الأزمة فى دارفور.. أجندة من؟!!

الأزمة فى دارفور.. أجندة من؟!!


09-04-2004, 12:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1094299194&rn=0


Post: #1
Title: الأزمة فى دارفور.. أجندة من؟!!
Author: محمد يوسف (أبومصعب)
Date: 09-04-2004, 12:59 PM


محمد يوسف (أبومصعب)

الأزمة فى دارفور.. أجندة من؟!!
(2-3)
جاء في الحملة الغربية أن الأزمة في دارفور هي أسوأ كارثة إنسانية يشهدها التاريخ !!! قياساً على ماذا ؟ هل تدخل في هذه المقارنة معاناة الشعب الفلسطيني الذي يقتل كل يوم وتهدم منازله على رؤوس ساكنيها وييتم أطفاله وترمل نساؤه ويقتل شيوخه بدم بارد ينزفون حتى الموت ثم يضرب حصارا على حركتهم وتنقلهم للعمل لكي يتركوا للموت فى صمت! ويضرب عليهم بحائط عنصرى فى باطنه يبتلع أرض فلسطين ومن قبله العذاب، والعالم ينظر ولا يكترث!! فالفيتو الامريكى يعطى كل هذه الاعمال مشروعيتها حتى الامين العام للامم المتحدة يملأ فمه بالتهديد للسودان وحينما يسأل عن الممارسات الاسرائيلية يقول بأننا نتفهم ذلك .. عجبا لماذا يتفهم هناك فى اسرائيل ولا يتفهم ما يجرى فى بلادنا ؟!!! هل اسرائيل على حق والعرب على باطل؟ أم يمكن مقارنة مأساتنا بمأساة أطفال العراق الذين ماتوا بالآلاف بسبب حصار بلادهم وافراغها من الدواء والغذاء فحصدت الامراض الناس قبل انهيار بغداد واستمر شبح الموت بعد دخول القوات الغازية لبغداد توعدهم بمستقبل مشرق كاذب وديمقراطية تعنى بها خلط الاوراق وايجاد قبول باسرائيل فى التوليفة الحاكمة فظلت ارواح الناس تحصد كل صباح بنيران الصديق ونيران العدو في المنازل والطرقات والمستشفيات و أماكن العبادة.. أم فظائع أبو غريب اللا أخلاقية والتى قصد بها إذلال كرامة البشر وتسفيه معتقداتهم.. فظائع أهون منها الموت بكرامة. وقام أصحاب عبدالله بن أبى سلول بمحاولة إشاعة الفتنة بين الطوائف الإسلامية تارة ولما عجزوا استهدفوا الطوائف المسيحية في كنائسها.. أم أن مأساة أهل دارفور تشابه ما أصاب اخوتنا المسلمين فى البوسنة والهيرسك الذين تناوشهم جيرانهم من المسيحيين الارثوذكس من كروات الى صرب والعالم الغربى ينظر ويتفرج وحرب الابادة والتطهير العرقى التى قام بها الصليبيون الجدد "الصرب" للقضاء على شعب البوسنة بالآلاف يستحلون فيها دماء المسلمين لاقتلاع الاسلام من أوربا وأخذ بعض أطفالهم لتبنيهم فى روما وفى الفاتيكان وانتهكت أعراض نسائهم وكأن العالم يشهد هولاكو يعود من جديد، أم أن مأساة مرض فقدان المناعة المكتسبة (الايدز) والملاريا والسل التى تحصد أبناء أفريقيا بمئات الالاف كل عام وكل ذلك لا يمثل للعالم المتحضر مأساة ولا يحرك فيه ساكنا ، فصرف جزء من ثمن القنابل والصواريخ التى دمرت بغداد أو أفغانستان كانت كافية لانقاذ حياة هؤلاء بتوجيهها الى البحوث الطبية لايجاد اللقاحات الواقية من أمراض التخلف التى أقعدت أفريقيا!! ولتكن هذه المساعدات تكفيرا عن بعض ما ارتكبه العالم الغربى ضد سكان أفريقيا حينما اقتادهم بالسلاسل وحشرهم فى السفن ليعمروا أوربا وأمريكا يفلحون المزارع ويحفرون الانفاق ويجمعون القمامات ليعيش السيد الابيض هانئا يحرسه الخدم كما تحرسه الكلاب، وأكثر من ذلك يقسم بلاد أفريقيا كما يعبث الاطفال الصغار بكراسة الرسم وينهب الثروات من السلع الرخيصة قطنها وصمغها وفولها وعدسها والذهب و المجوهرات والاحجار الكريمة التى ما وجدت طريقها الى أعناق فتيات أفريقيا السمراوات الجميلات ناهيك عن اليورانيم وكل سلاح القوة الذى يتمتع به الغرب وحتى رحلات صيدهم فى أحراش أفريقيا يستخدمون رهطا من المواطنين حولهم لكى يجعلوا رحلاتهم سعيدة ويمنعون عنهم أذى الكواسر من الحيوانات فيتجولون مثل الاباطرة تحفهم الحاشية ولا يصرفون على هؤلاء الا ما يسد الرمق. هذه هى أخلاقهم..