التفكير والممارسة لدى بعض من يتصدون لقضايانا

التفكير والممارسة لدى بعض من يتصدون لقضايانا


08-15-2004, 08:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1092597211&rn=0


Post: #1
Title: التفكير والممارسة لدى بعض من يتصدون لقضايانا
Author: خالد عمار/وندسور كندا
Date: 08-15-2004, 08:13 PM

عنق الزجاجة الذي يمر به السودان هذه الايام هو مرحلة حتمية لابد لنا كسودانيين المرور به كنتاج حتمي لتراكم الازمات, وبمثل ما لهذه المرحلة من مخاطر جمة ايضا لها ايجابياتها ومن بين تلك الايجابيات انها اجبرتنا جميعا سياسيين وعامة على الوقوف والتأمل ثم التساؤل لماذا نحن هاهنا؟ وكيف الخروح من هنا؟ والاجابة بالقطع ليست تكمن وراء مقدرتنا في صياغة عناوين كالاعتراف يالمظالم او تقسيم الثروة والسلطة والتحول الديمقراطي فقط وانما الاجابة على التساؤل المطروح تكمن وراء مقدرتنا على تحديد المسافة التي تفصل بين التفكير والممارسة لدى بعض من يطرحون انفسهم كساسة ومفكرين وبالتالي يتقدمون الصفوف ويتصدون لمعالجة قضايا الوطن .. اذن الخروج يلا عودة من الزجاجة التي ادخلنا فيها ساستنا ومفكرينا ويحاولون الان جميعهم حكومة ومعارضة احداث ثقوب! فيها للتنفيس باعترافات وتنازلات وشعارات واتفاقيات لن تصمد وتصبح واقعا الا بتضييق المسافة بين التفكير والممارسة لدى منتجي الشعارات وموقعي الاتفاقيات.

ان تطوير منهج ممارسة سياسية تستطيع من خلال معاييرها جماهير شعبنا ان تقرر من هو المؤهل للتصدي لقضاياها هو واجب كل مثقف وطني وسط مجموعته ايا كانت حزبا او نقابة وما الي ذلك ومن المؤكد ان الجماهير بفطرتها ووعيها الجمعي تستطيع ذلك فقط تحتاج من ابنائها الشرفاء الشفافية لكشف وتسليط الضوء على مخازي اولئك الانتهازيين الذين يزورون التاريخ والحاضر ليجثموا على صدورنا حتى ولو كنا رفات. ان ارث شعبنا يؤكد سلامة منهجه في اختيار قادته فحتى في اكثر تحمعاتنا القبلية تخلفا بفعل ساستنا نجد ان معايير اختيار الشيخ او العمدة لا تخلو من وعي وحكمة فالمتمعن لعبارة ضوء القبيلة التي تطلقه جبوباتنا بمختلف سحناتهن ولهجاتهن على بعض شباب القبيلة الذين ليس بالضرورة ان يكونوا عمدا او مشايخ بل اناس عاديين ولكنهم يراعون تقاليد محتمعهم ويعملون لم! صالح اهلهم فضوء القبيلة عند قبيلة الكدالو في حنوب النيل الازرق هو الارباب وعند عرب القري الذين يحاورونهم هو الكلس الاثنين يمثلون الشهامة والمروءة وعدم الانفعال والحكمة .. فالارابيب في قرية الكدالو يمثلون المجلس الاستشاري للشيخ الذي لايستطيع الربط او الحل دون مشورتهم رغم ان هؤلاء الارابيب ليس بالضرورة ان يكونوا من علية القوم بل يستمدون قوتهم من مجتمعهم ولقب الارباب يناله المسن او الشاب بناء على سلوكه وسيرته بين اهل قريته.

اذن ان الجماهير لا ينقصها الحس ولا الوعي لاختيار قادتها ولكنها مغيبة بفعل الذين حولو مواطنيهمم والذين يمثلونهم الي مجرد معابر للوصول للسلطة والاضواء وهؤلاء للاسف هم غالبية سياسي اليوم الذين لا توجد ادنى صلة بين تفكيرهم المعلن وممارستهم وحتى لا يطلق القول على عواهنه ااخذ الدكتور تيسير مجمد اجمد بالقابه الني يقدم بها نفسه الرئيس السابق للدائرة السياسية يالتحالف الوطني قوات التحالف السودانية, مفكر استراتيجي متخصص في شئون القرن الافريقي كحالة تمثل الفرق الشاسع بين التفكير والممارسة لدى بعض الذين يتصدون لقضايا الوطن .

خلفية لابد منها:

بعد توقيع بروتوكولات نيفاشا بين الحركة الشعبية ونظام الخرطوم اتضج لاريتريا انها وقعت في خطأ استراتيجي في تعاملها مع المعارضة السودانية طوال فترة تعاونها معها اذ انها وضعت كل بيضها في سلة الحركة الشعبية ياعتبارها الفصيل الاكثر مقدرة على اسقاط نظام الخرطوم الذي يعتبر شرط اساسي لفك العزلة التي ضربت عليها بعد حربها الحدودية مع اثيوبيا التي طبعت علاقاتها مع الخرطوم بل وقعت معها عدة اتفاقات للتعاون اهمها في المجالين الاقتصادي والامني. بتوقيع الحركة لاتفاق سلام مع النظام في الخرطوم بدى جليا ان عزلة اريتريا الاقليمية ستستمر على المدى البعيد بعد ان كانت تراهن على انهاء العزلة على المدى القصير وذلك بمحاولاتها ضرب اضعف حلقات حصارعا الاقليمي وهي حكومة الخرطوم وذلك لان الحليف الذي تعول عليه في تغيير المعادلة الاقليمية الراهنة في المنطقة اي الحركة الشعبية ستصبح شريك في السلطة مع نظام الخرطوم وليس بديلا له مع يا! قي فصائل التجمع الوطني وهذه الشراكة تتطلب توازنا اضافة الي ان الحركة استراتيحيا لايمكن ان تستغني عن اثيوبيا عدوة اريتريا اللدود فالحركة مصدر قوتها وثقلها جنوب السودان الذي يرتبط بحدود مشتركة مع اثيوبيا بالاضافة لقبائل حدودية مشتركة وتمثل ثقل في جنوب السودان مثل النوير والانجواك وايضا تعتبر هاتين القبيلتين المكون السكاني لاقليم قمبيلا الاثيوبي مما سيحتم على الحركة الشعبية والحكومة الاثيوبية التعاون والتنسيق في مجالات حيوية كالاقتصاد والامن.

