شهادة في حق القيادي المرحوم هاشم بامكار./حامد محمد عبدالله عثمان

شهادة في حق القيادي المرحوم هاشم بامكار.

شهدت للقيادي المرحوم هاشم بامكار موقفين في حياتي احدهما في نادي الخريجين - بورتسودان، عندما جاء الرئيس البشير في احد زيارته وألقى كلمة لا اذكر عن ماذا كانت و لكن لازال اذكر مداخلة القيادي البجاوي هاشم بامكار عندما واجه الرئيس البشير بقضية (حلايب) مستفسراً عن وضعها وما هو دور الحكومة لتحريرها من ايدي الجيش المصري المحتل ومتى ستعود الي حضن الوطن...
حينها اتكأ البشير علي كتف الاستاذ بدوي الخير ادريس -وكان وقتها والي لولاية البحر الاحمر- وسأله من هذا الرجل الجريء ؟
فقال له بدوي: هذا هو هاشم بامكار عضو الجمعية التأسيسية السابق وصاحب الكوبري المشهور.. !
فوجدها البشير فرصة واراد ان (يزوغ) من السؤال وبدأ يمزح قائلا: اهلاً بالزعيم هاشم بامكار بالله قول لينا (متي حتعمل كوبري من بورتسودان الي مكة كما أوعدت أهلك في حملتك الانتخابية)؟!
فجاوبه بامكار بسرعة بديهة أهلنا الاتمن المعروفة : لمن انت تطبق الشريعة الاسلامية بعدين تعال اسألني عن الكويري..!
فضحك جميع من كان في الساحة..

الموقف الثاني: جاء الي ولاية البحر الاحمر وفد اتحادي مكون من الدكتور علي الحاج محمد ومجموعة من القيادات اشهرهم القائد الشهيد طون أرك طون، كان الغرض من الزيارة علي ما أتصور التعبئة السياسية وتنوير الجماهير عن ما عرف باتفاقية سلام الخرطوم، حديث الدكتور علي الحاج كان عن فوائد و مميزات الحكم الفيدرالي اما حديث طون فقد كان عن أهمية السلام في التنمية وعن دور الاستقرار في دفع عجلة التعمير وقال طون: اولادكم في مؤتمر البجا الموجودين الآن في إريتريا قول ليهم ارجعوا تعالوا البلد فالبندقية ما تحل مشكلة ولا تجيب ليكم حق..!
وقد فجر حينها القيادي هاشم بامكار قنبلة من العيار الثقيل هزت أركان المكان وأدخلت الرعب في أعضاء الوفد الذي جاء يستبشر و يبشر بالسلام والاطمئنان قال لهم بامكار بالحرف الواحد: نحن في شرق السودان لنا مطالب واضحة نريد حكم فيدرالي (حقيقي) يمكننا من حكم ولاياتنا الشرقية بأنفسنا، لا نريد فيدرالية ديكورية! تقولوا لينا فيدرالية وتجيبوا لينا والي من اولادنا منزوع الصلاحية وحكومته كلها مكونة من (البلويت) ومدير الشرطة من (البلويت) ومدير المؤاني من (البلويت) ومدير الجمارك من (البلويت) ومدراء البنوك والشركات العامة من (البلويت) حتى رئيس الحزب الحاكم من (البلويت)، نحن ما اطفال صغار حتى تخدعونا بهذا الشكل، بعدين أولادنا الموجودين في ارتريا ديل عندهم قضية طلعوا من اجلها فاذا ما حُققت مطالبهم ما حيرجعوا وازيدك من الشعر بيت نحن ذاتنا حنطلع الغابة ونلحقهم عشان نساعدهم ونشيل معاهم السلاح اذا ما حققت الحكومة مطالبنا المشروعة..!!
الا رحم الله القيادي البجاوي الثائر هاشم بامكار فقد كان رجل واضحاً يحمل قلبه في لسانه وسريرته في علانيته نسأل الله ان يغفر و يرحمه علي قدر حبه لأهله وحب أهله له ويحشره مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

حامد محمد عبدالله عثمان
كندا
[email protected]

Sent from my iPhone