أذكر أننى كنت ذات مرة من المشاركين فى مؤتمر للامم المتحدة بجنيف عن الاوضاع فى يوغسلافيا السابقة وذلك فى عام 1992 حيث طالبت بعض الدول العربية والاسلامية المؤتمر بضرورة تسمية المعتدى والمعتدى عليه فى المأساة البوسنية ولكن هذا الاقتراح رفضته الدول الكبرى فظل المعتدى محميا ويمارس فظائعه بالنهار ويستقبل رئيس صربيا السابق جنرالات حلف شمال الاطلسى على العشاء مساء، حتى انكشف للعلن أسرارالمقابر الجماعية والمعتقلات المكدسة بالهياكل البشرية من الشعب المسلم المسالم الذى منع عنه السلاح للدفاع عن نفسه فى حين يصل مدد السلاح الى الصرب من اسرائيل برغم ما اشيع من أخبار حول الحصارالمضروب على واردات السلاح، وقد كان تدخل القوات الاطلسية بعد فوات الاوان. أى مصداقية يتحدث بها هؤلاء وأى انسانية يزعمون؟!!

ان أصحاب الغرض من الدوائر الخارجية أطلق التصريحات المثيرة للجدل وصنع لها صورة فى اطار مزين لكى تدعم المزاعم المأساوية وحاول تغيير أهداف ومرامي الحركات المتمردة من مظالم اقتصادية ومطالب سياسية إلى فظائع أخلاقية ضد الإنسانية ليصعب الحل ويطول الصراع ويضعف التماسك الاجتماعى ليجد أهل الهوى مبتغاهم وهم يبكون بدموع انسانية زائفة.. فالمجتمع الدولى مع علو صيحاته لم تبلغ مساهماته 20% من احتياجات المتضررين وحكومة السودان على فقرها وظروف حربها المتطاولة الا انها استطاعت توفير 50% من كلية الاحتياجات الإنسانية للمتضررين في الإقليم.. كما وضعت الدولة كل الإجراءات الكفيلة بتسيير انسياب الإغاثة .. وما زالت المنظمات الدولية والإنسانية تشكو النقص الحاد في توفير المبالغ المطلوبة من المانحين والمجتمع الدولي الذي كان الأولى به أن يعمل على توفير الاحتياجات أولا ثم النظر في النتائج والمآلات قبل الهرولة المستعجلة لمجلس الأمن في قرار لم يحترم اتفاق أمين عام الأمم المتحدة مع حكومة السودان بشأن آلية إنفاذ خلال 90 يوماً وضد بلاد فتحت برها وجوها فكيف بمن يريد هلاك شعبه يعمل على اشهاد الناس على فعلته؟!!.. وصورة المعاناة التي نشاهدها اليوم في المعسكرات لأطفال ونساء دارفور لم تكن الأولى فقد شهد الأقاليم و أقاليم أخرى مثلها فى كردفان والجنوب وشرق السودان ودولا أخرى كأرتريا وإثيوبيا والصومال.. وقد زار الرئيس بوش الاب مدينة الابيض فى عام 1984 والجفاف ضرب اقليم غرب السودان وبحث الناس عن حبات الذرة فى بيوت النمل وهم يتحركون كالأشباح مات منهم من مات وبقى على الحياة من كتب له البقاء ومع معونة الذرة المسماة فى السودان آنذاك " ريغان" فى اشارة الى الرئيس الامريكى حينها نزلت الشروط على الرئيس النميرى "بفرملة" التشريعات الاسلامية وابعاد الاسلاميين عن السلطة والزج بهم فى السجون فكان ما كان من تصعيد النظام وقتئذ حملاته على الاسلاميين وايداعهم السجون وعلى رأسهم مفكر الجماعة ومقاتلها الشرس وشيخها الصابر المتمرس على خلوة السجن الدكتور حسن الترابى.

