تأمُلات الميرغني هارب وين؟! كمال الهدي

تأمُلات الميرغني هارب وين؟! كمال الهدي


09-26-2013, 05:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1380170336&rn=0


Post: #1
Title: تأمُلات الميرغني هارب وين؟! كمال الهدي
Author: كمال الهدي
Date: 09-26-2013, 05:38 AM

تأمُلات
الميرغني هارب وين؟!
كمال الهدي
[email protected]

· إن قُدر للاحتجاجات الحالية أن تنتج واحدة من ثورات السودانيين المشهودة يجب أن نتعلم من دروس الماضي، لا أن نستنسخ أخطاءنا بالصورة المخجلة التي تعودنا عليها.
· فقد طالعنا اليوم خبراً يفيد بأن رئيس الحزب الاتحادي (الأصل) محمد عثمان الميرغني غادر البلاد برفقة أحد أنجاله.
· حمل الخبر أكثر من سبب لسفر الميرغني المفاجئ.
· أُشير إلى أنه سافر من أجل الاطمئنان على صحته وإجراء بعض الفحوصات.
· وقيل أيضاً أنه غادر غاضباً من الحكومة.
· وهذه الأخيرة لا نستطيع معها إلا أن نقول أن شر البلية ما يضحك.
· فعلام الغضب وقد بصم الرجل وحزبه بالعشرة على الزيادات الأخيرة قبل إعلانها.
· دعك من الزيادات الأخيرة، ولنسأل رئيس الحزب العريق الكبير الذي (تمرمط) في هذا الزمن الأغبر: ألم توافق على الدخول في شراكة مع حزب المؤتمر الوطني، فلماذا الهروب الآن ؟!
· الشراكة لابد أن تكون في الحلو والمر.
· وأنت بمثل هذا التصرف تصبح أكثر سوءاً من رجال المؤتمر الوطني أنفسهم.
· نود أن نعلمك يا سليل الكبار بأن مثل هذه الألاعيب لن تنطلي على أحد.
· ولن ينفعك الترويج لفكرة أنك وجهت وزراء حزبك بالاستقالة.
· استقالة بعد كل الذي حدث لن تعني لنا شيئاً.
· وسفرك لن ينفعك بشيء بعد أن شاركت بحزبك في الكثير من الجرائم وتضييق الخناق على هذا الشعب المسكين .
· بعد أن قبضت ما قبضت كان الأجدر بك أن تبقى حيث أنت.
· وأن تصر على موقفك المخذي الذي اتخذته منذ فترة ليست بالقصيرة.
· فقد أصبحت وأعضاء المؤتمر الوطني وجهان لعملة واحدة.
· وإن ظننت أنك ستلحق بركب الشرفاء والمناضلين بعد كل الذي تم تكون مخطئ جداً.
· وإن كان هناك عزاء فهو بلا شك في بقية رجال الحزب الذين قبضوا على الجمر طوال العقدين الماضيين ولم يهنوا أو يضعفوا أمام المغريات.
· أما أنت ومن يحومون حولك فقد رمى شعب السودان طوبتكم منذ فترة ليست بالقصيرة.
· كل العشم أن تستمر الاحتجاجات وأن يبتعد الناس عن التخريب فهو في النهاية لن يصب في مصلحة الجوعى الذين أذاقتهم الحكومة الويل.
· وأن يتعظ العاملون في القوات النظامية ويدركوا أنهم ليسوا أكثر من (خدام فكي) وأن المستفيدين حقيقة هم ثلة من اللصوص الذين أذلوا هذا الشعب وفتكوا به.
· لا نريد إفراطاً في التفاؤل ولا تهويلاً لما يجري فذلك لن يجدي نفعاً، بل سيعكس صورة سالبة مفادها أن المعارضين يخدعون الناس ويكذبون عليهم حالهم في ذلك حال أهل الحكومة.
· ما جرى لشعب السودان تأذى منه الكل وعلينا أن نتعامل معه بواقعية لنرفضه جميعاً دون أن يهول أحدنا للآخر شيئاً أو يكذب عليه في عكس حقيقة محددة.
· فالأمور لم تعد في حاجة للتهويل.
· وما جرى خلال السنوات الماضية أكثر من كاف لإحداث التغيير.
· نتوقع من المحتجين الابتعاد بقدر المستطاع عن تخريب ممتلكات الآخرين لأن ذلك سيزيد من المعاناة بدلاً من أن يخففها.
· بلدنا يعيش فوق فوهة بركان بعد أن ملأه اللصوص سلاحاً وبذروا فيه كل بذور الخلاف.
· وعلى الحكومة أن تتعامل بشيء من الحكمة التي افتقدوها طوال السنوات الماضية.
· فالعنف لن يولد إلا عنفاً والنتيجة ستكون دماراً كبيراً سنحتاج في بلد مثل السودان لعشرات السنوات لمعالجته.
· صحيح أن التغيير يحتاج للتضحيات لكن العقلاء يسعون دائماً لتقليل هذه التضحيات لأقل قدر ممكن.
· أما التنظير والتحريض في بلد تقوم فيه الاحتجاجات بلا سند حقيقي من ناحية الطرح البديل فمن شأنه أن يؤدي لفوضى لا تحمد عقباها.
· نريد التغيير نعم..
· ونرغب في ذهاب هذه الحكومة اليوم قبل الغد..
· لكننا لا نريد لشبابنا أن يموتوا من أجل لا شيء.
· والخوف كل الخوف من ساستنا الذين تعودوا أن يتكسبوا على حساب عرق ودماء أبناء هذا الوطن.
· نريد احتجاجاً راقياً وضغطاً مستمراً على الحكومة حتى تذهب غير مأسوف عليها.
· فالضغط المستمر سيكون له مفعول السحر.
· أما التخريب والهيجان المؤقت هنا وهناك فهي أفعال يسهل امتصاصها.
· لا أعتقد أن الثورة تفجرت بالصورة التي تنقلها بعض وسائل إعلامنا، فما يزال هناك عمل كبير ينتظر مواطن السودان المضطهد.
· الأمر يحتاج لمزيد من الصبر والعزيمة.
· أعلم أن بعض مدارس الإعلام تنتهج أسلوب تضخيم ما يتوافق معها وتقلل من شأن الطرف الآخر.
· لكنني أرى أن السودانيين تحديداً وبعد أن شبعوا من طرح الأسئلة المثبطة من شاكلة " البديل حا يكون منو" لن يجدي معهم تهويل ما يجري.
· وإن كنا نريد استمرار الاحتجاجات حتى تصل إلى غايتها فعلينا أن نعكس حقيقة ما يجري بدون تهويل.

· هؤلاء القوم فعلوا بنا ما لم يفعله النجار بالخشب.
· وقد حان وقت رحيلهم.
· لكن هل من أمل في أن ننظم أنفسنا حتى لا نزيد آلامنا بدلاً من التغلب عليها؟!
· أتمنى ذلك.