المسافة بين السلطة والمعارضات يتحملها المواطن دموع وأحزان وجوع ....

المسافة بين السلطة والمعارضات يتحملها المواطن دموع وأحزان وجوع ....


04-20-2014, 06:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1398015451&rn=0


Post: #1
Title: المسافة بين السلطة والمعارضات يتحملها المواطن دموع وأحزان وجوع ....
Author: هاشم محمد علي احمد
Date: 04-20-2014, 06:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم ......
التمويل ....... كلمة مطاطية وكبيرة في مفهومها لكل جهة من الجهات سواء كانت السلطة ام مجموعات المعارضة سواء كانت المسلحة ونصف المسلحة والمنظرة وصاحبة اللسان وغيرها كثر ، لذلك لو حاولنا التطرق إلي هذا الجانب الظاهر منه والخفي والذي يجعل أحزاب تقليدية فقدت الطرح والمنطق أن تستمر كل تلك السنوات رغم أنها لا تمتلك من القواعد سوي ذلك اللسان السليط وتلك العمالة التي بنيت عليها منذ أن تاسست وحتي تاريخه ، لنأخذ في البداية حزبان أصبحا واقعا يجب التعامل معهما بشكل يومي وهما الإتحادي الديمقراطي وحزب الأمة ، لا ننكر بروز تلك الأحزاب في وقت كانت البلاد فيه أحوج بمن ينقلها من الإستعمار وإلي الإستقلال بحيث تميزت تلك المرحلة بالتبعية الدينية لكل حزب ينتهج هذا الجانب ولم تكن في الساحة السودانية في هذا الوقت سوي هذان الحزبان واللذان كانا في صدارة المشهد ، ولو توغلنا قليلا في تلك الإحزاب نجد أنها أحزاب إقطاعية في سلوكها ومعاملاتها وفكرها بحيث يكون الفرد الذي يتبع لها شخصية تابعة لا تمتلك الحس والمقدرة في تغيير مبادئ الحزب ولن تكون لها القدرة في إبداء رأي يغير من التركيبة التي بنيت عليها تلك الأحزاب ولو أخذنا مثالا لذلك نجد أن أي عضو من هؤلاء الأعضاء لا يستطيع الإقتراح بتغيير رئاسة تلك الأحزاب من الوجوه التقليدية من تلك البيوت سواء كانت من االإتحادي أو الأمة وستظل رئاسة تلك الأحزاب حكرا لآل البيت التي ينتمي لها هذان الحزبان ، ولو رجعنا إلي المسألة الإقطاعية نجد أن تلك البيوت من أول البيوت في السودان التي تملكت الأراضي والمزارع والمشاريع وتحكمت في الجانب الإقتصادي في زمن كان الناس لا يعيرون تلك المسألة كثير غرض بحيث أن الفرد كان يمتلك الدار التي تسعه بحكم وجود الأراضي وسعتها في هذا الزمان هذا السلوك هو سلوك إقطاعي بإمتياز لم يسبقه عليهم أحد في ذلك الزمان وهو حب الإمتلاك لكل شئ سواء الإنسان أو المال ، تلك الأحزاب ظلت تتوارث الحزب جيلا بعد جيل وليس هنالك أي مجال للذين يؤمنون بمبادئ الحزب أن تكون لهم الريادة وهي أحزاب بيوت وهنالك مسافة محددة بينها وبين القاعدة ، ظلت تلك الأحزاب تقاتل وتتعاون مع جهات خارجية وظلت في الساحة تحارب أي نظام للسلطة في السودان في سبيل أن تحكم السودان حكم أبدي ولا مجال لأي جهة أن تفكر بحكم السودان بدون أن يكون لهم دور في النظام بإعتبارهم الأحق في حكم السودان هم وأبناؤهم ولذلك تجدهم إن كانوا داخل السلطة أفسودها وإن خرجوا منها حاربوها وهنالك مواقف كثيرة وقفتها تلك الأحزاب ضد أي سلطة في السودان وكأن السودان حكر وميراث تمتلكه مثل الأراضي والبيوت وحديث أبنائهم كذلك ينم عن تلك النزعة العنصرية لتلك الأحزاب ولو شاهدت الجيل الرابع من تلك المجموعات وهي تتحدث في الإعلام وهي تستفز مشاعر الشعب السوداني والذي تجاوزهم الكثير في إنتماآته وبعد أن اتاحت الظروف لكثير من الشباب أن ينهل العلم في كل مشارق الأرض ومغاربها وبعد أن كانت تلك الفرص حكرا لتلك الجماعات ، لو سلمنا جدلا أن تلك الأحزاب تمتلك المال وهي تصرف علي أحزابها نجد ذلك من غير المقبول لأننا نعرف أن تلك الأحزاب تأخذ ولا تعطي ولو كانت تمتلك مال قارون لما إستطاعت الصرف علي تابعيها في ظل ظروف إقتصادية يعرفها الجميع ولو قلنا أن تلك الأحزاب تعتمد علي إشتراكات منسوبيها بحيث أن منسوبي تلك الأحزاب من الفقراء والعواجيز وكثير من تلكم المجموعات أفقرتها ظروف الحياة ولم تعد تمتلك المال لتهديه لمن هو أقوي منها ، الملاحظة المهمة في تلك الأحزاب أنها فقدت شريحة مهمة ومؤثرة وهي الشباب الذين لم تناسبهم