وبرغم مشكلة الجنوب التي امتدت خمسون عاماً وبرغم أرقام الموتى والنازحين والمتضررين حسب الروايات الغربية لم يرفع ذلك الامر لمجلس الأمن لأن استراتيجية الجهات التي تقف وراء هذه الصراعات استنزاف حكومات السودان وإطلاق المسميات حول أسباب الحرب لتمرير مشاريع خاصة في المنطقة والإقليم فتارة تسمى هذا الصراع بحرب دينية بين المسلمين والمسيحيين، برغم أن الجيش السوداني الذى يزود عن الجنوب به مسيحيين ووثنيين جنوبيين بأعداد مقدرة لايعقل أن يقبلوا أن تكون الحرب على بنى جلدتهم بسبب الدين الذى يعتقدون فيه، كذلك استخدمت حرب المسميات لتقسم السودان الى شمال عربي مسلم ضد جنوب إفريقي مسيحي وثني.. تناسوا تماما أن هناك مسيحيين في الشمال ومسلمين فى الجنوب وبنسبة كبيرة.. ولكن الحركات المناوئة للحكومة قصدت إضعاف دولة أغلبيتها مسلمة ولسانها عربي وبعدها استراتيجي في مستوييه العربي والإفريقي، ان اطلاق هذا التقسيم قصد به تبرير دعم حركة التمرد من جميع كنائس أوربا وأمريكا والجهات الرسمية والمنظمات غير الحكومية التي كانت تمد الحركة بالسلاح والدعم اللوجيستي وتسهيل الاتصال بالجهات الغربية النافذة.. وبما أن الحوار السياسي مع مجموعات أبناء دارفور المسلحة لا يقتضى هذا التقتيل والاحتراب ولكن كما أسلفت حركة قصد بها استباق انجاز السلام فى الجنوب لتصبح أجندة فيها شركاء متشاكسون من أبناء الاقليم ومجموعات سياسية معارضة وجماعات معارضة فى دول الجوار ودوائر خارجية.. وكل يبكى على ليلاه. فالمسألة في قسمة السلطة والثروة يمكن أن تجرى بطريقة إحصائية بنسب تتناسب والتعداد السكاني للإقليم ولموارده الظاهرة والباطنة ولو تم ذلك الاحصاء الآن فلربما وجدت دارفور أنها رابحة في تنمية تمت في ظل حرب استمرت لعقود فى الجنوب وحصار خارجى أقعد موارد السودان من العون الاجنبى وعملات صعبة لتوفير مكون خارجى يساعد على التنمية .. وحتى ولو كان نصيب دارفور من التنمية أقل فان الاوضاع كانت لامحالة يمكن معالجتها خلال الشهرين القادمين فى اطار انفاذ اتفاقية السلام فى قسمتي السلطة والثروة .. ولكن ما أعجل أهل السياسة عندنا على تقسيم الغنائم وما أغفلهم من سد ثغرة جبل ( الطينة أو أحد) فيتسلل منه العدو وهم مشغولون بالمغنم.. اننا نفتقر الى كثير من التفكير الاستراتيجى الذى يتفق الناس فيه على ثوابت وليس على هوى النفس وتصفية الصراعات الشخصية والخلافات الحزبية السياسية الحزبية على حساب وطن كبير..