مدينـة أبيي (وريفها !) ..... التحديات المتجددة والكبيرة !!حامـد ديدان محمـد

بهـــدوء !
حامـــــد ديــــدان محمـــــد
[email protected]

مدينـة أبيي (وريفها !) ..... التحديات المتجددة والكبيرة !!
لم تجد أبيي حظها من التعريف (العقلاني) رغم تدويلها ! فقد ذهب بها (قلة) من أبنائها إلى شواطئ مظلمة وهم يدعون العلم بالقضية ... إجهضوا (ولادة المحنة) التي كانت طبيعية وسوية وجاءوا (بولادة قيصرية !) شاذة !.. هم في ذلك – القلة القليلة تلك – يتناسون المحطات التاريخية والبشرية والإجتماعية لمنطقة أبيي ... تناسوا – رغم علمهم – أن ذلك يأتي (طوعاً) ودون أجر لمصلحة مخططات إستعمارية . نعم ، إستعمارية ، إقليمية ودولية ، لا تريد لإنسان – ما أسموه – العالم الثالث ، أن يهنأ أو يعيش بسلام حتى في أرض أجداده ... تمر المسألة هكذا ، ليتجرع أبناء مدينة أبيي وريفها (حنظلاً) يتعذر إبتلاعه ... ولنرى ذلك فيما – حاولنا – أن نعرض القضية في قالبها الفطري والطبيعي وتسلق سلماً جديداً يصعد بنا إلى بر الأمان !.. نحن نقول فقط: أن تُقرأ الحكاية بعقل جديد وواعٍ كلية ... كيف ذلك ؟
إن الإجابة ليست صعبة إذا أدرك أبناء أبيي من دينكا نقوك أنهم قتلوا ويمثل بهم !.. هم ذهبوا بعيداً بفعل المستعمر الإقليمي والدولي إلى أرض أخرى هي دولة جنوب السودان تلبيةً لشعارات جوفاء مثل: حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان ... وهذا يفهم منه تحرير كل السودان ، ولكن ممن ؟! هل يقصد به مثلاً إقتلاع منطقة أبيي وساكنيها من الدينكا والمسيرية إلى هناك !.. لتنعم أمريكا ... أمريكا وحدها وهي المجتمع الدولي الأن ! وذلك منذ أن ذهب ما كان يعرف بالإتحاد السوفيتي الشيوعي وإلى غير رجعة .. نسيت ! وراء أمريكا حليفتها المدللة جداً(إسرائيل !) وإذا عرف هؤلاء – القلة من أبناء نقوك – أن هذا ليس حلاً ولن يكون حلاً يذهب بالجميع إلى بر الأمان وذلك أبد الآباد !


فقبيلة المسيرية (شريك قوي وحقيقي) لدينكا نقوك في منطقة أبيي ، رضي هؤلاء أم أبوا ! ولن ينام (المحتلون !) من جيش الحركة الشعبية والمجتمع الدولي والإقليمي بهدوء وأحلام وردية في منطقة أبيي ولو سطوا عليها بالقوة !.. هذا جدلاً ... نرجو أن يعيهِ الكل ... فالأمر يحتاج وبضرورة بالغة أن يغير هؤلاء عقليتهم ونظرتهم تلك وهم يعالجون مشكلة أبيي . فقد تعايش المسيرية ودينكا نقوك منذ مئات السنين وتزاوجوا ولكن ! يجب أن نتخطى السؤال وهو: من جاء أولاً؟.. ومن جاء ثانيةَ ؟.. التاريخ يفسر ذلك .
صحيح أن الرئيس سلفاكير ميارديت قد فطن لهذا المخطط الخبيث وسار بجدية نحو قرأءة واقعية جديدة لهذه المسألة (العويصة !) ونعلم – كلنا – ماذا جرى لدولة جنوب السودان وهي (تُبعد) الشواذ من أبناء دينكا نقوك وأخرون مثل باقان أموم وهو الوقود الحقيقي لنار الفتنة والتي تشتعل حتى الأن بين الجنوب والشمال !.. ثم (الدجال !) رياك مشار ! ولكن ، من يمنع فرانسيس دينج مجوك من تحريك ملف القضية بإسم الأمم المتحدة ؟.. إن فرانسيس يعرف تماماً أنه (خادم مطيع !) لأسياده الأمريكان وغيرهم !
جاء إلى أبيي (نفير أممي !) من الأحباش فيما يعرف دولياً وبإختصار (كوميسا) بغرض حفظ النظام والأمن في تلك المنطقة المنكوبة ، ريثما (تتسبك الطبخة !) ويحين أُكلها وتذهب أبيي وريفها – والذي يشمل قبائل المسيرية – أن تذهب تلك الأرض إلى دولة الجنوب ويقذف بالمسيرية إلى قارعة الطريق !.. هذا هو المخطط الإستعماري الإقليمي والأممي وما يرمي إليه !
نحن نعلم أن لأبيي إدارية ذات شقين(شمالي وجنوبي) لإعمار المنطقة حتى(يقع !) حلاً لها . ونعلم أيضاً أن دولة السودان (مشغولة جداً) بالداخل والخارج ، فالعلاقات المتأزمة بين الحكومة والمعارضة وحالة الحرب الداخلية والأزمة المعيشية والإقتصادية السيئة والتي (تلف البلد) منذ زمن ليس بقصير ... هذا داخلياً ... وخارجياً فإن العلاقات السودانية ليست (جيدة) وخاصة مع الغرب الأمريكي ... نحن نعلم ذلك ، ولكن ، مع ذلك نلفت نظر (القائمين بالأمر في الخرطوم) أن هنالك (مياه آسنة) تجري تحت شجرة أبيي . ومن ذلك : في يوم الخامس والسادس من يناير الماضي لعام 2013م ، هاجم مسلحون فرقان

المسيرية وهم في مرعاهم بالقرب من مدينة (ماكير) ولكن دون وقوع أضرار بشرية ... وفي يوم الإثنين الموافق 3/2/2014م هاجم مسلحون من الجيش الشعبي المسيرية في منطقة (اللُكي) وكان نتيجتها كسر ذراع مواطن من المسيرية وهو الأن طريح الفراش بمستشفى كادقلي العسكري ، والقوات (الحبشية) الأممية ترى وتسمع ! مما أجبر المسيرية وهم: إمارات أولاد كامل ... إمارات المزاغنة ... إمارات الفضلية وإمارات أولاد عمران إلى التراجع من منطقة (اللُكي) بإتجاه الشمال ... تلك القبائل تملك ما يقدر بأكثر من عشرة ألف رأس من الماشية خلاف الضان والماعز ... ذهبوا بعيداً ... لماذا !
يقولون: أن القوات الأممية (الأحباش) تحرم عليهم حمل السلاح بينما يسير الدينكا بأسلحتهم في كل شبر من منطقة أبيي ؟!
نحن هنا نتوجه – وبالصوت العالي – إلى حكومتنا في الخرطوم ممثلة في إدارية منطقة أبيي أن تجيبنا عن هذا السؤال: لماذا يحرم المسيرية من حمل السلاح ولا يوجد من يحميهم والدينكا يحملونه ؟! ثم ... ما دور القوة الاممية في أبيي؟ ... هل تحمي فقط الدينكا ؟!... تساؤلات نطرحها – والوقت لاينتظر – ونأمل الإجابة عليها وفتح نوافذ قضية أبيي ليتجدد الهواء ويتنفس الكل ... نأمل من القلوب الرحيمة التكفل بعلاج المواطن المسيري والذي يرقد بمستشفى كادقلي العسكري .
وإلـــــــــى اللقـــــــــــاء ،،،،،