من بركات مانديلا! هاشم كرار

من بركات مانديلا! هاشم كرار


12-11-2013, 03:16 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1386728162&rn=0


Post: #1
Title: من بركات مانديلا! هاشم كرار
Author: هاشم كرار
Date: 12-11-2013, 03:16 AM

من بركات مانديلا! هاشم كرار


..... وتلك أيضا، من بركات مؤسس مفهوم الحقيقة والمصالحة.

لا. لم تكن مصافحة لا تخطئها العين، ومئات الملايين من العيون،

كانت تتابع مراسم حفل تأبين مانديلا، في سويتو.

كان ثمة مطر.. وكانت السماء، لكأنما بهذا المطر تشارك العالم كله،

هذا التأبين الأسطوري، لواحد من أعظم رسل الأرضين السبع.

المطر يغسل،

والقلوب، تغتسل بالتعالي عن المرارات القديمة.. وتتعالى بالصفح الجميل،

وأخير الناس- بين الناس للناس، من مدّ الكف بالسلام، برغم العداوة!

مدّ اوباما يده اليمنى، بالسلام، وراح يشد على كف راوول كاسترو، الرئيس الكوبي،

برغم القطيعة التي استمرت منذ العام 1961، بين أمريكا وتلك الدولة التي فيها خليج الخنازير!

لم أكن في هافانا، قريبا جدا، من كاسترو، لكني تخيّلته.. تخيّلته يفرك عينيه، وهو بين مصدق ولا، وملايين العيون في القبل الأربع، تشاهد المشهد: مشهد قلب يغتسل بالتعالي، عن المرارات القديمة!

تخيلتُ نفسي أسمعه، وهو يقول بيينه وبين نفسه- بذات الكوبية التي كان يشتم بها الامبريالية العالمية- " أوه ماكنتُ أظن نفسي أحيا، إلى زمن، أرى فيه الرأسمالية اللعينة، تتغيّر!"

العالم، يتغيّر منذ أن دخل هذا الأسود الذي يميل بظهره- حين يمشي- قليلا إلى الامام، البيت الأبيض، وإلى جانبه ميشيل وصغيرتين، لتقول امريكا للعالم كله، بالفم المليان، أن حلم مارتن لوثر كنغ، قد استحال أخيرا إلى واقع!

تلك كانت- أيضا- من بركات مانديلا، الذي ابتسم يومذاك، وهو يرى أجمل ماغرسه،

في ضمير شعبه، يمتد إلى ضمائر بعيدة، ويؤتى أكله الطيب حتى في الدولة التي كان فيها العبيد، مجرد هوام!

الحقيقة والمصالحة، صدقة جارية..

وخير ماتصدّق به أوباما، قبل أن بعتلي المنصة، في سويتو، هو انه مدّ الكف بالسلام، وهو ماكان ليمكن أن يفعل ذلك، لولا، تلك الصدقة التي راحت تجري في دمه، منذ أن استلهم تعاليم الرجل الذي خرج من ظلام أشهر زنزانة في التاريخ،

إلى كرسي الرئاسة، وقلبه قد تصالح حتى مع سجانه!

اعتلى اوباما المنصة، ليقول: مسيرة مانديلا، هى التي جعلتني رئيسا لأمريكا، وجعلتني أرغب في ان أكون رجلا فاضلا!

الرجل الفاضل، هو الذي يمد الكف بالسلام، برغم العداوة..

أجل.. بالفضيلة، يتغيّر العالم أكثر.. ولكن هذه المرة باتجاه الانسان، ذلك المجهول.