلبهم الى هذه الحكومة، عبر الطريقة التى استنتها الحكومة، لابتداء نشاط سياسى، ليس لديهم غرض غير نشر الوعى، وخدمة الشعب، واستنقاذ السودان من الاستمرار فى الانزلاق الى الهاوية التى يدفعه نحوها الاخوان المسلمون واشياعهم من الذين ثبت للشعب السودانى ان غرضهم ليس اكثر من الاستمرار فى اشباع شهواتهم بالثراء والتسلط على المستضعفين.
يمكن القول بانه من البديهى ان اعداء الحرية والديمقراطية ودولة القانون، أينما وُجِدوا، ليسوا اكثر من مجرد لصوص وفاسدين استهوتهم السلطة التى وجدوا انفسهم يلعبون بها ليل نهار كما يلعب الطفل بدميته الجديدة. ومن المؤسف أن هذا هو واقع الذين استولوا على السلطة فى السودان، من الأخوان المسلمين، تحت اسم الانقاذ، وظلوا فيها لمدة ربع قرن، وما زالوا يلعبون بمستقبل الشعب وحقوقه الاساسية، ثم أنهم، وبالرغم من مرور هذا الوقت الطويل، لم يفطنوا لحقيقة بديهية، اظهرها واقع اليوم بدرجة كبيرة، وهى انهم اكثر الناس حوجة لاقامة دولة القانون فى الوقت الراهن، خاصة بعد انتشار فضائحهم التى ضاعفت من درجة غليان الغضب المكبوت حتى عند العقلاء. فالاخوان المسلمون فى السودان حاليا صاروا بمثابة العدو الحقيقى والوحيد لاغلبية الشعب الذى يعانى فى حياته بصورة مؤلمة، وصار رجل الشارع العادى يتحرق لليوم الذى سوف يتمكن من الانتقام لكل ما قاساه خلال ربع قرن من الزمن. وليس هناك مخرج من مثل هذا الوضع، كما يعلمنا التاريخ، وكما وعدنا المولى عزّ وجل، غير ان تتمكن هذه الاغلبية من انتزاع حقوقها.
ولكن الجمهوريين الذين تقدموا بطلب تسجيل حزبهم، بالرغم من سوء الوضع السياسى الراهن، وبالرغم من عدم دستورية الكثير من القوانين السائدة، ارادوا لشعبنا العظيم ان يثبت، مرة اخرى، انه يستحق الوصف الذى اطلقه عليه الاستاذ محمود محمد طه، بانه شعب عملاق، وانه معلم للشعوب، وذلك بابتكار طريقة للتغيير، تليق به. وهؤلاء الجمهوريون ارادوا لشعبنا هذا ان يتجنّب طريقة الليبيين عندما انتزعوا السلطة من القذافى، او طريقة السوريين حاليا، وارادوا ان يكون انتزاع الحقوق باكثر الطرق سلمية، بالاحتكام الى القانون، والاصرار على قيم العدالة، بالرغم من معرفتهم بان هذا قد لا يشفى غليل صدور قطاعات كثيرة من المظلومين الذين فقدوا الكثير من حقوقهم وكرامتهم، وصاروا ينتظرون على الجمر لليوم الذى يثورون فيه لينتقموا بوحشية.
نريد لاخواننا وابناءنا الذين تنكبوا طريق الحق، وصاروا من ضمن مجموعة الاخوان المسلمين واشياعهم العاملين فى هذه الحكومة، ان يلتفتوا الى حقيقة هامة، وهى، ان يوم التغيير اتٍ لا ريب فيه، ومن الافضل لهم ، دون بقية الشعب، ان يحتاطوا لهذا اليوم، والا تغرنّهم هذه السلطة المتوهمة، ولا هذه الاموال التى صاروا يحرزنوها فى يسر، فمن الافضل لهم الآن ان يعملوا من اجل ضمان حصولهم على محاكمات محترمة، ترعى بشريتهم اولا، وتضمن لهم حقوق المتهمين التى تعارف عليها الناس. فيا أيها الذين فى السلطة من الاخوان المسلمين لا تجعلوا خوفكم من هذه المحاكمات المحترمة، او طمعكم فى امكانية فراركم من مواجهتها، يغريكم بالاستمرار فى كبت حرية الآخرين.
اعيدوا النظر فى قراركم بمنع نشاط الحزب الجمهورى، فان هذا الحزب هو الامل الوحيد لاقامة دولة القانون فى السودان، ودولة القانون يحتاجها الشعب السودانى، وتحتاجونها انتم بصورة اوكد. وخذوا الحكمة من الحرامى الذى دخل منزل مجموعة من (العزابة)، وجدهم نياماً فى مراقدهم فى ساحة المنزل، فدخل الى الغرف، وجمع حزمة كبيرة من المسروقات، وعندما هم بالخروج وجد ان مجموعة (العزابة) قد استيقظوا من مراقدهم، وتفرقوا فى انحاء المنزل، متربصين به، فما كان منه الا ان اغلق عليه باب احدى الغرف وصاح باعلى صوته (يا بولييييييس، حرااااااااامى)!

أبوبكر بشير
7 مايو 2014