الجـكـس للجـمـيع ..والأخــــوه ثابـتــه..رأيكم شـــنو ؟؟!!

أجد متعة عجيبة وصديقى الاستاذ عوض بابكر (يستحول ) فى صوفية عميقة..
هو فى حال اشراق لامع على الدوام يومض بمنظومة القيم فى استلهامه معنى أغنيات الحقيبة وفى التراث السودانى..
أمس التقيته بعد غياب وهو ذاته يشتعل بالأفكار والموضوعات والثقافة الوطنية ومشروع متفق عليه بيننا لتسجيل وثائقى مدهش فى مقبل الأيام..
أمثال الاستاذ عوض بابكر نوابغ ..فرائد الزمان ويجدر بوطن يحترم تاريخه وتراثه أن يحرص على الاستفادة القصوى منهم واتاحة المنابر لابداعاتهم وعطائهم..
حدثنى عن على المك وودالفراش وأماديح السادة السمانية وأولاد حاج الماحى وموسيقانا والفلكلور ودراسات وبحوث هى طي دفاتره ومكتبته العامرة من المضنون به على غير أهله..
ثم..شقي كنت ,,,
غدوت هذا المساء الى احياء ذكرى الفنان احمدعبدالعال وكوكبة من التشكيلين يقولون حديثا أفهم بعضه ويستغلق علي بعضه الاخر سوى أن حديثه فى تسجيل تم بثه أثناء الاحتفال عن الشيخ الاكبرمحى الدين بن عربى لايغيب عنى معناه ومبناه ولايستغلق على أضراب الاستاذ عوض بابكر..
الحديث عن القيم فى حوارات هؤلاء وفى تجليات عوض بابكر عن حقيبة الفن لهو أمر معجب وبديع..
ثمت فوارق كبيرة بين ذاك الجيل وبين الشباب الذى يند هذه الأيام ويتقاصر فى وعيه وثقافته وتقديره للاشياء ..
صرت لوهلة رجل عتيق ..
من طراز قديم وثلة من الشباب العشرينى يحدثنى فى مناسبة عن رؤاه وأهدافه وأوقاته وأن احمدالصادق صار رمزا يحتذى فى السلوك وطرائق التعبير..لبسه..البودى قارد..سيارته.. وفى دندنات الفن الذى توهج خلاله يتغنى بمثل ماتغنى به محمداحمدعوض وهو من ورائه يسطع..
ليس ثمت اعتراض من جهتى وبعض أصدقائى من العواجيز طرف الحوار على جيل الشباب من المغنين سوى أنه يبدو أن الامور لم تعد على الوجهة التى كنا نتصورهاصحيحة ..
تحدثنا حول المجتمع قبل ثلاثة عقود وكيف أن بنت الجيران هى فى مقام الاخت مايمس كرامتها ومكانتها يمس الحي بأكمله وعن النفاجات فى امدرمان وعن صيانة البيوت وحالات التكافل الاجتماعى والتواصل بين الناس وعن قصة (حاول يخفى نفسو وهل يخفى القمر فى سماهو..ابدا لا..وطبعا لا..شفناهو شفناهو) ولكن يبدو أن كل ذلك كان بندق فى بحر وهم يقولون..ياعمو..عايز تصل لى شنو؟نجيك من الآخر ..حكاية البنات دى..بنات الحلة ..الشارع..الجامعة..والقيم وشنو ماعارف دى قصة ميته..الشعار هو..الجكس للجميع..والاخوه ثابته..
اظلام تام..ولاكلمة تانى
والارأيكم شنو

