ماساة اللاجئيين السودانيين بمصر

ان ما يجرى بالمكتب الاقليمى للامم المتحدة بالقاهرة هذا الايام لماساة وازمة حقيقية يعيشها اللاجئيين السودانيين الموجودين بجمهورية مصر كنتيجة لبعض القرارت الغير مدروسة والتى لا نعلم مصدرها او المغزى منها ومن ورائها ؟اسئلة عديدة مطروحة دون اجابات.
ولا شك ان قرار وقف تسجيل اللاجئيين او لاجئيين سودانيين جدد او القادميين حديثا قرارغير مدروس وليس هناك ما يبرره مما يجعلنى اتسال هل هى قرار مدروس ام قرار عفوى؟هل لهذا القرار ابعاد سياسية؟ ام انها مرتبطة بتطورات الاوضاع الاخيرة والتقدم الذى تم احرازه فى ملف السلام ؟مع ان الذى حدث ليس بالتطور المؤثر لان الامر ما زال فى يد القادة السياسيين ولم يصل الى مرحلة التطبيق واحداث تحول حقيقى على الاوضاع الحقيقية على الارض لان هناك مناطق اخرى فى السودان لا تزال الصراعات فيها مشتعلا حتى اليوم كما فى اقليم دارفور على سبيل المثال .
لقد تاثرت حقيقة كثيرا وانا اسمع هذا القرار عندما شاهدت اللا جئيين السودانيين المتضرريين بهذا القرارالغير مدروس والمفاجىء من قبل المكتب الاقليمى للا مم المتحدة بالقاهرة وحالة الياس والاحباط التى يعيشونها .
ان الامر لم يقف عند هذا الحد بل وصلت لدرجة وقف المقابلات مع اللذين حضروا منذ مدة طويلة لا يقل عن ثمانية اشهر بعد استلامهم للا ستمارات الخاصة باجراء المقابلة وكانوا فى الانتظارطوال هذا المدة لاجراء المقابلة لان اللاجىء يستغرق مدة لا يقل عن العامين ونصف العام من تاريخ دخوله مصر وتسجيله بالمكتب حتى اعادة توطينه ثم سفره.
ان القرار الذى صدرمن مكتب الامم المتحدة بالقاهرة قرار غير انسانى وغير متوقع من منظمة دولية يعنى بشؤن اللجئيين كالامم المتحدة فى حق اللاجئيين السودانيين الموجودين بمصر على وجه الخصوص لانهم اناس تعرضوا للا ضطهاد والتعذيب والتشريد من قبل نظام الجبهة الاسلاميةالفاشى ولجاوا لمصر بحثا عن الامان والحماية فاذا بالجهة الانسانية الوحيدة التى لجاوا اليها وهى منظمة مفوضية شؤن اللاجئيين تغلق ابوابها امام اعينهم ويبرر ذلك بمزاعم لا يستوعبها اللاجىء المغلوب على امره حيث يقولون فى بعض الاحيان بانهم سوف ينظرون فى امرهم فى شهر ديسمبر المقبل وفى احيان اخرى بان الامر مرتبط بتوقيع اتفاق السلا م النهائى فى السودان.
مما يقودنى مرة اخرى للمسالة ,كيف يستطيع لاجىء بسيط مغلوب على امره لا يمتلك اى مصادر لاعانته او جهات اخرى لحمايته اذا ما تعرض لاى مشكلة وهو غير مسجل بمكتب اللا مم المتحدة كما انه معرض للا بعاد الى السودان تحت اى لحظة لانه لا يملك تصريح الاقامة الى ان ينتظر حتى شهر ديسمبر حتى يتم البت ففى امره, اليس فى ذلك تعارض واضح مع مواثيق المنظمة الدولية الخاصة بشؤن اللاجئيين ؟ان اقل ما يمكن ان نصف به هذا الامر هو انتهاك الحقوق الشرعية للاجئيين,لان اللاجىء يعتبر تحت حماية ومسؤلية المفوضية من تايخ لجوئه لمكتب المنظمة .اما الشق الاخر والخاص بتوقيع اتفاق السلام النهائى وحتى اذا افترضنا جدلا ان التوقيع النهائى قد تم فان مسالة العودة الطوعية للاجئيين يتم وفق برامج منظم ومدروس بعد تقييم الاوضاع على الارض تقييما دقيقا لضمان استقرار اللاجئيين فى مواطنهم الاصلية استقرارا تاما وتوفير الخدمات الاساسية لهم كالخدمات الصحية والتعليمية وكهرباء ومياه وغيرها .كل هذه الامور تحتاج لمدة طويلة حتى يتم ! ضمان سلامتهم وعودتهم الطوعية .اننى اوجه النداء من خلال هذا المنبر الحر الى الجهات المسؤلة والمعنية بغوث اللاجئيين بمقر المنظمة الدولية للامم المتحدة بجنيف بضرورة مناشدة المكتب الا قليمى بالقاهرة باعادة النظر فى قرارتها الغير المدروسة وسياساتها تجاه اللاجئيين السودانيين خاصة فى ظل الا وضاع الماساوية وحالات الاحباط والياس التى يعيشونها هذه الايام.ويبقى السؤال مطروحا من يقف وراء قرار وقف تسجيل اللاجئيين السودانيين؟؟؟
د/اكول سلفاتورى لوكنقور
القاهرة
[email protected]