نحن لسنا غرباء (Aliens) يا سيادة وزير الداخلية وياسعادة مدير عام الشرطة بروفسور/ توماس توفيق جورج

[email protected]
نحن الذين يحملون أكثر من جواز سفر وجنسية (الجنسية المزدوجة) سودانيون بالميلاد أباً عن جد ولا يجوز إطلاقاً تسميتنا بالغرباء (Aliens) في سجلات ادارة الهجرة والجوازات. فقبل الدخول في لب الموضوع، يا سيادة وزير الداخلية وياسعادة مدير عام الشرطة، أرجو أن أسرد الحوار الآتي الذي كتبه أحد الزملاء الذين يحملون الجنسية المزدوجة بعنوان: "مهداة إلى كل من أجبرته الظروف أن يحمل أكثر من جواز سفر وجنسية":
• كنت عائداً بسيارتي من أمريكا إلى كندا حيث إقامتي، وعلى الحدود أعطيت جواز سفري الكندي إلى الموظفة ففتحته وقرأت مكان الولادة السودان، فقالت: كيف السودان؟ فقلت بخير .. ونرجو من الله أن يبقى بخير.
• منذ متى وأنت تعيش في كندا؟
• ...- أنهيت لتوي السنة العاشرة
• متى زرت السودان آخر مرة؟
• منذ ثلاث أعوام
• فنظرت إلي وهي تبتسم وسألتني: من تحب أكثر السودان أم كندا؟
• فقلت لها: الفرق عندي بين السودان وكندا كالفرق بين الأم والزوجة.. فالزوجة أختارها.. أرعب بجمالها.. أحبها.. أعشقها.. لكن لا يمكن أن تنسيني أمي.. الأم لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها.. لا أرتاح إلا في أحضانها.. ولا أبكي إلا على صدرها.. وأرجو الله ألا أموت إلا على تراب تحت قدميها.
• فأغلقت جواز السفر ونظرت إلي باستغراب وقالت: نسمع عن ضيق العيش في السودان فلماذا تحبه؟
• قلت: تقصدين أمي؟
• فابتسمت وقالت: لتكن أمك..
• فقلت: قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجر الطبيب، لكن حنان أحضانها وهي تضمني ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني.
• قالت: صف لي السودان
• فقلت: هو ليست بالشقراء الجميلة، لكنك ترتاحين إذا رأيت وجهه.. ليس بذات العيون الزرقاء، لكنك تشعرين بالطمأنينة إذا نظرت إليه.. ثيابه بسيطة، لكنها تحمل في ثناياها الطيبة والرحمة... لا يتزين بالذهب والفضة، لكن في عنقها عقداً من سنابل القمح تطعم به كل جائع!
• أعادة إلي جواز السفر وقالت: أرى السودان على التلفاز ولكني لا أرى ما وصفت لي..!!
• فقلت لها: أنت رأيت السودان على الخريطة، أما أنا فأتحدث عن السودان الذي يقع في أحشاء قلبي..
• أرجو أن يكون وفاؤك لكندا مثل وفائك للسودان.. أقصد وفاؤك لزوجتك مثل وفائك لوالدتك
• فقلت لها: بيني وبين كندا وفاء وعهد، وأنا لست بالذي لا يفي عهده، وحبذا لو علمت أن هذا الوفاء هو ما علمتني إياه أمي.
ما سلف ذكره، حب الوطن، السودان الحبيب، ليس لكاتب هذا الحوار فقط بل لكل مواطن سوداني آخر يحمل أكثر من جواز سفر وجنسية بحكم أن حكومة السودان وحكومة كندا يعترفان بالجنسية المزدوجة. وبما أني أحمل الجنسية السودانية بالميلاد والكندية وأيضاً جواز سفر سوداني وكندي، أرجوا أن أشيد بالمجهود الذي بذل من قبل المسئولين في حكومة السودان لإصدار بطاقة الجنسية المزدوجة والتي سهلت لحاملها الحصول على تاشيرة دخول السوداني لمدة خمس سنوات دون تكبد مشاق الحصول على تأشيرة الدخول (visa) من السفارة السودانية بالبلد الثاني للمواطن حامل الجنسية المزدوجة.
وجدير بالذكر أن البطاقة المشار اليها مكتوب باللغة الانجليزية الآتي:
Alien of Sudanese Origin Passcard
وباللغة العربية:
حامل هذه البطاقة يتمتع بالآتي:
وعليه أرجوا أن اقترح تغيير الصيغة أعلاه كألآتي:
I.D. for Sudanese National Holding Dual Citizenship
وباللغة العربية:
بطاقة مواطن سوداني يحمل جنسية مزدوجة.
وفي الختام، أرجوا أن اوكد للمسؤولين في حكومة السودان والقارئ الكريم بأن ما ذكرته أعلاه هو نقد بناء فأرجوا العمل به وللأوطان في دم كل حر يد سلفت وديناً مستحق ووطني لو شغلت بالخلد عنه .... نازعتني اليه في الخلد نفسي.
والله ولي التوفيق ،،،

مستشار مصائد وتربية الأسماك
كلية التقانة الزراعية وعلوم الأسماك
جامعة النيلين – الخرطوم
www.tilapiamiracle.com
Tel: 0964226164