أوراق سودانية......إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان

أوراق سودانية......إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان


03-18-2004, 11:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1079650797&rn=0


Post: #1
Title: أوراق سودانية......إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان
Author: حسن أحمد الحسن واشنطن
Date: 03-18-2004, 11:59 PM

أوراق سودانية (1)

إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان حسن أحمد الحسن واشنطن

ينظر السودانيون بكثير من القلق والترقب الي ماستفضي اليه خريطة الطريق السودانية مابين
زاهد في الوحدة المستعصية ومشفق علي حال الوطن الذي تبدل حاله ومآله الي مستقبل مظلم
ورغم تجاوز القوي السياسية نوعا ما عن مطلبها بمشاركة تجاوزتها الأحداث وسعيها الي ضمان
أن تكون المباحثات آمنة ومفضية الي حل عادل إلا أن وقائع الضاحية المشئومة نيفاشا تقول غير
ذلك ويبدو أن الحركة الشعبية قد إستمرأت إستجابات النائب الأول وهي تنعم بالضغوط الأميركية
والكنسية الغربية وترفع من سقف مطالبها لآرغبة في وحدة بل تعبيرا عن إنتهازية سياسية واضحة تجاوزت بسببها حلفائها لاسيما مابقي من التجمع الوطني الذي أصبح كالمعلقة وبعض قادته الذين ماانفكوا يدللون في غيبوبة مجيدة لم يؤثر فيها نشادر نيفاشا
علي وحدوية الحركة الشعبية وزعيمها وتمسكها بمواثيق أسمرة 1995 التي أضحت كسفر تاريخي قديم .
ولايفهم المراقبون والمتابعون حتي الآن سر هذا الإعجاب بالحركة وزعيمها الذي برع في توظيف
قطاع واسع من القوي السياسية السودانية لمصلحته السياسية والحزبية دون مقابل غير بضعة
إبتسامات مابين أسمرا والقاهرة .
ورغم إن بعض الوعي بمخاطر اللعبة التي تلعبها الحركة وجنودها المجندة من الخارج قد بدا يأخذ
قدرا من الإتساع علي الصعيد الشعبي إلا إن الحكومة ومفاوضيها في حاجة ماسة لمن يبصرهم بمخاطر الإرضاء الأعمي للإدارة الأمريكية والنزوات غير المشروعة للحركة وقياداتها المتحمسة للإنفصال والتي تعمل علي إبتزاز الشمال المغلوب علي أمره في تراجع مستمر لثقافة الوحدة ومصطلحاتها الموؤودة .
ماذا لو تم التفاوض منذ البداية تحت رعاية كل هذا الجيش الجرار من الوسطاء والشركاء والأوصياء علي الإنفصال في حال حدوثه طالما أنه مطروح كخيار حتي تكون النقاط علي الحروف
قفلا لأبواب المزايدات والإنتهاز حتي إذاماإختار الجنوبيون الإنفصال يكون الإختيار عادلا وموضوعيا ؟ هكذا فقط تكون الوحدة جاذبة ويكون الحوار والتباحث حولها موضوعيا وصادقا .
ويبدوا وآضحا أن كل مقومات الجاذبية التي تستخدمها الحكومة والمعارضة معا لجذب الحركة
نحو الوحدة لم تمنع الحركة من إقامة دولتها عملة وقانونا وتجارة خارجية ومعاهدات دولية
وجيش خاص وشرطة وجمارك الي آخر قائمة نيفاشا ولامانع في أن يتحدث الشماليون بعد ذلك عن حجم وطبيعة الجاذبية التي يسعون لتوفيرها في إجتماعات اسمرة أو في زيارات موفديهم
الي عتبات الحركة المقدسة من وقت لآخر أما آن الأوان لقراءة موضوعية ووضع النقاط فوق الحروف بعيدا عن الوهم الذي بعيشه القادة الشماليون بشأن الوحدة التي لم يتبقي منها شيء
ومثلما قال السيد وزير الخارجية السوداني في إحدي لقاءاته إنه لايتمني أن يكتب تاريخيا علي
حكومته أن جنوب السودان قد إنفصل علي عهدها فهناك من يخشي أن يكتب التاريخ أيضا علي القوي السياسية السودانية أنها قد أعطت الحركة زخما سياسيا كبيرا رغبها في الإنفصال بدلا أن يسلك بها طريق الوحدة .