تلك الأفكار التي تعتمد علي الإنصياع الأعمي لأشخاص والإيمان بها في أي ظرف من الظروف وبذلك الذين يتبعونها هم من المصلحيين والعواجيز والجهلاء وأصحاب العقائد الفاسدة التي تضع الأسياد مكان الإله في تعاملاتها اليومية وهذا لا يناسب الشباب الثائر الذي يطالب بالخروج من هذا الركن المظلم ، السؤال الذي يفرض نفسه وبقوة من أين لتلك الأحزاب التمويل الذي يجعلها حية منذ أكثر من خمسة عقود لتقف ضد من في السلطة وتحاربه ولو حصلت علي السلطة تفشل في إدارة الدولة لأنها احزاب تقليدية عفي عليها الزمن وتحاول الرجوع بنا إلي حكم البيت والأسرة ليكون السودن وأهله إقطاعية تدين لأهل البيتين وبذلك تفشل تلك البيوت وبمجرد خروجها تتجه إلي التحالف مع جهات خارجية للإضرار بالسودان ، تلك الأحزاب تجد التمويل من جهات خارجية كثيرة وبذلك فهي لا تشعر بمعاناة المواطن العادي وهي تمتلك العمارات والفلل في لندن واليونان والقاهرة وأولادها يدرسون في أرقي الجامعات ولم يحمل أي فرد منهم قفة الخضار أو وقف في صف الرغيف وكذلك يجدون التمويل من الأنظمة الحاكمة إتقاء شرهم والمسافة في هذا الصراع يتحملها المواطن البسيط من جوع وفقر وتعب في المواصلات ووصلت الأمور مرحلة كبيرة من التدهور المعيشي في نتائج الصراع بين تلك الأحزاب والسلطة .
أما لو عدنا إلي الأحزاب الجديدة التي برزت في الساحة مثل الأحزاب الإسلامية والشيوعي والبعثي وأحزاب الفكة الكثيرة التي ملأت الساحة وفي بعض الأحيان لا تتعدي مجموعات الحزب أكثر من الفرد الذي يؤمن بها ، أما الحزب الحاكم لو حاولنا الدخول في مصادر تمويله نجد أن هذا الحزب نهب الكثير وقدم الكثير في نفس الوقت لأن الحزب الحاكم عندما سيطر علي السلطة كان مجموعة من الصفوة التي لا تتعدي أصابع اليد من الإسلاميين المتعلمين ولم يكن لهم الكوادر التي تملأ ذلك الفراغ وقام الحزب بإقصاء كل السودان بإسم الصالح العام وملأ ذلك الفراغ مجموعات كبيرة من اللصوص الذين أثروا بالمال الحرام وإمتلأت السجون بالذين سرقوا أموال البنوك والشعب والشيكات الطائرة وتبدلت نفوس الأفراد في المجتمع وسيطر الحزب علي كل مقدرات البلاد والعباد وباعت الحكومة كل شبر في السودان مما يخلق مشكلة كبيرة لكل توجه جديد في التنمية وإعتمد الحزب علي السيطرة الكاملة لكل مقدرات الوطن وصرفها علي أعضاء وأدبيات الحزب ولم يشاهد المواطن البسيط أية محاكمات لأعضاء الحزب الذين أكلوا أموال الناس بالباطل وأتبع في ذلك فقه السترة وتطور صراع كبير وكبير بين النظام الحاكم وبين تلك الأحزاب حتي إنسد الأفق تماما من كل طرف وكل طرف من الأطراف له جهات تموله الحكومة تتمول من أراضي وأملاك ومدخولات وقروض وهبات يتحملها الشعب والأحزاب الأخري تمولها جهات خارجية تتصارع فوق رأس المواطن البسيط .
أما بقية الأحزاب سواء المسلحة وغير المسلحة فكل تلك الأحزاب تمولها جهات خارجية لضرب المواطن في عيشه وأدبيات تلك الأحزاب هو محاربة المواطن في عيشه وكأن سقوط النظام يمر عبر محاربة البسطاء في حياتهم وبذلك كل حزب من جهته يقوم بفعل مضاد ضد المواطن من قتل وتشريد وتجويع والسلطة في نظرهم لا تأتي إلآ عبر تلك الأساليب مما خلق نوع من الفقر الذي ازعج الفقر نفسه ، تلك المسافة بين السلطة والمعارضات مساحة كبيرة إمتلأت بكثير من الأحزان والفقر والجوع والتدهور في الأخلاق مع ملاحظة أن رؤساء تلك الأحزاب سواء كانوا في السلطة أو المعارضة يعيشون حياة مستقرة ويتجولون في بلاد الله الواسعة ويجد أبناؤهم التعليم الجيد والسكن الجيد وراحة البال لأنهم من يقبض من السفارات والجهات الخارجية لقتل المواطن البسيط وكل تلك المجموعات لا تعرف حجم المعاناة التي يعانيها المواطن ووصل الحال إلي ماوصل إليه من تدخلات خارجية خطيرة تعصف بالوطن ، في ظل هذه الظروف يجب أن يكون هنالك حل من الشباب رغم أن جل الشباب منظم تحت رايات مختلفة كلها تحارب الكل وما يحصل في الجامعات خير دليل علي هذا التشرزم الذي أصابنا والبلاد تتأخر في كل شئ وتتوقف الحياة ويجب أن تكون لنا وقفة لأن الذي يطلق الرصاص لا يستطيع إيقافه .


هاشم محمد علي احمد