كيف يسمح لك ضميرك أن تحب السودان ولا تكره نظام الإنقاذ (علي عاشور)

كيف يسمح لك ضميرك أن تحب السودان ولا تكره نظام الإنقاذ (علي عاشور)


12-06-2008, 12:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=64&msg=1282283122&rn=0


Post: #1
Title: كيف يسمح لك ضميرك أن تحب السودان ولا تكره نظام الإنقاذ (علي عاشور)
Author: د.أسامة عبدالحليم
Date: 12-06-2008, 12:39 PM

لماذا أكره النظام الحاكم فى السودان

على عاشور

هل جربتَ صعوبةَ الردّ على سؤال يُقلب لك موازين الحق والباطل؟
لماذا تكره الجهل و الفقر ومرض الايدز والاعتداء على الأطفال والإرهاب وأنفلونزا الطيور و بيوت الأشباح ؟
و لماذا تحب الحرية و الجمال و الماء والهواء الطلق و الوجه الصبوح و تحب الخيّرين من البشر ؟
عندما تنتابك الدهشة من السؤال تصعب الإجابة عليه أو تكون سهولة الإجابة أصعب من التزام الصمت .
إذا سلمنا بذلك فيجب التسليم بأنه لا يمكن أن يلتقي حبك لوطنك مع حبك لمن يؤذيه ، أو خوفك على خيراته مع حماسك لمن يسرق هذه الخيرات !
بعض التناقضات تتنافر حتى تبدو كأنها خُلقت لتتنافر , فالحب و الكراهية يعيشان فى حالة من التناقض الأزلى المستمر إلى الأبد بحيث لا يلتقيان إلا فى يوم العرض العظيم حين تضع كل ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى , عندها ستجد في كتابك الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها سؤالا ستبكي لسماعه كل مسامات جسدك و هو : كيف أحببت السودان ولم تكره نظام الإنقاذ الذى يحكمه ؟
ألم يهبك رب العزة عقلا تميز به الحق من الباطل و العدل من الظلم ، ألم يهبك قلبا ينبض للخير ، وفؤادا يهتز للجرائم ، وضميرا يستعير من النفخة الإلهية التى في روحك قوة ترفض بها الموبقات و المهلكات و القمع والتعذيب والظلم والإمتهان والفساد و الكذب والسرقة والنهب و الخيانه و التسلط و الإنحطاط و كل ما يناقض الفطرة السليمة للبشر ؟
كيف تحب القاتل والقتيل فى نفس الوقت و بنفس الدرجة ؟
كيفي تمر على رجل يغتصب طفلة بريئة فتُلقي التحية على الاثنين معا ؟
كيف تستمتع بمقطوعة موسيقية و أنت في غياهب زنزانة من زنازين بيوت الأشباح تسمع أنين و آهات وتوجعات وصراخ مواطنين مثلك في الزنازين المجاوره ؟ كيف يكون النور حالك الظلام ؟؟؟
كيف ترى وطنك و سودانك الحبيب الذى هو حبك الأول و عشقك الأزلى وطفولتك ورائحة أحبابك وأحلام شبابك ومجرى دمائك و هو يئن تحت جبروت و صلف نظام الإنقاذ الذى يبطش بك و ببنى جلدتك و بآلاف المعتقلين تحت الأرض والمنتهكة حرماتهم والمهانة كرامتهم ، ثم تقرأ موضوعات موثقة بالأدلة الدامغة عن النهب و السلب والفساد والسرقة و القمع و القهر و التعذيب و التقتيل و الظلم و التشريد وجرائم يهتز لها عرش الرحمن ، ثم لا تكره المسؤول الأول والأخير عن كل ذلك ؟
كيف تضع رأسك على وسادتك أو جبهتك على سجادة الصلاة أو تدخل مسجدا وتقف أمام خالقك وأنت تجمع بين هذين النقيضين معا كما يجمع شخص بين الكفر والإيمان أو كالذى يبغض الكذب و يحب الكذاب ؟
كيف يسمح لك ضميرك أن تحب السودان ولا تكره نظام الإنقاذ الذى يسوم هذا السودان سوء العذاب و يشرد أبناءه و يستبيح مالهم وعرضهم و دمهم ؟ ؟
إذا كنت حقاً لا تعرف ما يدور في وطنك من كوارث وفواجع وانتهاكات وفساد حتى النخاع و إنحدار حتى القاع , و لا تدرى أن وطنك تحكمه أجهزة ظالمة وأحكام جائرة و طغمة مستبدة سرقت كل شيىء و أتلفت كل شيىء و أحرقت كل شيىء فلم تبقى و لم تذر ، فهنا يصبح عدم معرفتك لهذه الحقائق عار عليك , أما إذا كنت تعرف ذلك فإن صمتك أو تأييدك أو تبريرك لنظام الإنقاذ يعتبر مشاركة ضمنية في ذات الجريمة .
هل فكرت مرة واحدة في حال ملايين السودانيين الذين هم أقارب وأهل وأولاد وزوجات وأمهات وآباء المعتقلين فى سجون النظام يتعذبون ويتألمون وينتحبون وقد ألهبت ظهورهم سياط زبانية الإنقاذ التى لا ترحم ؟ هل فكرت فى تلك الأيادى التى سرقت و نهبت كل شيىء من مقدرات وثروات الوطن ثم إمتدت فى وحشية لتخطف لقمة العيش من أفواه المساكين الذين أنهك قواهم الجوع و المرض ؟ هل فكرت فى تلك القصور الفخمة و المركبات الفارهة و الأثاثات الوثيرة و الأوداج الممتلئة و الحياه المنعمة التى يعيشها أوغاد الإنقاذ و سألت نفسك من أين لهم هذا ؟؟
يبقى السؤال الأخير و الأهم ...
هل تعرف أن رفع الجور و الغبن والحزن والظلم عنك و عن كل هؤلاء هو بيد شخص واحد فقط اسمه عمر البشير و بإشارة من جهة واحدة إسمها المؤتمر الوطنى ؟
هل تعرف أن كل حالات النهب و القمع الإنتهاك و الفساد و الإذلال و مآسى التعذيب فى بيوت الأشباح والقاء من مات تحت التعذيب في مقابر مجهولة بأطراف المدينة كان يمكن أن تتوقف كلها بكلمة واحدة و بإشارة من جهة واحدة إسمها المؤتمر الوطنى ؟
هل تعرف أن عمر البشير أو نظامة سوف لن يفكروا يوماً فى العطف على هذا الشعب المغلوب أو رد مظالمه و رفع الجور و الغبن عنه لأن فكرهم المتعفن يسول لهم دوماً بأن حياتهم مرهونة بموت الآخرين .
و لعل ذلك ما يجعل قلمي و في كل حرف يخطه يستصرخ أولائك الذين حكم عليهم الإنقاذيين بالموت البطيء , و يستصرخ شجاعة و نخوة وشهامة وضمير وكرامة السودانيين وحبهم لبلدهم الطيب المعطاء لكي يصلوا إلى تلك الحقيقة التي لا تحتاج لكبير عناء : هل يمكن أن تحب السودان و نظام الإنقاذ في نفس الوقت ؟
هل يمكن أن تستمع إلى الملائكة وتتغزل في الشياطين ؟
هل يمكن أن تشاهد سيارة مفخخة تتناثر إثرها أشلاء تلاميذ مدرسة ثم تستلقي على ظهرك من الضحك والسعادة؟
هذا الحديث موجه لمن كان في قلبه مثقال ذرة من حب وولاء ووفاء لهذا السودان الصابر لشحذ همته و الشد على عزيمته فكل ليل سوف ينجلى و كل قيد سوف ينكسر ، و أما الذين يعيشون داخل السودان ولم تقع أعينهم على بؤس المشهد السودانى فلا شك أنهم من أسباب بؤس المشهد بل هم البؤس نفسه و الحديث غير موجه لهم ، كما أنه غير موجه للذين يخرقون الأرض غرورا والذين يرفضون تكملة الجسد السودانى بأبنائه المشتتين فى المهجر و قد بَحّتْ أصواتهم وهم يحاولون اقناع مواطني الداخل بأن الطوفان يقترب من كل شبر من تراب السودان فتناديهم ألسنة متغطرسة متكبرة باستعلاء بأن يعودوا للمشاركة فى البناء و يحصلوا على وسام التعمير من الطبقة الأولى , و نحن نعلم أن البناء الذى يريدونه هو بناء القصور لمنتسبى المؤتمر الوطنى فى حين أن البناء الذى نريده هو بناء مجتمع الكفاية و العدل و الحريه الذى هدموا كل أركانه و الذى سوف لن نبنيه مالم تتوقف آلة الهدم عن الهدم . إن الذى يبنى القصور لمن قمعوه و أذلوه و سلبوه حريته فهو عبد لهم , و الذى يفلح الأرض لتعطى خيراً وفيراً لرفاهية من يسومونه العذاب و القهر والظلم و لا يجودون عليه إلا بالفتات فهو عبد لهم , و بئس العبد من بات جائعاً و سيده شبعان .
لهذه الأسباب ولغيرها مما تهتز له السماوات السبع والأرض ومن فيهن أجد نفسي في النهاية أحمل كراهية لنظام الإنقاذ تنوء عن حملها الجبال و بغضاً لو صبوه على نهر النيل لتغير لونه و طعمه و رائحته ، لأنني و بكل بساطة سودانى أحمل للسودان حبا لو غمر كل أهل بلدي لكان لكل منهم عيدا مدى الحياة

