من يان كامبرت إلي الاستاذ محمود محمد طه عادل عثمان عوض جبريل لندن ايسلنجتون

من يان كامبرت إلي الاستاذ محمود محمد طه عادل عثمان عوض جبريل لندن ايسلنجتون


01-19-2014, 01:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1390092825&rn=0


Post: #1
Title: من يان كامبرت إلي الاستاذ محمود محمد طه عادل عثمان عوض جبريل لندن ايسلنجتون
Author: عادل عثمان عوض جبريل
Date: 01-19-2014, 01:53 AM

.


[email protected]


الان ارى النهار يبزع
و تنبسط الحواجز الحديدة العاليه .
يالهي، اجعل موتي خفيفاً ،
وان اخطأت ذات مرة ،كما
يخطأ كل من يواجه الموت ،فأغفر لي،
لكن امنحني نعمة الموت
كما ينبغي لرجل ان يسير
مرفوع الهامه الى فصيلة الاعدام .

تعتبر قصيدة يان كامبرت(1902-1943) قصيدة لثمانية عشر محكوم بالاعدام من اشهر أشعار المقاومة في الادب الهولندي و التي كتبها خلال فترة سجنه في معتقل ألماني نازي أثناء الحرب العالمية الثانية حيث قضي نحبه في المعتقل
تأثرت الحركة الادبية و الثقافية الهولندية كثيرا بالحرب حيث سجن العديد من المثقفين و المبدعين و توفي الشاعر الكبير مارسمان غرقا اثناء محاولته الفرار الي بريطانيا أما الشاعر أدغار دوبيرن فمات منتحرا عند سماعه إجتياح القوات النازية لهولندة
يان كامبرت يهدي بكل حب و عرفان الاستاذ محمود محمد طه
هذه القصيدة و يضع علي قبره أجمل ورود هولندة




قصيدة لثمانية عشر محكوم بالاعدام

يان كامبرت Jan Campert
(1902-1943)

حجرة طولها مترين
وعرضها بالكاد مثل طولها
لكن تلك الحفرة التي حفرت في مكان ما
ما زلت اجهله
ضيقة وقصيرة
حيث مرقدي الاخير
مع رفاق نكبتي
نبات سوية بلا هوية :
كنا ثمانية عشر شخصاً على قيد الحياة
لكن بعد حين لن نرى غروب الشمس .
اييييه من عذوبة نور بلادي
اييييه من سواحل هولنده الحره
التي امست فريسة للعدو ،
كيف يتسنى لي ان انعم بالهدوء ؟
حتى لو كنت صادقا ووفيا
ما الذي بوسعك ان تقوم به في هذه المحنة ؟
امنح ولدك وزوجتك قبلة
وانطلق الى النضال من اجل قضية سامية.
لن أتجاهل الخطر الذي يحيق بي
ولا الغضب والالم الذي احتبسه في داخلي،
قلبي هو حافزي ومرشدي
لا اقوى ان اكبح نفسي ،ولا حتى الموت،
اعلم علم اليقبن ان من واجبي
ان اكرّم بلدي
فالحرية طريقها شاق
كيلا اشعر ان كرامتي مهدده
حينما ينوي ذلك الهمجي اغتصابها .
لنمنع قصف المدفع القاتل ،
كيلا تمسي هولنده الرقيقه الوديعه
سجينة طائر شرس ،
قبل ان يتبجح الالمان بخطاباتهم
انهم وضعوا امتي في طوق ،
وقبل ان ينهبوها جزء جزء
كأي لص مبتذل.
عازف ناي برلين يعزف بمزاجه
ليستدعي الفئران الاوروبيه ،
لكن رجال الحق
رفضوا عرضه...
سأفارق الحياة يوما ما،
ولن ارى رفاقي
ولن اقاسمهم الخبز والحليب
لتحفظ ذاكرتك بوفاء
ثمانية عشر رفيقاً واجهوا الموت
ولا تنسى تلك التضحية
بأصرارهم وموتهم ،
نحيا اليوم
ولدينا وطن وشعب :
سنواصل كل يوم ، والى الابد
وستمضي كل غمامة ، وكل محنة .
الان ارى النهار يبزع
و تنبسط الحواجز الحديدة العاليه .
يالهي، اجعل موتي خفيفاً ،
وان اخطأت ذات مرة ،كما
يخطأ كل من يواجه الموت ،فأغفر لي،
لكن امنحني نعمة الموت
كما ينبغي لرجل ان يسير
مرفوع الهامه الى فصيلة الاعدام .