أسرار محاولة تهريب الترابي بالزوارق النهرية من كافوري إلى مزرعته بأم دوم

أسرار محاولة تهريب الترابي بالزوارق النهرية من كافوري إلى مزرعته بأم دوم


09-18-2004, 12:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1095508205&rn=1


Post: #1
Title: أسرار محاولة تهريب الترابي بالزوارق النهرية من كافوري إلى مزرعته بأم دوم
Author: محمد طه -الخرطوم
Date: 09-18-2004, 12:50 PM
Parent: #0

أسرار محاولة تهريب الترابي بالزوارق النهرية من كافوري إلى مزرعته بأم دوم
في الأخبار ( تم نقل الترابي من الإقامة الجبرية في قصر كافوري إلى سجن كوبر ) وكانت أهم معلومة كشفها البروفيسور إبراهيم أحمد عمر الأمين العـام للتنظيم الحاكم ( أن الترابي رفض في وقت سابق للكشف عن أسلحة المحاولة الإنقلابية رفض الترابي أن يتم نقله من مستشفى ساهرون إلى داره في المنشية طالما أن السلطات ستراقب نشاطه ) .
وفيما بعد أن ’كشف أسرار الانقلاب الدموي ومخطط تهريب الترابي فهم الناس أن زعيم المؤتمر الشعبي أراد أن يجنب أسرته آثار أية معركة لا بد أن تقع حينما تتم الجهود لتهريبه، أن حراسته الحكومية سوف تشتبك مع من يغامروا لاقتحام داره في المنشية وتدور معركة بالسلاح الناري .
إذأً فان الترابي كان يرى أن قصر كافوري هو الأكثر أماناً فهنا يمكن تهريبه عبر زوارق نهرية مسلحة تتجه نحو منطقة أم دوم في الجريفات الشرقية ومن هناك ينطلق إلى مكان آخر تقله إليه سيارات لاندكروزر أي أن طريق التهريب عبر زوارق نهرية أسهل خاصة وان طريق الحاج يوسف والجريفات البري كثير الزحام .
وتقول معلومات ( الوفاق ) أن الحراسة لم تكن في الأصل مشددة على ضفة النيل الأزرق بل وحينما وضع الترابي في قصر كافوري المجاور لاستراحة صلاح إدريس فقد لوحظ أن الفاصل بين القصرين كان ضعيفاً أنه صف من أشجار السيسبان أو التمر الهندي .
ولم يكن في الحسبان أن يتم تهريب الترابي لا عبر البر ولا عبر البحر ولكن لوحظ قبيل تنفيذ الانقلاب على السلطة فقد افتعل الترابي ومجموعة الإضراب عن الطعام ليتم إطلاق سراح المجموعة بعد وساطة المهندس جمال زمقان وشيخ العرب يوسف أحمد يوسف وطالما تم إطلاق سراح المجموعة فان المتوقع هو نقل الترابي من سجن كوبر إلى مكان آخر .
إذاً فقد خطط الترابي لابعاده عن سجن كوبر حيث الحراسة المشددة ويصعب تهريبه لأن الفاصل بين النيل الأزرق وسجن كوبر يبقي واسعاً تتمدد فيه مزرعة السجن وحظائر الأبقار وبعض الدور الحكومية التي يسكن فيها النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ على عثمان محمد طه ووزير الدفاع بكري حسن صالح وغيرهم من المسؤولين الحكوميين وغير بعيد من سجن كوبر توجد مساكن ضباط وجنود سلاح الإشارة وضباط وجنود السجون ومساكن ضباط جهاز الأمن والمخابرات اذاً فهي مساحة كثيفة الحراسة .
ولوحظ أن الترابي حينما كان في سجن كوبر وقبل أن يضرب عن الطعام لوحظ أنه أعلن احتجاجه بما أسماه عزلة في زنزانة انفرادية وقال أن السلطات تبني أسواراً داخل الأسوار وفسر ذلك بأن الحكومة تريد به شراً وتعمل على تصفيته وقتله .
ومن الواضح أن خطة الإضراب عن الطعام والقول أن الترابي ومجموعته يريدون أن يقتلوا أنفسهم بالجوع قد ترك أثره ولم تفطن السلطة إلى ان الترابي ومجموعته يريدون قتل الحكومة والشعب بأعنف انقلاب دموي .
ان حركة 2 يوليو 1976 التي قادها من كوادر الترابي إبراهيم السنوسي لم تحصر مهمتها في قتل من يقاومها من ضباط وجنود نميري ولكنها قتلت الدكتور الشلالي وهو طبيب فالعنف حينما ينفجر فهو ليس مثل المغنطيس يميز برادة الحديد عن ذرات التراب .
المهم أن السلطات صدقت أن الترابي ومجموعته أصابهم اليأس طالما أنهم يريدون قتل أنفسهم من الجوع وهكذا أطلق سراح المجموعة وعرض على الترابي أن يقيم في قصره الخاص بالمنشية ولكنه رفض لأنه كان يخطط للانقلاب .
وهكذا أعيد لقصر كافوري ولوحظ أن الترابي بعد عودته لكافوري أصبح يفتعل المشا كل فقال أن توصيلات المياه والكهرباء ردئية وأن الحراس يعاملون زواره من الأسرة بقسوة ثم وجه الترابي زوجته بمغادرة القصر وقال أنه دخل في إضراب جديد عن الطعام .
وأعلن القائم بالأعمال الأمريكي جيرالد قالوشي أنه سيزور الترابي في كافوري ثم قال أنه منع من الزيارة وأكتفى بزيارة لأسرته في المنشية ، ثم سربت كواد المؤتمر الشعبي إلى الصحف خبراً يقول أن 250 من قيادات الإسلاميين بصدد رفع مذكرة للرئيس البشير تنتقد الأوضاع .
إن كل هذا يشغل بال الأجهزة الأمنية ويجعلها غير منتبهة لخطة تهريب الترابي ودفن السلاح ثم تنظيفه وتنفيذ الانقلاب .
ان التنفيذ يتم حينما يهاجم كوادر الترابي قصر كافوري من بوابته الشمالية وفي نفس الوقت تكون زوارق نهرية قد تحركت ويخرج الترابي من الجهة الجنوبية لقصر كافوري المطل على النيل الأزرق وتتجه الزوارق ناحية أم دوم والجريفات الشرقية حيث تنتظر سيارات اللاندكروزر الترابي .
وهكذا أعيد الترابي إلى كوبر أتراه يقول مرة أخرى ( مالي أراكم تبنون الأسوار داخل الأسوار ) أم أنه يتابع أخبار اكتشاف أماكن تخـزين السـلاح الواحد بعد الآخر ؟ ؟ .

محمد طه محمد أحمد – رئيس تحرير صحيفة الوفاق / الخرطوم في 16 / 9 / 2004