هل كان يحتاج السودان توقيع برتوكولات نيفاشا حتى يتغير

هل كان يحتاج السودان توقيع برتوكولات نيفاشا حتى يتغير-
يقول معظم السياسيين السودانين وخاصة سياسين كل الحكومات ان السودان سيتغير بعد توقيع اتفاقية طه قرنق في كينيا الاشهر المنصرم ورغم انه من المشكوك فيه تغير السودان نحو الافضل بعد هذه الاتفاقية الا ان السودان ما كان يحتاج لكي يتغير بعد موت اكثر من مليوني شخص في جنوب البلاد وجبال النوبة وتشريد مئات الالوف من اهالي دارفور الى الجارة تشاد-كان يمكن للسودان ان يتغير حقا لو كان حدث نبض معقول وارادة حسنة طيبة وتحرك جدي داخل ضمائر وعقول الهمج والبرابرة الحاكمين---لقد هدر وقت طويل وسنحت فرص كثيرة للتغير لكنها ضيعت للاسف كان يكفى لبناء السودان والمضئ به قدما نحو الافضل-لقد راينا بعد توقيع السلام المزعوم كيف ان الاذاعة السودانية الفظائية تقم لقاءات كثيفة عن التعددية اللغوية والثقافية والدينية الخ كأن هذه التعددية وليدة هذا الاتفاق ماذا كان دور هذه الاذاعة كاذاعة قومية قبل الاتفاق الم يكن مملوكا لهذه الاسر التى تزعم ملكية السودان الم تصف هذه الاذاعة قرنق بالخيانة وعمالة لاسرائيل وثوار دارفور بالنهب المسلح وقطاع طرق ان السودان سوف لم يتغير لاننا لم نحدد الاسباب التى تقود الى التغيير-
التخلف في السودان قاده اشخاص مرضانين نفسيا مختلي العقول الذين خضعوا لنزعات بدائية متوحشة -المجرمون المتورطون في تخلف السودان ليسوا سوى ادوات واشباح مراوغة تنتجهاعاصفة سرية وتيارات ملوثة جارفة يتكون من اختلالات وتدخلات جشعة عديدة في اماكن ومفاصل سياسية وفكرية واقتصادية في نظم السودان كان ينبغي العمل باخلاص وصدق وعلى نطاق سوداني شامل لازالة التراكمات التاريخية للاحقاد القبلية ولكن القائمين على الامور في السودان اهملوا ذلك لاعتبارات كثيرة هي في معظمها ضيقة وانانية -بل ان بعضهم عمل على تعميقها وتكريسها وفاقم اسباب التخلف والنزعات العدوانية ونشر اجواء الكراهية والتباعد-ولاية جبال النوبة مثلا-لقد اصبح السودان اليوم يضج بمظاهر القهر والكبت والازلال يوحي بالاحباط والياس للكثيرين بل يبدوا وكأنه غير مسكون من قبل الانسان بل من كائنات متوحشة حيث يتردى يوما بعد يوم مستوى العدل والمساواة وعلى نطاق واسع وتحمى بقوة استبدادية-الامن والمخابرات-
تم تحريم شعوب السودان من ثمار الثقافة والجضارة ونعم الحرية والديمقراطية وانتشر المجاعات والتفاوت المريع في مستوى العيش حتى لتجد في بعض الاقاليم السودانية من الناس يقتادون من جذور الاشجار ولحاءها او يعيشون على المزابل ويسكنون في اخواخ كرتونية=المهمشون حول المدن السودانية=اذن السودان هو القمة التى تخرج منها الاشباح والظلم والفقر والجفاف والتصحر ولايتوقع ان يتغير السودان بمجرد التوقيع على هذه البرتوكولات-
ان نزيف الدم والدمار والتخلف كان يمكن ان يتوقف لو قام (العروبيون)بالتصحيح منذ ان سلمهم الانجليز السلطة لكنهم حتى الان يرمون اللوم على الانجليز فالامريكان على سبيل المثال اخذوا السلطة من الانجليز ايضا فاليوم امريكا قبلة للعالم اجمع والعرب خاصة ‘ اذن عقلية العربي عقلية نفاقية متحجرة بدائية تدميرية تخريبية‘ ماذا فعلوا باسبانيا حكموها اكثر من ثمان قرون والحقوا بها دمارا شاملا انظروا الثروات العربية الضخمة لم يستطع حكامها وحكوماتها تدبيرها حتى ان ميزانيتها جميعا لاتساوي ميزانية اسبانيا التى لم تتعافى بعد من الدمار العربي-
اصبحت الثقافة العربية تربة خصبة للعنف والارهاب حيث سمح نظام البشير بقتل المسلمين النوبة في جبل تلشي تحت فتاوى باطلة ‘ان هذا التصرف يتنافى مع تعاليم الاسلام التي يحرص على التسامح والعدل والمساوة والدعوة للعمل الخير والعطاء-بماذا يبرر نظام البشير قتل اهالي دارفور ###### اكثر شعوب الارض ايمانا بالله ورسوله الكريم ‘المبرر الوحيد كونهم افارقة محافظين لهم حضارة وثقافة عريقة وكون الثقافة العربية ثقافة الغاء وهيمنة-
ان هؤلاء انصاف القادة يعتقدون بانهم هبة او نعمة من الله يجب علي المهمشين ان لايضيعوها ومن سخرية القدر ان البشير لديه هذه القناعة-
سيتغير السودان حتما اذا تم توقيع سلام شامل مش توقيعات مجزأة-
عبدالغني بريش نمر فيوف
الولايات المتحدة الامريكية