بل وكبير بحجم قارة، فالغربيون يدركون ذلك ويقولون فى وصفهم لاقليم دارفور أنه بحجم جمهورية فرنسا التى هى من أكبر الدول الاوربية. كما أشرت فان التوازن في تقسيم الموارد آنفة الذكر كان بالامكان أن يكون مستطاعا لو لا الاصطياد فى الماء العكر، لذلك سعت الجهات الخارجية التي تقف وراء الأزمة أو عبر وكلائها في المنطقة الى صرف إرادة مسئولي حركتي التمرد في دارفور من التحاور مع الحكومة بصدق نية وأن يظل التفاوض يراوح مكانه بحجج كثيرة واهية منها حجم الوفد المفاوض ومنها حياد الارض المتفاوض فوقها وكلها لا ترق لآن تكون حائلا دون التفاوض الفورى وبحسن نية لآن هناك من يموتون كل يوم بسبب الحرب فان كان من بيننا من خرج حاملا للسلاح باسم الذين يموتون كل يوم فعليه واجب الاسراع فى ايجاد اتفاق يوقف الحرب ويحفظ النفس البشرية بعد ما أسمع صوته حتى لمن به صمم وأشهد العالم دانيه وقاصيه على قضيته ولكن الانسياق وراء أجندة الآخرين ستفضى الى مزيد من الدمار والتقتيل وتجزئة الارض التى تجمعنا.. والعاقل من اتعظ بما يحدث فى العراق والسياسى الفطن لا يكررتجربة تحالف أحمد الشلبى مع قوات الغزو والذى استخدمه المحتل الامريكى ثم لفظه بعد أن استنفد أغراضه وأقاموا عليه الدنيا ولم يقعدوها .. والحركات المسلحة أطلقت دعوى أخرى هى أن تقوم الحكومة بنزع سلاح الجنجويد قبل الجلوس معها .. أى حركة هذه التى تريد أن تملى الشروط قبل الجلوس لطاولة المفاوضات والمراقب يجد أن حركتي التمرد في دارفور لم تلتزما اتفاق وقف إطلاق النار وظلتا فى حالة خرق دائم اعتدت فيه على بعض زعماء الادارة الاهلية وعلى رجال القضاء وحتى على العاملين فى حقل الاغاثة لمساعدة المتضررين من أهل الاقليم . ان الاتفاق ينص على تجميع مسلحي هاتين المجموعتين في معسكرات محددة متزامنا مع نزع السلاح المليشيات الاخرى بما فيها ما يسمى بميليشيات الجنجويد الأمر الذي تحاول حركتى التمرد التملص منه فى مفاوضات أبوجا كما لم تعمل الدوائر الغربية على اثارته والضغط على حاملي السلاح لإنفاذ هذا الالتزام.. والناطق الرسمى باسم حركة العدل والمساواة أحمد حسين آدم صرح لصحيفة الحياة العربية الصادرة فى لندن فى يوم الخميس 5 أغسطس أن حركته المسلحة تسيطر على كل الارياف والجيش الحكومى يحتمى بالمدن، فان كان ذلك كذلك فان الذى يقع فى خارج المعسكرات وفى القرى والفرقان هو من صنع حركته وتكون دعوى المطالبة بتجريد سلاح الجنجويد عديمة الجدوى لانه حسب منطق هذا الزعم أن المجموعات المسلحة المتمردة تسيطر على كل الارض عدى المدن، وان كان القول من باب المزايدة السياسية والانتفاخ بأورام ليست هى من الصحة فى شئ فهذا يفضح عدم صدق أقوال هؤلاء القياديين فى حركات التمرد ويجب أن يحذر