للجندريات فقط....راجل المره حلو حلاه !!!!!
هاقد عدت الى بلدى...بلد المصيبات العجيبة..
جدى حدثنى انه وقبل أربعين عاما من الان قد هب مع بعض اقاربه فى طلب احدى حسناوات حى ابوروف...
والد الفتاة رجل صالح ومن افاضل المدينة..جدى قدم العريس بانه ولد مستقيم لم ترتاد قدمه منتديات الخمر ولايعرف طريقا للنساء ولا يلعب الميسر وهو فى طريقين لا ثالث لهما... من بيته الى العمل ومنه الى المسجد..والد الفتاة نظر اليه طويلا واطرق الى الارض ثم قال...
( والله ياجماعة كتر خيركم وبارك الله فيكم...وانا داحين ماعندى راى فيكم..ناس افاضل ومعروفين..لكن ياحاج ولدكم ده لاجرب الخمر ولاساسق فى درب النسوان جايبنو لى لى بتى اسوى بى شنو..انا عايز لى زولا مقرم وشفت يحميها...)
والايام ماضية... والغناء حامل ثقافة المجتمع والناس... يسمو بسموهم ويهبط بهم عندما يهبطون..
بعد سنوات من طلب قريبنا المودب...كانت الفتيات يتطلعن باعجاب الى(الماشى لى باريس ..جيب لى معاك عريس...شرطا يكون لبيس من هيئة التدريس) حتى اصبح يوم على المدرسين (معلمين)فيه الله من كل شىء بعد زحف المغتربين المقدس وقضائهم على الاخضر واليابس وليتهم ينتقرون خطيباتهم فى لقاء مباشر فى اجازتهم,,, بل يختارونهن عبر اشرطة الفيديو فى الاعراس وهم قابعون فى اغترابهم يسمرون..
وفى عهد تالى كان عز الطلب (وليد دارفور بمشى معاك الليلة..محل ماتدور بمشى معاك الليلة) ولا انسى بينهما من(بتغنيلو بت عباس..ألفى القهوة مو جلاس) ...زمن..
ثم كان لبنات الخرطوم فى عهد زاهر مونق فى السبعينات معاير راقية فى الاختيار خصوصا بنات نمرة اتنين..كن يتطلعن فى شموخ الى (الزول القيافة ..الفايت الناس مسافة) وده مستوفى بالضرورة شرط التعليم والتنشئة المميزة والحضور الجميل..من اعلن النعى على زاك الزمان..
حتى وجدنا انفسنا مطلع التسعينات فى( جلجلة وشيتن يحير) والفتيات يتقافزن فى طلب عريس(جبهة) حيث يمضى بالدثور والاجور ليبقى الشباب الكادح فى ليل من الاسى ومر الزكريات...
عدت سادتى والدكتور حسن الترابى يفك فى فتاواه اسر المرأة وزعيم حركة حق الاستازة هالة عبد الحليم تتصدى له وتحمله مسوليات جسيمة..ومسولياته فى تراجع دور المرأة وتقهقر مكانتهاوضمور فعاليتها فى المجالات كافة ...
ثم,,,
والغناء حامل ثقافاتنا..
لاحضر مناسبة لاحد الاصدقاء والفنانة تقدم اجمل الاغنيات وتختتم بى (راجل المره حلو حلاه) والصالة تموج وتطرب برقصات محمومة...بنات فى عمر الزهور..سمحآآآت بالحيل,,,
مارأيكم... والجندريات؟؟؟!!!

ده مستوى هابط جدا !!!!!
سودانير ذات يوم كانت عروسا فى فضاءات الطيران تقدل مرفوعة الرأس وتتبختر بين رصيفاتها وترفد الاقتصاد الوطنى بربط مقدر,,,
ومثلها هيئة السكة حديد قبل ان تتكسر زاويه زاويه..
الخرطوم ذات نفسها كانت هدفا مرموقايتقصدها الناس ..كان للغيد والغزلان مرعى فيها...وللجمال مكان وبراحات فسيحه...
اجيال الستينات أقوام يسرحون فى نوستالجيا رهيبه وتحنان الى ماضى تولى عاشو بعض ايامه..

تلك الايام نهض الى دوحة الشعر الاستاذ بشيرعبدالماجد وهو يترنم,,,

لما تقسو عليك..ليالى الوحدة
والليل يبقى ليل
والنجوم تلمع بعيد..بعيد
تسخر من السهران وحيد
برضو أسال عن قلوبنا

تلقى فيها كنوز محبة..
_____
ثم يسطع الاستاذ سعد الدين ابراهيم فى معانى بعيده ..جزالة المفرده..بساطتها وعمقها.. هو ومجموعة الثورات ..
نجيب محمد على والتجانى سعيد واغنيةله تقفز بعيدا..بعيدا,,,
الاغنية تغنى بها الفنان فتحى حسين ليعتزل بعدها ويغترب,,, والموسيقار وردى ذات مساء يقول لى ..
لوانى تمنيت اغنية اغنيها فهى كلمات سعد الدين وسحره..

المواعيد لسه حزنانه بتنادى
والاماسى بتبكى فى أسى مااعتيادى
**
العزيزه المابتعرف كيف ظروفنا

الوحيده المابتحاول يوم تشوفنا

سلمي لنا على ضفايرك موجه موجه ..وكلميها
قولى ليها حرام تتوه فيها المواسم,, ونحن بى جد نشتهيها

سلمى لنا على عيونك ,, ويوم تسهي تغروديها
يبقى تفاحتين خدودك ,,بس خدودك وين شبيها..

