دولة إسلامية لله يا محسنين/حسن محمد صالح

دولة إسلامية لله يا محسنين/حسن محمد صالح


12-07-2013, 07:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1386440161&rn=0


Post: #1
Title: دولة إسلامية لله يا محسنين/حسن محمد صالح
Author: حسن محمد صالح
Date: 12-07-2013, 07:16 PM

الإحتفال بقيام أول دولة إسلامية في السودان قبل مئة عام في منطقة قري
شمال الخرطوم بحري هو جزء لا يتجزأ من حالة الولع بالدولة الإسلامية وما
أكثر الدويلات التي أطلقت علي نفسها إسلامية في عامنا العربي والإسلامي
قديما وحديثا وهي في حقيقيتها دولة مسلمين وليست دولة إسلامية والفرق بين
دولة المسلمين والدولة الإسلامية شاسع وكبير وهو كالفرق بين الدولة التي
أقامها الرسول صلي الله عليه وسلم والدولة الأموية أو العباسية أو
المهدية في السودان أو مشيخة العبدلاب التي نحتفل بها اليوم ونحن لانلوي
علي شئ ولو التفكير في هذا الفرق الهائل بين أن يكون الإسلام اقام دولة
لم تتكرر إلي يومنا هذا وأن جماعة من المسلمين أقاموا دويلات وسلطنات
وممالك ينطبق عليها ما قاله الشاعر تعليقا علي هذه الدويلات :
ألغاب مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي إنتفاخا صولة الأسد
*فدولة الإسلام التي قامت في الجزيرة العربية علي يد الرسول الكريم
وأمتدت من بعده إلي بلاد فارس والروم علي يد الخلفاء الراشدين تلك
الدولة هي التي غيرت حال العالم كله من الكفر إلي الأيمان ومن الظلم إلي
العدل ومن التفلرقة بين الناس بسبب ألوانهم وأنسابهم إلي المساواة في
كافة الحقوق والمساواة أمام القانون أرست قيمة الشوري بعد أن كانت الكلمة
الأولي والأخيرة لسيد القوم ورأس الدولة وشيخ القبيلة الذي يأمر وينهي
ولا أحد يعقب علي ما يقول وقد كانت ردة فعل سادات قريش عنيفة عندما رأوا
دولة الإسلام تعظم من شأن العبيد والرقيق وتعلي من مكانة المرأة في
الشوري والميراث وتبسط الحرية للجميع لدرجة أن الإنسان مخير بأن يؤمن أو
يكفر علي أن لا يفرض أحد رأيه علي أحد .
*أما دولة المسلين هذه تتكرر كل خمسمائة عام وأحيانا تتكرر كل مائة عام
وأحيانا كل عشرة أعوام وكلنها غير مستوفية للشروط ولا ينطبق عليها
المعيار المطلوب لقيام دولة إسلامية فقد جاء العباسيون بدولة بني العباس
والأمويون بدولة بني امية والعلويون بالدولة العلوية الفاطميون بالدولة
الفاطمية والعثمانيون بالدولة العثمانية وكان من بين قادة هذه الدول
أصحاب النبي محمد صلي الله عليه وسلم مثل معاوية بن أبي سفيان الذي كان
من كتاب الوحي ولكن الدولة التي أقامها بنو أمية هي دولة مسلمين وليست
دولة إسلامية فقد حول المسلمون الأمويون الخلافة الراشدة إلي ملك عضود
ومن الصدف أن الدولة التي نحتفل اليوم بمرور خمسمائة عام علي قيامها في
قري وسنار كانت قيادة هذه الدولة ممثلة في ملوك الفونج تنتسب إلي بني
أمية وإلي الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان شخصيا فكان الفونج يدعون
أنهم من سلالة معاوية إبن أبي سفيان
*وكانت هذه الدولة من بدايتها إلي نهايتها دولة مسلمين وليست دولة
إسلامية والعنصر الغالب عليها هي شجاعة مؤسسي هذه الدولة وإسطوريتهم في
القتال وخاصة الأمين ود مسمار الذي عرف بأنه وأبناؤه يصدون الجيوش
الجرارة ولكن من حاربت هذه الدولة ونازعت وأنتصرت عليهم في بداية الأمر
( هي قبيلة اللعنج)المسلمة بقيادة شيخها حسب الله وقضت هذه الدولة كذلك
علي دولة مسيحية مهمة هي دولة علوة في ما عرف في التاريخ ((بخراب سوبا
))ومقتل زعيم مملكة علوة وإسمه علوة .... .ومن تصدت لها هذه الدولة في
مقبلات الأيام هي أقاليم السودان في كردفان ورمزيتها في محمد أبولكيلك
ودارفور التي إستطاعت أن تخضع هذه الدولة لمدة من الزمن بقيادة أحد
سلاطين الفور الأقوياء وهو السلطان عبد الرحمن بحر الدين حفيد السلطان
سليمان سولونج . ولو أننا نظرنا إلي آخر هذه الدولة وليس أولها لوجدنا
الأمر مختلف ولتبين لنا تماما كونها بالفعل دولة مسلمين فقد كانت نهايتها
علي يد جيوش محمد علي باشا وهو والي مزيف من ولاة السلطنة العثمانية وقد
جاء محمد علي ليجد هذه الدولة قد تمزقت وأردت إلي حالتها الأولي قبائل
تقتل بعضها البعض وأنسلخت الولايات عن المركز ووأنقضي زواج المصلحة بين
العبدلاب والفونج منذ زمن بعيد ... وهذا ما أغري محمد علي باشا بفتح
السودان ليكون السودان هو الدولة الواحدة الموحدة إبتداءا من عام 1921م
هي بداية غزو محمد علي باشا الذي أطلق إسم السودان علي هذه الرقعة .