خواطر الجمعة الثانية بالخرطوم كتب صلاح الباشا من الحلفايا

خواطر الجمعة الثانية بالخرطوم كتب صلاح الباشا من الحلفايا


03-14-2014, 06:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1394818809&rn=0


Post: #1
Title: خواطر الجمعة الثانية بالخرطوم كتب صلاح الباشا من الحلفايا
Author: صلاح الباشا
Date: 03-14-2014, 06:40 PM

* وبعد جهد جهيد وجدت زمنا للزيارات النهارية للاصدقاء في مقار عملهم ... وما احزنني انهم كووولهم منهزمين وممزقين برغم ما عليهم من باقي ترف * احبطني احدهم وقد كنت اساله عن سعر قطع الاراضي .. فكان رده : الناس كايسة تبيع وتتخارج وانت تريد ان ترمي بريالاتك ودولاراتك المحدودة في اراضي جرداء وخالية من الخدمات ؟ فتراجعت وفتر حماسي واكتفيت ببيتي في اسكان الصحفيين بالوادي الاخضر المخضرة شوارعه حقا .. وكل ما قمت به انني سددت سعره كاملا ونقلت ملكيته .. وفرحت جدا لانني اصبحت امتلك منزلا في ما تبقي من جمهورية السودان.
* كتت في حاجة ماسة لملاقاة اصدقائي وزملائي وزميلاتي في الصحافة السودانية الذين تقاسمت معهم الحلوة والمرة .. لكنني في كل مرة اتراحع عن الزيارة لانني لن اجد نادية عثمان مختار ولا فاطمة خوجلي ولا لبني عيسي ولا عوض محمد احمد ولا المثقف جدا احمد عبد المكرم ولا القاص الجميل زهاء الطاهر ولا الراقي جدا احمد عمرابي ولا اللغوي البارع عبدالله بلة . . فقد رحلوا في غيابي وتركونا للاسي والذكريات العطرة .. ولكن لابد من الزيارة ... فمعظمهم لا يزال يقبض علي جمر القضية .. برغم مسلسل البيع الذي ضرب المهنة في مقتل .. فمات البائع ومات المشتري ايضا.. وهرب منها القاريء الحصيف واكتفي بالنت .. ولا ادري لماذا يصر البعض علي اصدار صحف جديدة وعي كاسدة .. فهل السبب هو الاغتناء بعائدات اعلانات شركات الاتصالات برغم شبكاتها المهترئة ؟؟
* كنت في حاجة ماسة ايضا لملاقاة الوسط الذي اعشقه لانني شببت فيه منذ زمان ودمدني الثانوية في حقبة الستينيات من القرن الماضي .. وهو الوسط الفني الذي يهدي للناس كل جميل .. وفرحت حين علمت بتكريم اروقة لرائعات الابداع الغنائي ( البلابل) وقد عشت زمان القهم في بداية السبعينات وقد كنت في مرحلة الطلب الحامعي وكنت شاهد عصر علي ميلاد اغنياتهن وبروفاتها بنادي الفنانين القديم بجوار المسرح القومي والذي كان يجاور بيت والدهن الراحل الاستاذ عبدالمحيد طلسم .. وكنت حضورا لميلاد اشعار اغاني البلابل الاولي التي كتبها صديقي العريق اسحاق الحلنقي حين كان يعمل بمنوعات الاذاعة .. وكان صديقي التاريخي وصديق اخي الكبير الراحل حسن الباشا وهو ملحن اعمال البلابل الرائع جدا الموسيقار بشير عباس يبدع من اجل البلابل .. وكل كواكب الفن ساكون وعائلتي الجميلة حضورا معهم في حفل تكريم البلابل مساء الاحد بقاعة الصداقة وبالتالي ستعود بي الذكري لكل اشيائي الجميلة التي تركتها مذ تركت البلد قبل عامين وانا في سن المعاش .. لكنها الارزاق التي تاتي للانسان من حيث لا يحتسب .. ولله الحمد .. فقد تم فصلنا من شركات عديدة بالخرطوم لانها في تقديري لم تكن تتحمل الامانة والمصداقية في الاداء الوظيفي مهنيا.. لكنه الصبر علي المكاره .. وقد كان نتاجه حسن الجزاء الرباني في خواتيم عمرنا والحمد لله.
* وتبقي ودمدني مدينة الاحلام الجميلة في انتظاري قبل السفر .. فانا اشتاق لها وهي تعشقني حد الثمالة .. فلها اذهب لاتكيء في امسيات بركات وصباحاتها المشرقة برغم انني ساتمزق في كل زيارة لانني افتقد مشروع الجزيرة وحيوية بركات ... فلماذا اخذتم مشروعنا الاسطوري واستبدلتموه بمشروعكم الوهم .. (المشروع الحضاري).. وهذا مجرد سؤال يمتد عبر تاريخ السودان الحديث والقادم .. ولكننا سنتمسك بالصبر ونقول ( الله في ) .... والي اللقاء.