أحداث (رفع الدعم) والتعليقات والتصريحات الغير موفقة !! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)

أحداث (رفع الدعم) والتعليقات والتصريحات الغير موفقة !! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)


09-28-2013, 08:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1380398305&rn=0


Post: #1
Title: أحداث (رفع الدعم) والتعليقات والتصريحات الغير موفقة !! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
Author: توفيق عبد الرحيم منصور
Date: 09-28-2013, 08:58 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أحداث (رفع الدعم) والتعليقات والتصريحات الغير موفقة !!
توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
http://www.tewfikmansour.net

صاحبت الأحداث التي تمخضت عن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة تصريحات وتعليقات غير موفقة لبعض المسؤولين، أو قل غير مدروسة، أو متسرعة أو مرتجفة أحياناً .. ففي ليلة أحداث مدينة ود مدني صرح مسؤول لعدة فضائيات مُقسماً ومؤكداً، بأن أحداث مدني لم تسقط فيها ضحية واحدة، وأن من قام بتلك المظاهرات إنما هم قلة من المتشردين والمخربين ..
ثم فاجأنا السيد والي الجزيرة بأن الأحداث سقط فيها بعض الضحايا، منهم من استشهد بحد قوله، ومنهم من تم إسعافهم بالمستشفيات .. هذا وإذا وضعنا جانباً التخبط في التصريحات والتعليقات خاصة لمراسل قناة عربية مشهورة، والذي بدا وكأنه لا يدري ماذا يقول، فإن لنا نقد فيما جاء في المؤتمر الصحفي للسيد والي الجزيرة .. فالسيد الوالي لم يوفق حينما أشار إلى أن تلك الأحداث إنما بها بصمات (ما يسمى) بالجبهة الثورية، فهو وربما دون قصد قد أعطى تلك الجبهة المتمردة والمجرمة قوة لا تملكها، وكذلك فإنه ربط أمر تلك الجبهة بمظاهرات مدني لأن بعض أساليب تلك المظاهرات أتت شبيهة بتصرفاتها كما ذكر وعدد .. فإذا افترضنا بأن تلك الجبهة المجرمة كانت حاضرة في أحداث مدني بهذا الحجم الكبير فهل هذا التواجد يليق بمدينة بحجم مدني وإمكاناتها ؟! ومن المسؤول في هذه الحالة ؟!
كذلك في ختام (عرض الصحف) لتلفزيوننا القومي تطرقت (المقدِمة) وكذلك الضيف المعلق لخبر احتجاز شاحنتين لتهريب الوقود خارج البلاد بضواحي أمبده، ونسيا فجأة الأحداث المحزنة ليعتبرا بأن ذلك كان بمثابة أول انتصار لرفع الدعم عن الوقود، وأشار المعلق بأن تلك كانت (الرشفة) الأخيرة للمهربين، وابتسما معاً !!. وأقول هنا بأن الأحداث والغلاء الذي بدأ يخيف الكثيرين ببلادنا لا يمكن (جبره) ببشارات الانتصارات السريعة والتي تمثلت مثلاً في ردع المهربين كما أوحى لنا (الاثنان)، كما أن حماية التهريب وحماية حدودنا من أهوال التهريب، إنما هي مسؤولية الدولة في المقام الأول، ولا يمكن حلها بتضييق الخناق على مواطني بلادنا الفقراء !!. وغول التهريب ببلادنا شمل أنماطاً أكثر رعباً من تهريب الوقود، ومنها الأدوية المغشوشة والغذاء (النافد أجله)، وما زلنا نتساءل عن حجم أمراض السرطان التي تنهش في إنساننا .. والعاقل هنا يقول بأن تهريب الوقود سيستمر مهما بلغ ثمنه، وذلك نسبة لإمور عدة يعلمها المتتبع والدارس ..
وهنا أقول بان الحكماء من مسؤولينا عليهم الإسراع في إعادة النظر في الإجراءات الأخيرة، فليس في هذا عيب .. وببلادنا من لديهم الشجاعة لاتخاذ قرارات مؤلمة، تتمثل في الرجوع عن تلك الإجراءات الكارثة .. فاختلال الاقتصاد لا يمكن أن يحل باختلال أحوال الأسر السودانية .. فليختل الاقتصاد، ولكن لا .. لا للمزيد من معاناة فقراء بلادنا .. الكل كتب ونبه وشارك في شرح خطورة رفع أسعار الوقود (ولا أقول رفع الدعم) وبأنه سيؤثر حتى على (سعر الجرجير) ناهيك عن بقية الضروريات .. كذلك فإن (المالية) لو أعطِيت تريليونات من الجنيهات السودانية كهدية، فإن ذلك سوف لن يُصلح قضية العملة الصعبة، فلا تغشوا أنفسكم يا أولى الأمر منا !!. كذلك ما يُشار إلى أنه دعماً للفقراء، إنما سيزيد الطين بلة إدارة وتوزيعاً واستمراريةً، وسوف يفقد قيمته قريباً حيث يصبح على الدولة عبئاً وللفقير عبثاً لا يُسمن ولا يغني من جوعٍ، ولك الله في هذا المأزق المقلب يا (الدولب) ..
كذلك أشير إلى أن من خرج للشوارع من أبنائنا إنما معظمهم ممن اعتصر الجوع بطونهم وبطون أهلهم، وإصابتهم الأنيميا من جراء (الطعمية) و(البوش) وسوء أحوال المدارس والمواصلات والشمس الحارقة التي أرهقت أجسادهم النحيلة .. كذلك أنبه إلى أن ما يسمى بالمندسين والمشردين، إنما هو أمر واقع ومتوقع سواء ببلادنا أو (بلوس أنجلوس) أو البرازيل، فلا تزعجونا به طويلا !!.. إنما أحموا البلاد والعباد بتفادي القرارات التي تؤدي للانفلات وضياع الممتلكات والأرواح والتخريب !!.
كذلك أنبه بأن الإجراات الأمنية مع أهميتها، إنما أضحت في هذا الزمن لا تحل إشكالاً معقداً، لأن أبناء بلادنا كما غيرهم صاروا يستعملون التكنولوجيا و(الحِيّل) المتنوعة، وأشير لما رأيته بأم عيني أمامي تماماً .. ففي يوم أمس أوقف صبية (مدرسة ما) أحد البكاسي لنقلهم للجزء الآخر من الكبري، وفي منتصفه قام الصبية بقذف باص الولاية الذي أصبح محاذيا للبوكس بحجارة في جيوبهم، مما أدى لتحطيم زجاجه، ومن ثم هبطوا من البوكس جرياً صوب المكان الذي أتوا منه .. كذلك رايتهم كيف أغلقوا شارع (عبيد ختم) في أكثر من مكان، وانتشروا منه لأزقة تصعب على أجهزة الأمن الانتشار بها .. وعليه أرجو أن أشير إلى أنه يجب الاستماع لهم ولمشاكلهم ولمشاكلنا جميعاً .. ولا عيب من أن تتراجع الدولة من قرارات نبه لخطورتها معظم مفكرينا وصحفنا وأبناء شعبنا، فالشعب ضحى كثيراً ولا يستاهل هذه البهدلة ..
توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
http://www.tewfikmansour.netو