لوحة مهتزة وباهته

لوحة مهتزة وباهته


01-16-2004, 05:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1074225768&rn=0


Post: #1
Title: لوحة مهتزة وباهته
Author: نصر الدين حسين دفع الله
Date: 01-16-2004, 05:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم



ياوطنى ياراية منسوجة من شموخ النساء وكبرياء الرجال

لقد احتفلت القلة الحاكمة فى الخرطوم باليوبيل الذهبى لرئاسة مجلس الوزراء احتفالا كان معروف القصد منه ومن اهدافه الخبيثه التى لم تنفك هذه القلة تمارسها على الشعب السودانى بمختلف طوائفه والوانه . وكما قال السيد ماثيو ابور يمكن للشيطان ان يقول الله اكبر ولكنه مجرد قول اجوف لايتفاعل مع ما يقول مجرد كلمات تتكرر .
ارادوا لها لوحة رائعة وبانامل تطوع الريشة والالوان لكى تخرج اللوحة فى ارقى فنونها وابداعاتها ، ولكنها كانت الاسواء فى العالم من حيث المضمون والاخراج . وكانت باهته ومشوهه وحاول د. الجزولى دفع الله ان يضع لمساته فيها عندما قال ان فى هذا الجمع من جاء بالثورة الشعبيه و من جاء بالديقراطية ومن جاء على ظهر الدبابة حتى اهتز الارسال وانقطع لثوانى ، فى وقت الكل يصفق ويمدح ويتحذلق وينافح .
سموه يوم تاريخى واحتفلوا فيه بخمسين سنة بعد الاستقلال ، ولكنهم احتفلوا بعجزهم وخيبتهم عن تحقيق وطن جا مع وعا دل لكل مواطنيه ، احتفلوا بتفردهم فى هلك الزرع و النسل وتعطشهم للدماء ،احتفلوا بانهم اول دكتاتورية تحرق كل الاطراف ومازال نزيف الثوار فى دارفور يمهر الارض بالعزة والكرامة ، احتفلوا وتعالت ضحكاتهم فرحا بتوقيعهم على انفصال الجنوب وتتبعه بقية الاقاليم ، احتفلوا بتمكين الفقر والجهل والجوع حتى لايدرك الناس ماذا يجرى حولهم ، احتفلوا بنفوسهم المريضة باخطر امراض العصر ( العنصرية والجهوية والقبلية ) ، احتفلوا وافتخروا بخبرتهم فى القمع والقهر وبيوت الاشباح وذل هذا الشعب الاصيل . ولكن الشعب السودانى الابى هو معلم الشعوب وصانع الثورات لن يألوا جهدا فى تحرير الاستقلال من اعداء هذه الامة و من الدكتاتورية والشمولية و من صلفها واستكبارها .
وكانت اللوحة ذات الفريم العنصرى واللون الواحد (اقليم واحد ) مخيبة لآمال كل المهمشين الذين لم يجدوا من يمثلهم فى هذه اللوحة . لقد تلفت يمين رئيس الجمهورية وشماله لم اجد احد يشبههم او يحمل همومهم اللهم الا واحد هنا وواحد هنالك من الاقليم الجنوبى علهم شواهد حتى لاتصيب (العين) هذه اللوحة فتتهشم . خمسون عاما عجزا متواصلا وفشلا مروعا فى بناء اواصر وجسور التواصل بين ابناء الوطن الواحد وتدميرا كاملا لكل مقدرات الانسان السودانى . اليس هذا كافيا وشاهدا بان هنالك خلل فى ممارسة وتركيبة النخب الحاكمة مدنية كانت ام عسكرية . خمسون عاما وسوداننا الحبيب طفلا يحبو ولد مشوها على ايدى الساده اسماعيل الازهرى والمحجوب الذين انحازوا للثقافة العربية وركلوا الافريقية التى تسببت فى مشكلة الهوية والتى نعانى منها حتى الان . والذين جاءوا من بعدهم اطباء لاعلاقة لهم بالطب فاذا تأوه الطفل من ألم فى المعده اجروا له جراحة فى المخ ، واذا اشتكى من الاذن اجروا له جراحة فى الركبة وهكذا شلوا كل اعضائه وادخلوه غرفة الانعاش ، حتى تدخل اطباء عالميين اجروا له عملية بتر ستصيب بقية الاعضاء بالشلل او بتر اعضاء اخرى .