Post: #2
Title: Re: كيف يسمح لك ضميرك أن تحب السودان ولا تكره نظام الإنقاذ (علي عاشور)
Author: د.أسامة عبدالحليم
Date: 12-06-2008, 02:35 PM
Parent: #1

إذا كنت حقاً لا تعرف ما يدور في وطنك من كوارث وفواجع وانتهاكات وفساد حتى النخاع و إنحدار حتى القاع , و لا تدرى أن وطنك تحكمه أجهزة ظالمة وأحكام جائرة و طغمة مستبدة سرقت كل شيىء و أتلفت كل شيىء و أحرقت كل شيىء فلم تبقى و لم تذر ، فهنا يصبح عدم معرفتك لهذه الحقائق عار عليك , أما إذا كنت تعرف ذلك فإن صمتك أو تأييدك أو تبريرك لنظام الإنقاذ يعتبر مشاركة ضمنية في ذات الجريمة

Post: #3
Title: Re: كيف يسمح لك ضميرك أن تحب السودان ولا تكره نظام الإنقاذ (علي عاشور)
Author: شكرى سليمان ماطوس
Date: 12-06-2008, 02:47 PM
Parent: #1

د. أسامة، لك التحية
و كل عام و أنتم بألف خير


Quote:
أما إذا كنت تعرف ذلك فإن صمتك أو تأييدك أو تبريرك لنظام الإنقاذ يعتبر مشاركة ضمنية في ذات الجريمة


أين نحن من هؤلاء ؟؟؟



ش