الناس من دعاويهم الباطلة.. وظلوا يغرقون العالم بأسره في جزئية ضرورة نزع الحكومة لسلاح الجنجويد وتقديم زعمائهم للمحاكمة في مدة محددة وهم يعلمون صعوبة القيام بذلك فى وقت معلوم لآن الجنجويد ليس كتيبة عسكرية معروفة العدد والعتاد والمقار وهى جماعة من ناس أشتات تجمعهم أغراض النهب وسرقة الابل وتهريبها الى دول الجوار خاصة ليبيا وأصحاب الابل من ما يطلق عليه بالقبائل العربية (الابالة) وبما أن هذه المجموعة لا تقوم على قبيلة دون غيرها فقد انحشر بينهم المعارضين التشاديين لنظام دبى ويريدون الاستفادة من خلق اقليم غير مستقر يؤمن لهم الكر والفر على الحكومة التشادية فى مقابل دعمهم لحركتى التمرد بالسلاح والافعال الوحشية ضد المواطنين لتكون سلاحا يستخدمه متمردو دارفور ضد حكومة السودان فى المنابر الدولية (راجعوا التقريرالاخير لمجموعة الازمات الدولية المعادية لحكومة السودان والتى تقف من خلف الرأى المتشدد فى الادارة الامريكية وتدعو مباشرة للتدخل فى السودان وتشير فيه الى وجود عناصرأجنبية مع مليشيات الجنجويد طالبت بابعادها فى اشارة الى المعارضة التشادية خاصة من أبناء الزغاوة التى سارعت فرنسا الى وقف هجماتها بمراقبة الحدود السودانية التشادية).. وقد صرح نفس الشخص بأن الجنجويد ليسوا من دارفور، أذن المسألة لا دخل لها بقبائل عربية وغيرها كما أن هذه الجماعات المسلحة المتمردة تجد المناصرة أيضا من بنى قبيلتها الممتدين فى دول الجوار.. ان تجاهل حصر المسلحين فى معسكرات محددة متزامناً مع نزع سلاح الجماعات الاخرى يعني ترجيح كفة على أخرى في توازن الصراع الدائر ربما أفضت نتائجه الى إبادة الطرف المسلح للطرف غير المسلح خاصة وان حركتي التمرد تحاولان تجنيد أعداد من أبناء القبائل المختلفة فى الاقليم مما يتمخض عن رفض انضمام هذه القبائل تعريضهم لمخاطر التقتيل والتشريد.
ان المنظمات الغربية ادعت في أول الأمر أن الحكومة السودانية تعيق انسياب الإغاثة ولما تم تذليل إجراءات انسياب الإغاثة بصورة غير مسبوقة طلبت من الحكومة تجريد الميليشيات من سلاحها وعندما اتخذت السلطات نقاطاً للتفتيش لنزع السلاح اشتكت المنظمات من هذه النقاط واعتبرتها اعاقة لحركة الاغاثة وعندما شرعت الحكومة في إعادة النازحين لديارهم وقراهم ادعت هذه المنظمات أن الحكومة تجبر هؤلاء على العودة و كأنما تريد أن تجرد الحكومة من سلطاتها ومسؤولياتها نحو مواطنيها تماما مثلما تجرد المجتمعات الغربية الاسرة من كثير من واجباتها نحو أبنائها فيهدد الابن أباه بابلاغ السلطات الحكومية ان هو عنفه فى اطار التربية والسلوك..