اذن وجود الحركة الشعبية في الخرطوم بموجب اتفاقية السلام لن يخدم هدف اريتريا الاساسي من دعم المعارضة السودانية وهو اسقاط الحكومة في الخرطوم وبالتالي اختراق عزلتها وخنق اثيوبيا التي اصبحت دولة بلا موانيء وتعتمد بشكل كلي على مينائي جيبوتي وبرتسودان لاستيراد سلع اساسية من بينها النفط لسد حاجة نحو 75 مليون نسمة هم عدد سكان اثيوبيا..عليه من الطبيعي ان تكون هناك اتفاقيات تعاون بين الحكومتين السودانية والاثيوبية ولن تحاول الحركة الشعبية المساس بها او حتى تعديلها بعد مشاركتها في الحكم نظرا لما اشرنا اليه انفا والا نالت غضب الاثيوبيين وردة فعلهم .. من هنا عمليا ما تنتظره اريتريا لن يتحقق ولا تستطيع لوم الحركة الشعبية على ذلك.

عليه فانه من الطبيعي ان تبحث اريتريا عن بدائل وكروت ضغط اخرى تمكنها من التاثير في محريات الاحداث في السودان في المرحلة القادمة فتبنت مشروع الوحدة بين الحركة الشعبية وقوات التحالف هذا المشروع الذي اثار حدلا واسعا وسط عضوية التحالف حول كيفيته وتطور هذا الجدل الي استقطاب حاد لتصنيف العضوية مع وضد المشروع لعب فيه تيسير دور استقطابي مما زاد من حدة الخلاف وطوره ليصل الي حد تدخل الاريتريين المباشر وتوجيه اتهام لابوخالد قائد التنظيم بالاتصال باثيوبيا ووقوف تيسير الي جانب الاريتريين مما اضفى على الخلاف بعدا اخر ادى الي انشقاق تيسير ومجموعته الذين استمراوا الدعم الاريتري الذي وصل مداه باعتقال وتشريد اعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا الانضمام لمجموعة تيسير ولا زال التنكيل بالمقاتلين مستمرا حتى لحظة كتابة هذه السطور.. بالنظر لهذا الدكتور من زاوية انه سياسي ومفكر! كما يدعي نجد ان تفكيره بعيد جدا عن ممارسته, فبتمسكه بالوحدة مع الحركة الشعبية نجد ان تفكيره متقدم جدا ولكن على مستوى الممارسة نجد انه عجز تماما عن ادارة حوار داخل تنظيمه يفضي الي تحقيق الوجدة مع تنظيم اخر بل تسبب في انشقاق في تنظيمه ومارس دكتاتورية بشعة مدعوما بالة القمع الاريترية ضد المقاتلين الذين اختلفوا مع توجهه ليس لاتهم يرفضون الوحدة ولكن في طريقة معالجته لملفها واعلانه عن تخليه عن رفيقه قائد التنظيم وهو متهم من الاريتريين مما ادى الي التفاف المقاتلين حول ابوخالد في ذلك الظرف الدقيق كموقف اخلاقي تحاه رفيق تتهمه جهة خارج التنظيم.

اما بالنظر اليه من زاوية انه احد مفكري القرن الافريقي كما يصف نفسه نجد ان الرجل بقبوله وتنفيذه للدور الذي رسمه له الاريتريين للتنكيل برفيقه ابوخالد انتقاما لاتصاله بالاثيوبيين قد برهن عمليا بانه ليست لديه ادنى علاقة بمنهج المفكرين الذين يقراون الاحداث بمستوى متقدم عن الاخرين.. فمجرد تزامن الاتهامات الاريترية لابوخالد بالاتصال ياثيوبيا وتصعيد تيسير لحدة خلافه معه قد اعطى الاثيوبيين الذين هم رقم يصعب تجاوزه في القرن الافريقي لم يراهن حنى الاكاديميين الغربيين المهتمين بشئون القرن الافريقي على خسارته اشارة انه مجرد منفذ لارادة دولة محددة في المنطقة وبذلك جازف بسمعته الاكاديمية التي تطلب الحيادية وبسمعته كمفكر لان ممارسته عكس ما يطرحه نظريا وفوق ذلك اضر يمشروعه الشخصي بالانضمام للحركة الشعبية التي لا تقبل ان يكون من بين قيادييها ومفكريها من يمكن اتهامه بسهولة ودون عناء انه مخلب قط لدولة بعينها. فتيسير ! احمد اذن يمثل حالة واحدة فقط من بين عدة حالات تملا الساحة وتتصدى لقضايانا. التنبيه بوجودها ودراستها اول خطوة نحو معالجة ازمة الممارسة السياسية في السودان ومن هنا يبدا الحل لان العنصر البشري هو الشرط المفصلي للتغيير والنجاح.

خالد عمار

وندسور كندا