بلة الغائب والمشير (العايب) وحكاية وزير (الفياجرا) ! عبد المنعم سليمان

بلة الغائب والمشير (العايب) وحكاية وزير (الفياجرا) ! عبد المنعم سليمان


03-22-2014, 03:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1395500380&rn=0


Post: #1
Title: بلة الغائب والمشير (العايب) وحكاية وزير (الفياجرا) ! عبد المنعم سليمان
Author: عبد المنعم سليمان(بيجو)
Date: 03-22-2014, 03:59 PM

لم أُفاجأ بهوجة الدجل والشعوذة والضحك على الذقون وبطلها المشعوذ بدين الله الدجّال (بله الغائب) ، بقدر ما فوجئت بمقدار الإنحطاط الذي ضرب مُجتمعنا في ركبه المتيبسة أصلاً ، وتبلغ ذروة هذا الإنحطاط في إحتفاء رؤساء تحرير بعض الصحف وترويجهم للدجالين والمشعوذين ، في حين كان يفترض فيهم أن يكونوا مشاعلاً للنور والاستنارة ، لا مطبلين للظلام والظلاميين.

حزنت حقيقة لما آل إليه حال صحافة الخرطوم ، إذ خصصت عناوينها الرئيسة لخزعبلات المعتوه (بلة) عن الطائرة الماليزية ووجودها في (بلاد الجن الأحمر)! فكيف – بالله عليكم - يتصدر هذا الهراء عناوين صحافة تحترم نفسها وقارئها – لولا الإنحطاط والترذل - فماذا حدث لهم ؟ هل أصابهم (سحر) المُحتفى به ؟ أم أن صحافتنا أصبحت كما قال المفكر الليبي الصادق النيهوم : كشاعر القبيلة ، يذبح له المرء خروفاً ويعطيه عظمة الفخذ ، ويسقيه جرّة ماء ، ويتركه يمتدحه حتى يطلع النهار؟

ومنذ عهد سيدنا نوح عليه السلام وهاروت وماروت وتاريخ سيدنا سليمان مع سحرة فرعون ، وقصص سيدنا إبراهيم الخليل والصابئة من أهل بابل الذين كانوا يتخذون الكواكب آلهة لهم ، منذ ذلك الوقت لم يجد السحرة والمشعوذين مكانة وتعظيم في المجتمع كالذي وجدوه في عهد (سيدنا) البشير .

وشخصياً ليس لدىّ مانعاً في ركوب موجة الجنون هذه ، وتصديق هذا (الغائب) ليس لأن الغريق يتعلق بـ (بلة) ، بل لأنه سينقذ أرواحاً بريئة من بين ثنايا أنياب (الجن الأحمر) المسنونة ، ولكن بالضرورة – لا يمكن - أن يكون (الجن الأحمر) ساذجاً مثلنا ، فلن يقبل بالإفراج عن ركاب الطائرة دون أن تُقدّم له قرابين معتبرة مقابل ذلك ، لذا فإنني أرشح راعي السحر والسحرة في البلاد ، ليكون ذاك القُربان المعتبر الذي يتقرب به (بلة الغائب) من ملوك الجن الأحمر زلفى ! خاصة وأن لعمر لبشير قصة يجب أن تُحكى هنا للفائدة العامة :

في أكتوبر 2001م ، حلّ الرئىس السوري بشار الأسد ضيفاً على البلاد ، واستقبله المشير – كما تقتضة الأعراف البروتوكولية - في مطار الخرطوم ، حينها صرح وزير الخارجية آنذاك (مصطفى عثمان إسماعيل) للصحفيين قائلاً : إن السودان يُثمن ويدعم موقف سوريا في الصراع (العربي الاسرائيلي) . فماذا حدث بعد ذلك ، وكيف كان دعم حكومة عمر البشير للدور السوري ؟

في اليوم الختامي لزيارة الرئيس بشار الأسد وقبل أن يغادر عائداً إلى بلاده ، دعاه البشير إلى مأدبة لا تخطر على بال بشر ، وليمة أذهلت الرئيس السوري والوفد المرافق له ، لقد كانت وليمة من (أعشاب السحر) ، إنعقدت بمنزل وزير الصناعة آنذاك جلال الدقير ، الذي تبوأ أعلى المناصب نظير الخدمات الخاصة التي يقدمها لرئيسه المشير ، لم تكن الخدمات تقف عند حبات (الفياجرا) – الأصلية - التي ظل يقدمها الدقير لرئيسه بعد كل إياب من أسفاره الكثيرة ، ولكن كانت الخدمة المميزة التي تُفرح رئيسه (المهبوش) ، هي جلسات (الفكي) التي كان يجهزها بمنزله ، وفي ذلك يٌحكى أن مشعوذ الدقير قال لـ ( البشير) ذات جلسة أنه سيحكم حتى عام 2025 م ، ومُذ ذاك هام المشير حباً بالمشعوذ وبصائد المشعوذين (جلال الدقير).

في تلك الجلسة التي إلتأمت على شرف الضيف الكبير، قال المشعوذ لـ (بشار الأسد) ، الذي كان يجلس مذهولاً من خفة عقل نظيره السوداني وحكومته ، قال له : أن بلاده ستنعم بالإستقرار والرخاء في عهده ، وأن الفوضى والدمار سيلحقان بعدوه وعدوة الله ، (إسرائيل) . لم يهتم الضيف بشار بما قال المشعوذ ، وغادر مساء إلى بلاده حسيراً، كسيراً، وأسيفاً ، على هذه الزيارة ، ومشفقاً على شعب يحكمه (دجال ومشعوذ) ، لكن لم تمر ثماني سنوات على حديث المشعوذ إلى بشار حتى حدث العكس تماماً ، فعم الإستقرار ربوع إسرائيل ، بينما أضحت سوريا ، كما ترونها الآن !

إن الترويج لـ (بلة الغائب) كشف مقدار الخواء الثقافي والفكري الذي تعاني منه (النُخب) في بلادنا ، تلك النخب التي ظلت تُثبت لنا كل يوم أنها تعيش بلا مصدات (فكرية وثقافية)، ولا حتى (دينية إيمانية) تقيها عند المحن والكروب والشدائد ، كما كشف عن بؤس الحكومة التي ترعى رسمياً كرنفالات الدجل والشعوذة ومهرجانات الجنّ الجنون، فالإنقاذ التي ابتدرت شعاراتها (أيام كانت تدعي الجهاد) بكذبة من شاكلة أن الملائكة يخرجون من بين الأشجار ليحاربوا مع (المجاهدين) في الجنوب ، حتماً ستنتهي بمواطنيها رهائناً في بلاد الجن الأحمر!

ولا نملك هنا غير الإعتذار للإخوة العرب والأفارقة ، كا نعتذر لياجوج وماجوج وهاروت وماروت ، ولأهل الملايو وسكان بلاد السند والهند ونعتذر لبشار الاسد ، لكن إعتذرانا الأعظم نرسله للروائي السوري الكبير حيدر حيدر صاحب رواية : (وليمة لأعشاب البحر) التي قال فيها أن بعض الناس يهربون من الموت بالشهوة ، وننتهز الفرصة لنقول له أن حكامنا يهربون من الموت بالشهوة والفضيحة ، وكما قيل في تأويل المثل الشعبي : (الشهوة والفضيحة متباريات).

[email protected]