إن شاء الله يوم شكرك ما يجي !/أيمن مبارك أبو الحسن

إن شاء الله يوم شكرك ما يجي !/أيمن مبارك أبو الحسن


12-03-2013, 06:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1386050274&rn=0


Post: #1
Title: إن شاء الله يوم شكرك ما يجي !/أيمن مبارك أبو الحسن
Author: أيمن مبارك أبو الحسن
Date: 12-03-2013, 06:57 AM

إن شاء الله يوم شكرك ما يجي !
من السمات التي نتفرد بها نحن معشر السودانيين عن كثير من خلق الله في الأرض: أخفاؤنا للمشاعر، وحبسها في دواخلنا. مشاعرنا تجاه الآخرين وبالذات الإيجابي منها نحتفي بها لوحدنا ولا نسمح لها أن تخرج لمستحقيها إلا حين مغادرتهم هذه الدنيا، وحينها تجدنا أرق من النسيم في إبداء الأحاسيس، وأعذب من الماء، فتنساب الكلمات من بين أيدينا سيلاً دافئاً تجاه من رحلوا عنا.
غريب أننا نؤجل مشاعرنا تجاه من نحبهم، ونمنحها لهم فقط عند موتهم، حينما لا تجدي المشاعر ولا تنفع الأحاسيس.
أقرأ إن شئت عزيزي القاري الكلمات التي تقال في حق من رحلوا عن دنيانا، والأوصاف التي ينعتوهم بها، وكأنهم لم يكونوا بالأمس بيننا، هل اكتشفنا –فجأة- أصالة معدنهم، وحلو معشرهم، وجمال روحهم. لعلها ثقافة سودانية خالصة أن نكتم هذه المشاعر ولا نجود بها للآخرين إلا بعد أن يمضوا تاركين لنا الدنيا وبقية أحاسيسنا التي ظلت تراوح مكانها في القلب لسنوات طوال حتى قيض لها الخروج.
هل هو الحياء ... أو ربما الغرور ما يحول بيننا وبين إظهار مشاعرنا تجاه بعضنا البعض، أو ربما التربية الريفية الجادة التي تحقر غالباً من شأن من يعمد لكشف دواخله، وربما تضع ذلك في مصاف العيب، لدرجة أن بعض أمثالنا المجحفة تشجع أن نمضي في كبت مشاعرنا تجاه بعضنا البعض.
أمثال ومقولات عديدة ساهمت مع غيرها في تشكيل سلوكنا العاطفي، فأصبحنا نكتم مشاعرنا عن أصدقائنا وأبنائنا، بل تجاه زوجاتنا. اللحظة الوحيدة التي يسمح لنا بممارسة حالة الاندياح العاطفي هي عند ذهاب أحبابنا، حينها يمكن لنا أن نسكب مشاعرنا دفاقة دون رقيب أو خوف من تقريع ، ببساطة لأن لدينا صك نحمله في دفاعنا عن جرمنا الذي اقترفناه، يختزل في مقولة كلاسيكية .... غاية في الكلاسيكية: إن شاء الله يوم شكرك ما يجي.