وحتى د. فرنسيس دنيق مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للنازحين صرح في الخرطوم بتحسن الأوضاع وما أن غادر الخرطوم حتى أعلن بان الحكومة ترغم النازحين على العودة، ولم يقل كيف !!ولكنها أجندة الاخرين الذين يوجهون الامم المتحدة كيف شاءوا، وهذا ما يتضح فى تضارب الاقوال فى تقييم التقرير الذى أعده الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة لدارفور وهو وزير خارجية سابق لهولندا ومشهود له النزاهة وقوة الارادة وهذا التقرير أعده بمشاركة سفراء الدول الغربية ذات التأثير ومن ضمنهم السفير الامريكى بالاضافة للاتحاد الافريقى والجامعة العربية ومع قناعة كل هؤلاء بالتحسن الذى شهده الاقليم والمساعى التى بذلتها الحكومة بمساعدة المجتمع الدولى واشادة عنان لهذا الجهد فى اتصاله الهاتفى برئيس السودان الا أن ذلك فى نظر العبقرية الامريكية ونهجها المتطرف المتمثل فى القسيس المتعصب دانفورث مندوبها الدائم لدى مجلس الامن وصف التقرير بأنه غير صحيح ورجل الدين الدبلوماسى الامريكى يناقض موقف وزير خارجيته الذى لا يرى سببا لفرض عقوبات على السودان ،وكذلك المنظمات التى لا تريد بوارا لخدماتها تريد أن يستمر سامر المعاناة ولا ينفض سريعا.. الا وبربك حدثنى عن دولة تمنع من واجبها فى تطمين شعبها وتشجيعه للعودة الى حياته الطبيعية؟!! ولكن يبدو أن الام بالتبنى تريد لفترة التبنى أن تطول وتطول حتى ينسى الابن أمه الحقيقية وحتى تصعب عليه استساغة وجبة الدخن التى كان يتناولها ناهيك عن احتراف زراعتها فيتغير سلوك الناس ويتركوا حرفهم السابقة ويصبحوا سياسيين فى( التحالف الوطنى الديمقراطى أو التجمع الوطنى العراقى) فالامر لايهم، المهم تفريخ سياسيين فى العالم الثالث كلهم يحكمون ولا ينتجون.. ويستمر مسلسل الصومال والعراق وأفغانستان وهلم جرا،،،

إذن ما سبق ترديده من الاعلام الغربى بوصفه للشمال في صراع الجنوب بأنه عربي مسلم ضد إفريقي مسيحي يراد إعادة اخراجه بصورة تتناسب والواقع الجديد فى دارفور الذى يقتضى تعديلا فى الصفة لتصبح الكلمة السحرية فى الصراع "انه بين عرقيات عربية وغير عربية في الإقليم" وإذا كانت هذه الدعوى صحيحة فما الذي يمنع الجيش ذو النصيب الأكبر من أبناء دارفور من منع ذلك وهناك لدارفور أبناء فى البرلمان ووزراء فى الحكومة المركزية وكل الحكومات والمجالس التشريعية فى الاقليم .. وهذه كلها دوائر تمثل مراكز قوة!! أليس من المستغرب ان تكون فقط هذه الجماعات المسلحة اكتشفت الصراع العرقي ولم تلحظه الجهات الأخرى من أبناء الإقليم؟!! وقد دحض الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة المقيم بلندن ،ونحمد له ذلك، فى حواربثته قناة الجزيرة الفضائية في مساء الجمعة 6/8/2004 أنه لا يوجد في دارفور عربي خالص كما لا يوجد إفريقي خالص وإنما هي قبائل تمازجت وتزاوجت منذ مئات السنين وصرح بأن قبائل عربية كبيرة هي صاحبة الأرض لم تكن طرفاً في هذا النزاع وهي المسيرية والتعايشة والهبانية...الخ ( وهي قبائل ذات وزن).