لقد اصاب الحزن الاغلبية المهمشة لوجود السيد الصادق المهدى مرتين مره فى احتفال اليوبيل الذهبى للبرلمان ومره مشاركته فى احتفال اليوبيل الذهبى لرئاسة مجلس الوزراء . الكل فرح بعودته للسودان وعودة قيادات حزبه للنضال من الداخل رغم مشاقه ومصاعبه فى وجود نظام غاشم لا يرحم معارضيه . ولكن هل يكون النضال من الداخل او الجهاد المدنى معناه تكملة اللوحات الديكورية للنظام ؟ الا يستغلها ويحسن تسويقها للعالم بان الوطن المثخن بالجراح مستقر وينعم بالديمقراطية وان قادة النظام يتمتعون بسماحة الرسل . فهل نسى السيد الصادق المهدى بان اتفاق جيبوتى كان مصيدة لشق الحزب ؟ وان كان من حيث المبدأ الكل ينبذ ويرفض هذا المسلك من النظام ولكن من حيث الواقع كثيرون اسعدهم خروج هذه المجموعه وانضمامها الى النظام حيث يقول المثل (وافق شن طبقه ) فالنظام يختار بعناية دقيقة من يشبهونه ويتقاطع معهم فى السلوك والمبادئ والاهداف والبرامج . فلا حزن فى ذلك ، لقد انفرزت الكيمان ويسهل على الشعب التمييز فى يوم الحساب .
وهنالك اسئله مهمة يجب طرحها !! اما زالت البلاد تتعرض لخطر التشرزم وتقطيع الاوصال ؟ اليست اتفاقية السلام الثنائية مؤشرا لفصل الجنوب ؟ الم يفقد هذا النظام مبررات بقائه لعجزه عن مواجهة التحديات التى تواجهها هذه الامة ؟ الم نزل رعايا فى وطننا ؟ اما زالت الدماء الزكية فى دارفور الحبيبه تسفك وتهدر من النظام باسم حفظ الامن ؟ اليست هذه الاسئلة تكفى للابتعاد عن المشاركة فى لوحات النظام الديكورية ؟
فان النظام لم يحول اهدافه الى اهداف الامة ، بل ظلت ذات الاهداف الذاتية الضيقة العنصرية الجهوية التى فرقت بين المواطنين اكثر من ان تجمع بينهم .
اما النخب المثقفة المكملة لهذه اللوحة والتى دفع لها المواطن من ضرائبه ومن جهده وعرقه لكى تنال ارفع الدرجات العلمية من جامعات العالم ، اصبحت فى بلاط الرئيس كشعراء الدوله الاموية او الدولة العباسية لاهم لهم غير المدح والتملق والتحذلق والمنافحه الرخيصة حتى ظننت ان يلتفت رئيس الجمهورية الى امين بيت المال (وزير المالية) ويقول اعطى هذا المادح مائة ناقة وذاك مائة ناقة ، اليس هذا زمن تافه وحقير ، وكما يقولون (اذا لم تستحى افعل ماشئت ) وهل تصدقون بان يطلب احدهم بان تكون مدة الوزير فى وزارته مثل مدة وزير الثقافة المصرى صفوت الشريف الذى ورث الوزارة وله فيها اكثر من عشرين عاما وكأن الام المصرية قد اصيبت بالعقم ، وحقيقة الاختشوا ماتوا . لا ادرى ماذا يريد هؤلاء المستوزرين من هذا الشعب ؟ الا يكفى انهم وقفوا ضد ارادته وضد مشاعره فى انتفاضة ابريل ودافعوا عن السدنة ، فى حين رفض كل المحامين الشرفاء للدفاع عن جلاديه وذلك مراعاة لمشاعره واحتراما له ، وناخذ قدوة من داخل مصر الشقيقة لنقف تقديرا واحتراما للكاتب الكبير صنع الله ابراهيم الذى سجل موقفا للتاريخ يتشرف به كل انسان حر يحترم نفسه حين رفض ان يستلم جائزة افضل رواية فى العام 2003 التى تقدمها مصر من يد وزير الثقافه المصرى (صفوت الشريف ) احتجاجا على الاوضاع فى الاراضى الفلسطينية والاوضاع فى مصر واحتجاجا على جلوس الوزير فى مقعده اكثر من عشرين عاما . ونسأل سؤالا مهما : هل يمكن ان نقارن بين موقف المثقف والكاتب الكبير (صنع الله ابراهيم ) وبين المادحين والدجالين والمتملقين لرئيس الجمهورية ؟
ولا ننسى ان نؤكد ان شعبنا السودانى العظيم بانه شعبا حيا وان الشعوب مازالت تستلهم منه العبر واخرها الشعب الجورجى الذى اسقط ديكتاتورية ادوارد شيفرنادذه . وندعو كل المهمشين رغم آلامهم وجراحاتهم ونقول لهم ان الشعوب التى لا تدفع ضريبة الدم لن تتحرر ، وليست النائحه الثكلى كالنائحه المأجورة وليس الابن المفجوع كابن العم المعزى . فلا احدا يحس مانحسه ولا احدا يعيش ما نعيشه يجب 000 يجب علينا ان نتحد ونتعاون حتى ننتشل هذا الوطن العزيز من بركة الدماء التى حفرتها له القلة الحاكمة ونسعى جاهدين الى تغيير هذا الواقع المؤلم الذى نعيشه . وان نستمد قوتنا من اتحادنا وتمسكنا بالمبادئ وصبرنا على الابتلاءات فالطريق شائك ووعر ولن يكون مفروشا بالورود ولكننا بحكمة شيوخنا وصبرهم واندفاع شبابنا ووعيهم سنصل باذن الله