ظاهرة تأمرك اليسار السوداني: حيدر إبراهيم نموذجا! محمد وقيع الله

ظاهرة تأمرك اليسار السوداني: حيدر إبراهيم نموذجا! محمد وقيع الله


01-08-2014, 05:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1389198454&rn=0


Post: #1
Title: ظاهرة تأمرك اليسار السوداني: حيدر إبراهيم نموذجا! محمد وقيع الله
Author: محمد وقيع الله
Date: 01-08-2014, 05:27 PM

ظاهرة تأمرك اليسار العربي، الذي كان يمتهن العداء للولايات المتحدة والهجوم الإعلامي على سياساتها، ظاهرة حيرت البعض ممن يكتفون برؤية سطوح الأشياء.
وقد استبدت الحَيرة بالكثيرين من نمط السلوكيات الطفيليلة لبعض الشيوعيين الذين غدوا يغرفون من أموال المنظمات الاستخبارية الأمريكية بغير حساب.
والمثل المضروب عند الكثيرين هو مثل الطفيلي والانتهازي اليساري الأكبر الدكتور حيدر إبراهيم علي.
فهو شخص لا قشَّة مرَّة عنده على الإطلاق.
وله شهية لالتهام المال بتلذذ بالغ دون أن يسأل عما إذا كان حلال أو حراما ولا يسأل من أي جهة جاء.
وهو في شرهه للمال الأمريكي، الذي لم يشبع منه طيلة عقدين ونيف من الزمن، على استعداد كامل لبيع نفسه، وعلى الأقل تأجيرها لحقب مفتوحة قابلة للتمديد، لتنفيذ أي أجندة أمريكية مشبوهة على المستوى الثقافي في الوطن السوداني.
وهو على ضآلة قدراته وإمكاناته الفكرية والثقافية واللغوية يتباهى بأن الأمريكيين لم يعثروا على عميل ثقافي سوداني أفضل منه.
ولذلك صبُّوا في رُدنه العطايا والأموال.
وزعم أن الأمريكيين هم الذين يتساعوْن إليه مهرعين وأنه لا يتساعى إليهم مهرعا!
وأنه هو الذي يفرض شروطه عليهم فرضا ولا يفرضون هم عليه شرطا ولو يسيرا.
بمعنى أن الأمريكيين أصبحوا أضعف منه بما لا يقاس.
أو أنه أضحى أقوى منهم وأشد بأسا.
أو أن الأمريكيين أمسوا في منتهى الدهر شيوعيين مثله أم كادوا يكونون!
وتفرغ حيدر بالتالي لعرض خدماته الفكرية والثقافية وترويجها بينهم.
مع المبالغة في إثبات جدواها ونفعها لصالح المشروعات الأمريكية.
ولم ير حيدر بأسا ها هنا في استخدام كافة وسائل التدليس والزييف والتزوير كما فعل في مشروع دراسته التي قدمها إلى جون قرنق لكي يوظف إحدى منظماته في خدمة مشروعه وهو مشروع أمريكي في الأصل.
ولسنا نعلم الكثير عن تاريخ حيدر إبراهيم علي غير هذا الفصل المستمر الذي يكرس فيه هذا الشيوعي الكبير (عُمُرا!) نفسه لخدمة الأمريكيين.
ونرجو أن يهتم طالب علم مثقف نابه مجد بتتبع أوطاره وأطواره في دراسة دكتوراه ناضجة يجعله فيها دراسة حالة تطبيقية لموضوع العمالة الفكرية الثقافية الشيوعيىة للجانب الأمريكي.
وسيجد هذا الطالب النابه عونا فائقا من إضاءات حالات أخرى كثيرة ليساريين عرب وغير عرب بذلوا أنفسهم أو ابتذلوها للمهمة ذاتها.
وقد احتوى هذه الحالات الكتاب المنير الذي ثابرت على تكوين فصوله وتدبيج سطوره الباحثة فرانسيس ستونر سوندرز والذي صدر قبل سنوات باللغة العربية بعنوان (الحرب الباردة الثقافية).
وهو الكتاب الذي أكد بالوثائق الدامغة أن المخابرات الأمريكية نشطت منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي على تشجيع موجة الحداثة الثقافية في العالم العربي انطلاقا من بيروت.
وأنشأت لذلك كلا من مجلتي (حوار) التي رأس تحريرها الدكتور توفيق صائغ، و(شعر) التي رأس تحريرها الأستاذ يوسف الخال.
وقد انحصر توجه هاتين المجلتين في محاصرة الاستلهامات صحيح للتراث الإسلامي في مجالات الفكر والأدب والفن.
وترويج مشروعات حداثية تنويرية تستلهم الفلسفة الغربية على اختلاف توجهاتها بين الماركسية والوجودية والتجريبية والبراغماتية واللا أدرية وغيرها.
وكان من أوائل من اكتشفوا زيف هذا المشروع المؤسس من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ممثلة في مؤسسة فورد، ومنظمة حرية الثقافة، هو الدكتور يوسف إدريس، رئيس تحرير مجلة (الآداب) البيروتية، ذات التوجه اليساري المنفتح.
ولذلك رفض أن يتلقى رشوة مالية في هيئة جائزة ثقافية من مجلة (حوار) التي تأكد فيما بعد ارتباطها بالمخابرات الأمريكية.
وكان من أوائل من اكتشفوا عمالة مجلة (حوار) للاستخبارات الأمريكية الشيوعي المصري المعروف الدكتور غالي شكري.
الذي كتب إثر اكتشافه سر العمالة خطابا إلى صحاب (حوار) الدكتور توفيق صائغ يقول له فيه:
" يا لضيعة العمر فبعد كل الشقاء والعذاب والحرمان وأسوار المعتقلات أراني في لحظة واحدة أنني أكلت خبزي، وأكل أولادي معي، من الكتابة في مجلة يمولها الاستعمار! ".
وقد شاء غالي أن يخفف صفة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بصفة معممة فضفاضة ملطفة هي صفة الاستعمار.
وهذا شأن اليساريين والشيوعيين ومكرهم في تلطيف خطوبهم وذنوبهم بهذا الأسلوب الختَّال!
وإذا صدقنا أن غالي شكري ما كان يعرف أسرار تلك المكيدة في منتصف ستينيات القرن المنصرم، فهل نصدق أن الدكتور حيدر إبراهيم علي ما تزال تنطلي عليه أسرارها، وتستغلق عليه خباياها، وأنه ما يزل مستغفلا بها كما كان غالي شكري وآخرون؟!
كلا!
فإنه عالم بالأمر وخباياه ووالغ به وراتع في رفده الذي لا ينقطع.
وحفاظا على سرِّه واستئثارا بدرِّه فهو يغلق مركزه، المسمى مركز الدراسات السودانية، على نفسه كأنه شركة خاصة محدودة وما هو كذلك.
ولا يكاد يشرك في أسرار إدارته أحدا.