على أبناء الإقليم من حملة السلاح الابتعاد عن دعاوى أن الصراع عرقي فالمؤشرات تقول بأن الجهات الأجنبية التي تملأ الآذان بزعم التطهير العرقي تدعو إلى دق إسفين في النسيج الاجتماعي ليسهل تقسيمه.. ومن ناحية أخرى قصد بها إخفاء فظاعات أبو غريب بالعراق وعنصرية إسرائيل المحتلة ضد العرب لتثبيت صورة كاذبة عن الانسان العربي في الذهنية الغربية بأن لفظ العربى مرادف لصفة دموي وعنصري وينتهك الأعراض وهذا ما ظل يردده الإعلام الغربي عن اغتصاب الميلشيات العربية للنساء والأطفال من الأفارقة حتى يطعن العربى فى أكرم قيمه وقد عملت بعض المنظمات الاجنبية من قبل فى أيام حكم الصادق المهدى على اغراء بنى جلدتنا لكى يكتبوا عن وجود ظاهرة ممارسة الرق بين القبائل العربية والزنجية مستغلة تجييش اللواء فضل الله برمة ناصرفى أيام حكم الصادق المهدى لابناء قبائل البقارة فى جنوب كردفان مما أفرز المرارات بينهم وبين القبائل النوبية فى الصراع على الارض واستغل ذلك بعض أبناء النوبة ليستنجدوا بحركة التمرد فى جنوب السودان والناس لا ينسون دعوته كذلك فى عام 88 للتجمع العربى لابناء القبائل فى منطقة متداخلة ومتعايشة هى منطقة دارفور الشئ الذى حدى بالحزب الديمقراطى المنافس بتبنى التجمع الافريقى وأشعلها الحزبان عنصرية وعرقية بدلا من قيامهما بتقديم بعض مشاريع التنمية لاقليم دارفور ففى عهد الحزبية لم تقام جامعة لا فى دارفور ولا فى الجزيرة أبا ولم يشق طريق ولم يشيد جسر فوق الوديان وانشغل حزب الامة فى عهده (الزاهر) بالمنح الدراسية الليبية لاتباعه وترك للاتحاديين المنح المصرية وغرق الحزب فى الاغاثة السورية والتعويضات الاسرية متناسين الغلابة فى مستودع دوائرهما المغلقة فى دارفور ومع ذلك ظل الصادق المهدى وهو يقارب النصف الاول من العقد الثامن من عمره مازالت تستهويه اطلاق العبارات الحماسية الرنانة التى تصفق لها مؤتمرات حزبه على شاكلة عن "العبثية" فى وصف كل جهد يبذله غيره ومازال ويكثر من الاسفار الى خارج الديارولكن ليست لدارفور التى ناصرت المهدى الكبيروأهدت للصادق المهدى فى الديمقراطية الاخيرة الدوائر الانتخابية التى حكم بها السودان مرة ثانية بعد أن أهدته دائرة الجبلين وهو ابن الثلاثين الفرصة الاولى، وقد كادت أن تناصر دارفور صهره الدكتور الترابى ولكن الاصوات فى مثل هذه المناطق تحسم فى آخر القائق بعوامل أخرى يعرفها البعض ويسكت عنها آخرون .
ظلت الدعاية الغربية تخرج الينا كل يوم بعدد الذين راحوا ضحية الصراع فى بلادنا والذين شردوا والذين سيموتون خلال الشهور الثلاثة القادمةّّ !! من أين جاءوا بالحاسبة السحرية التى تقوم بذلك ونحن لا ندرى عدد موتانا وهم فوق ترابنا؟!! وقد أوصلوا رقم القتلى فى حرب الجنوب الى مليونى شخص ويحاولون أن يصلوا بأرقام أهل دارفور الى رقم قياسى فى فترة وجيزة وهم فى سباق مع الزمن!!! أتساءل هل أحصى هؤلاء قبور موتانا؟ وحتى وان وجدت القبور هل نبشوها لكى يتأكدوا من أن هذه القبور تحوى جثتت موتى وليست أكوام من الرمل يخادع بها أهل الغرض أجهزة الاعلام ! من شهد وفاة هؤلاء ومن وارى أجسادهم فى التراب؟ من ومن؟!! ألم أقل أن هؤلاء برعوا فى صناعة الخبر كما تشاهد فى أفلام المغامرات من صورة خادعة تصادم فيها سيارة قطارا مسرعا فيدهسها ومن بداخلها أو تسقط من قمة جبل الى وادى سحيق فتتهرس وتشب النار فيها وترتعد أوصالك خوفا على من بداخلها ، ولكنها الخدعة التصويرية لأن الناس فى الافلام لايموتون موتا حقيقيا وكذلك ما ينقل عنا يبنى على جزئية حقيقة سرعان ما يتم تهويلها وتكبيرها بالعدسات العملاقة التى ترى ما يدور فى النجوم .. كأن يستخدم المصور خدعة التزاوج بين صور أطفال الصومال ورواندا وكل المفجوعين فى العالم لتقوية العمل الدرامى الذى يدفع أصحاب الثروات من الغربيين وكذلك حكوماتهم تدفع الاموال لهذه المنظمات العاملة فى الحقل الانسانى ثم يتبعون ذلك بسيل من الشتائم والسباب لحكوماتنا ويطالبون من برلماناتهم بانزال أقصى العقوبات على بلادنا وحجز أموالها فى مصارف نيويورك ولندن وباريس وزيورخ لكى يفاجأوا أن حساباتنا أصلا لم تف باحتياجاتنا حتى نفتح لها حسابات هناك لآن الفقر الذى حال دون ذلك هو الذى دفع البعض بتوهم مظلمة يعيشها البلد بأجمعه ليس فيه اقليم أكثر رفاهية من الاخر وانما فقر نسبى .. فانسان البطانة بولاية الجزيرة بوسط السودان يقتله الظمأ فى بعض أنحاء الولاية والابار بالعمق الذى تستخدم فيه الجمال" لنشل الدلو" والاراضى الغفراء فى شرق أم شانق وجبال اللبايتور بشرق الجزيرة تموت فيها الطيور من زمهرير الحر وشدة الظمأ وقرى الشرفة والكمر والبطاحين ليست بعيدة من النيل ولكن أراضيها الزراعية شحت عنها الامطار فاصبح الناس عاطلون عن العمل يهاجربعضهم الى مناطق أخرى بحثا عن لقمة العيش، ومدن مثل الحصاحيصا ورفاعة الشارع المعبد فيها لا يتجاوز أن يوصلك الى السوق فقط وهو كما نقول عليه ساخرين مثل ربطة العنق وحتى عاصمة الولاية مدنى مازالت معظم شوارعها غير معبدة والجزيرة ظلت ومنذ الاستعمار تمد خزينة السودان بالعملات الصعبة بفضل اسهام مشروعها الرائد فى انتاج القطن والمحاصيل الاخرى كما أن صهريج المياه برفاعة عاصمة شرق الجزيرة يتصدع كل يوم تتسرب منه المياه تدفقا وبنت عليه الطحالب فهو من مخلفات منتصف القرن الماضى ولا يوجد شارع مسفلت فى شرق الجزيرة أصلا والمركبات وشاحنات النقل مازالت تتوحل فى كل خريف وتمضى الايام فى الوحل حتى يتم افراغها من الذرة والمحاصيل وما زال تلاميذ بعض المدارس يفترشون الارض الغبراء فهاجر الناس بأبنائهم الى العواصم للتعليم الافضل، دعك عن امدادات الكهرباء الى هى مثل حلم الاطفال للآيس كريم.. ما حمل أهل الجزيرة يوما فأسا ناهيك عن كلاشنكوف ليقتلوا به آخر أو يشقوا به رأس حكومة مطالبين بنصيب من دخل القطن أو بصغر حجم مشاركة أبنائهم فى السلطة!! مسألة الفقر لا تقتصر على اقليم دون آخر وعدم التنمية ان تجولنا فى مناطق السودان المختلفة لرأينا الكثير من مظاهرها ولكن بعض الناس مدركون ظروف الحرب وحصار البلد لذلك لا يرفعون صوتهم بالمظالم التى تلحق بهم.. واحزابنا تأتى فى كل موسم لحشد التـأييد لمرشحيها تمنى أهل الاقليم بأمانى ووعود كاذبة على شاكلة جسرالنائب البرلمانى هاشم بامكار الذى وعد أهله فى الشرق ببناء جسر بين بورتسودان وجدة ليتمكنوا من عبور البحرمشيا على الاقدام ان هم انتخبوه عضوا فى البرلمان.
ان الدعاية المغرضة ضد العرب قصد بها إقناع الرأي العام الغربي بأن العرب يستحقون ما ينزل بهم من تقتيل وعنصرية في إسرائيل أو في الغرب بسبب الأفعال التي تنسب اليهم ويراد ترسيخها في الأجهزة الإعلامية المختلفة.. أن هروب الغرب من ممارساته اللاأخلاقية والعنصرية السابقة والحاضرة التى تعانى منها كل الجاليات العربية والاسلامية فى بلاد الغرب، ونسبتها لغيره لن تبرأه من هذه الافعال.