شوقى بدرى فى عيد الأم: أنا شوقي ود أمينة.. ولا فخر..! أنا شوقي ود أمينة.. ولا فخر..! بقلم:شوقي بدري

شوقى بدرى فى عيد الأم: أنا شوقي ود أمينة.. ولا فخر..! أنا شوقي ود أمينة.. ولا فخر..! بقلم:شوقي بدري


03-21-2014, 10:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1395438200&rn=1


Post: #1
Title: شوقى بدرى فى عيد الأم: أنا شوقي ود أمينة.. ولا فخر..! أنا شوقي ود أمينة.. ولا فخر..! بقلم:شوقي بدري
Author: شوقي بدرى
Date: 03-21-2014, 10:43 PM
Parent: #0

من أحب الموضوعات الى نفسى، الكتابة عن الأمهات كما طلب إبني وجدي الكردي، خاصة وأنا ككل السودانيين مثل (طه)، لي كثير من الأمهات، إشارة للمثل السوداني الشهير: (لحق أمّات طه!).. وطه (سيد المثل) تقول حكاياته إنه كان عنده تسعة من الأمهات: أمه وخالاته وأخواته الكبار، وحدث يوماً أن سافر طه وتأخر، حتى جزعت (أماتو) فذهبن بحثاً عنه ولم يعدن حتى كتابة هذه السطور..!
وكثير من فرسان السودان ورجاله المشاهير عرفوا بإسم امهاتهم، وفي السودان عامة وأم درمان خاصة كانت للأم أو النساء في الاسرة مكانة كبيرة جداً.
وأذكر في يونيو من العام 1966م عدت في عطلة من تشيكوسلوفاكيا، وذهبت لزيارة أخي لابي كمال إبراهيم بدري وزوجته وأمي الأخرى شقيقة والدتي (آسيا خليل). وصل القطار الى السوكي متأخراً بسبب الأمطار فوجدت نفسي أحمل حقيبتي منتصف الليل وليس هنالك مواصلات الى (شاشينا). فطرقت منزل عمنا (أبو شقة) الشخص الوحيد الي كنت اسمح عنه في السوكي وهو خال والدتي . فرد عليّ بعض النساء ، لعدم وجود الرجال: منو في الباب؟!
قلت في ثقة: أنا شوقي إبراهيم بدري..!
فجاء صوت حنون من الداخل يقول:
ـ (هـييييي.. ود أمينة بت زينب بت الحرم)؟!
بعد كل هذا، ألا يحق لنا أن نفخر بأننا في السودان (تربية أمهاتنا)، لأن المرأة هي التي تربي، وليس من شعب أوربي يشاركنا في ذلك غير الإيرلنديين، فالمرأة الايرلندية كثيرة الأطفال قوية الشخصية تدبر كل صغيرة وكبيرة فى حياة أسرتها، وهي متجردة تعطي روحها وجسدها وراحتها لابنائها، تماماً مثل المرأة السودانية التي تواصل كفاحها مهما كان الوالد سيئاً أو (سجماناً) فستنجح الاسرة . وإذا كانت الوالدة نفسها (سجمانة)، فعلى الأسرة السلام..!
وحين أفكر فى أمهاتنا السودانيات أعجب لطولة بالهن ومقدرتهن للتعايش مع ظروف الدنيا وتقبل الآخرين و(بلاوي) الطلاق، البعد والانفصال عن الزوج في بعض الاحيان.. وأفخر بمقدرة أمهاتنا على إسعاد الآخرين ولو على حساب أنفسهن. تماماً كوالدتي التي كانت تدير منزلاً يخرج من مطبخه (ثمانية صواني أكل) في وجبة الغداء . ويسكن فيه اربعة اجيال . ومنهم شقيقتي وابنائها الخمسة ، دون العاشرة . ولوالدتي خمسة اطفال هم كذالك دون العاشرة. والبيت ككل حيشان امدرمان لا يخلو من الضيوف . وفي كل حوش في امدرمان ملكة هي الام . تسأل عن كدارة الكورة والقميص المخطط ، وصابونة الحمام ، والطاقية الضائعة . وهي التي تحس الجميع بأنهم الشخص المميز والذي تحبه وكأنه ليس هنالك شخص سواه . وعندما تكون مجموعتنا قليلة فى وجبة الغداء مثلاً، كانت تقول أمي مستاءة:
ــ عقابكم وينو.. مالكم براكم الليلة؟! وكنا نأتي ياصدقائنا للسكن لفترات قد تطول. وكان بعض الاهل يرسل ابنائهم للسكن معنا وللدراسة . ولا تنقطع صلتهم بالمنزل .
في بداية التسعينات كان الاتصال تلفونيا بالسودان يأخذ اياما عديدة. وعندما نجحت اخيرا بالاتصال ، كانت المتحدثة سيدة قالت عندما سألتها من اسم اهل المنزل لان الصوت والهجة كانت غريبة . وردها كان ,,شن خبرني ,,. وقالت انها من ناس بحر ابيض وهي من اهل العرس . وعرفت من اختي نضيفة ان العرس كان عرس احد مجموعة من الاشقاء سكنوا معنا ودرسوا في امدرمان واغتربوا . وكنت اقول ما اروع امهات السودان . كانت قلوبهن بحجم الدنيا ، وكل الاولاد والبنات بناتهن واولادهن .
حتي في اوربا حيث تتوفر كل سبل الراحة والمواصلات ودور الحضانة والمدارس والعلاج ، تشتكي الامهات . وعملية الطبخ وتسخين الماء لاتحتاج لنفخ نار او احضار حطب . كما تشقي امهات السودان اليوم في معسكرات اللجوء ،وفي الفيافي . طوبي لامهات السودان .