"النجيضة" عند الترابي!/حافظ أنقابو

"النجيضة" عند الترابي!/حافظ أنقابو


01-30-2014, 05:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1391097784&rn=0


Post: #1
Title: "النجيضة" عند الترابي!/حافظ أنقابو
Author: حافظ أنقابو
Date: 01-30-2014, 05:03 PM

كلمة حق
حافظ أنقابو
انتظر الشارع السوداني بشغف وحذر خطاب الرئيس البشير الذي ألقاه يوم الثلاثاء الماضي، وتحدثت الأوساط السياسية والاعلامية عن "مفاجأة" سيقولها الرئيس للشعب السوداني وفسر كل المفاجأة على ما يريد ويتوقع من حلول يمكن أن تفضي إلى نتائج تكون متنفسا للاحتقان السياسي الاقتصادي الذي أصاب البلاد والعباد.

أول من صرح عن المفاجأة هو الرئيس السابق للبرلمان أحمد إبراهيم الطاهر خلال حفل تكريم المغادرين للجهاز التشريعي .. ثم الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي في ندوته الأخيرة..

لم أتحدث عن مفاجأة كما يتحدث الناس ويتوقعون .. وعندما يسألني الآخرين عن توقعاتي لمفاجأة الرئيس كنت أرد بأن المفاجأة هي "عدم المفاجأة" .. المفاجأة عندي ليست في محتوى الخطاب .. بل هي فيما يليه من أفعال .. فالأيام القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت على المستوى السياسي والاقتصادي .. خلال المرحلة المقبلة سنشهد الكثير المثير.. فقط تمهلوا.

الخطاب الطويل ذو اللغة الفخيمة هذا .. لم يفهمه كثيرون.. وأحبط الكثيرون الذين ظلوا يترقبونه بحذر ..خاصة الذين استصحبوا تنبؤات أستاذي عثمان ميرغني التي كتبه يوم الخميس الماضي متحدثاً عن حل البرلمان والحركة الاسلامية وتشكيل لجنة للدستور وتكوين حكومة انتقالية.. هذه التوقعات ليست مستحيلة لكنها لن تأتي في يوم واحد.. ولا يستطيع المؤتمر الوطني أن يجري المؤتمر الوطني أن يجري هذه العملية الجراحية دفعة واحدة حتى وإن كان زعماء الصف الأول خارج الجهاز الحكومي..

الحوار السياسي الذي دار خلف الكواليس بين المؤتمر الوطني والأحزاب التي حضرت إلى قاعة الصداقة يحمل في طياته الكثير.. قطعا لن أن يأتي الشيخ حسن الترابي إلى حضور خطاب الرئيس دون وجود اتفاق مسبق.. فالشيخ هو الأقرب من المؤتمر الوطني ويعرف كيف يتعامل مع هذه الملفات بحكم العشرة القديمة..

ظهر الترابي في قاعة الصداقة وهو ما لا يتوقعه الكثيرون.. وكان متابعاً لخطبة الرئيس دون أن تبدو عليه علامات استغراب أو دهشة.. ذلك يدل على أن الرجل يعلم ما يدور وما سيحدث .. فالرجل ظل صامداً في صفوف المعارضة لما يقارب الخمسة عشر عاماً ومعروف عنه أنه لا يقدم على فعل أي شيء دون أن يضمن النتائج.. وما تحبل به الأيام القادمة.. فلا يعقل أن يضحي بكل سنوات التعاقد دون أن يمتلك ضمانات.

هذا العام سيكون مليء بالمفاجآت.. وأقول لمن خاب ظنهم في مفاجأة خطاب المشير .. انتظرو القادم .. و"النجيضة" عند الشيخ حسن الترابي.


عن صحيفة السوداني