____
ثم فى هذا الزمن المختلط,,, يسرنى الشاب شكرالله عزالدين وهو يحدثنى عن رغبته فى ان يصدر بحقه فى زحمة الفنانين خروجا على السائد والمألوف مهما كلفه ذلك ..
صديقى الصيدلى والاعلامى اللامع الدكتور عمر مسعود يقدم فى (هارمونى) العندليب الاسمر وهو يحكى استفزاز وردى له قبل عقود وهو شاب فى بداياته ويحرمه ان يغنى معه فى حفل مالم يكن لديه تسجيل فى الاذاعه ليعكف بعدها على تجربته فى رهبة المثلث الذهبى..
هو وتجانى وعمر الشاعر

ثم فنان شاب يصعد فى بيت من احياء الخرطوم قبل ايام فى اغنيات جميله حتى يطلب اليه الحضور ان يغنيهم (قنبله) ثم هوعلى المايكرفون يجيبهم ..

_أسف جدا..ده مستوى هابط جدا..
ويرد مباشرة باغنية (العزيزه) يتيمة الفنان فتحى حسين ودرة اغنيات الاستاذ سعدالدين ابراهيم حيث لا يستقيم سوى زورق الالحان فى الاغنية السودانية !!!

النجومـية اشـعاع ذاتى..وبعـض نجـومـنا فوانيـس ورتائن منطـفئة !!!
أواخر التسعينات فى سنة أولى معهد..دلفت الى قاعة سنة رابعة دراما..
كان صوته الجهير يطمح الى تبليغ معنى الجمال ومفهوماته..
كان فى احواله يتحدث ويشير فى لمحة الى ناهدحسن الطالبة فى الفصل والممثلة القديرة..
أشار الى جمال ثوبها الذى تتضام مع قدرتها التمثيلية فى احدى الاعمال الدرامية قبل سنوات ..وناهد شاخصة ببصرها فى رحاب الفن وفى فيض حديثه البديع..
جلست وهو يرمقنى بنظراته ويسره ان اكون بين طلاب رابعة فى محاضرته..

......
ثم ..عمنا الطيب محمد الطيب يقدم محاضرة فى مسرح الكلية حول الطار وموسيقاه,,, والمديح وتلويناته واساتذة الموسيقى وطلابهاجالسين وهو كذلك..
ثم هويتحدث بعد المحاضرة الى المرحوم الطيب حول شخصى حيث يعرف علاقتى به ويشكونى اليه (شديد الهدوء فى داخل المعهد وضاج على صفحات الجرايد..شاب قلق وغامض ..)
هذابعض تعليقه..رأى مهم بالنسبة لى من شخص مثله..
تذكرت حديثه ذا فى موكبه الاخير عند وداعه..
وتذكرت حوارى اليه قبل عام حول النجومية فى السودان والذى صيرته الى حلقة تلفزيونية تميزت بمثل جرأته فى طرح افكاره وأرائه وقدرته على التعبير..
تذكرت حديثه ذاك الشجى ..
( لاتوجد نجومية فى السودان بالمعنى الحقيقى ..لان النجومية اشعاع ذاتى,,تضىء ولاتخبو..وبعض نجومنا رتائن وفوانيس منطفتة على ذاتها بفعل ظروف عديدة..)
رحل الدكتور احمدعبدالعال رحيلا مفاجئا..
رحل الفنان الكبير..
رحمه الله رحمة واسعة..

مـحجــوب شـــريف...إشـــعاع ذاتي !!!

البشر مجبولون على حب الذات وعلى الأثرة وشح النفس ....
مارك توين في مبحثه عن ماهية الإنسان يخلص الى أن أفعاله مهما تسامت مقاصدها رغبة في استدامة الحب ومحض الخيرات فهي لا تعدو أن تكون جلبا للمصالح بوجه من الوجوه ...
المرء يجتهد في تشذيب نفسه وترقية أفعاله سوى انه بلا ريب يرجو معه الذكر الحسن وردة فعل الناس عنه ..
مارك توين لم ينهض وفقا لمناهج الكنيسة في السلوك ولم يك سالكا طرائق الأديان بأية حال غير أن بالحياة طريقان يشقان على كثير من الناس ويشقون بهما إلا ذوي الاختصاص .. طريق العارفين طريق ...والفن مثله .. والصوفي يتعذب وهو يتلذذ برضا المحبوب وبسخطه سواء والأمل باب والعرفان ... يرجو في تجلياته وجه الذات العلية... والعطايا النورانية غايته ومقصوده.. ويذهل في ذا السبيل عن كل شئ ... كل شئ ...سوى انه في إكثاره من التأملات واستغاثاته وانشغاله عن الأغيار تتفتح له الأبواب الموصدة ويبلغ عنان السماء جذلان مسرورا ....
وفى الفن كلما أوغل المرء برفق وأخلص نياته تسعفه بعضا من موهبة ورغبة في التمهر الإضافي يجد المرء ما يطلب ... هو حال لايقبل أنصاف الحلول إما أن تكون فنانا أو تضرب عنه صفحا وفى الحياة متسع ...
الفنانون والمدعون في السودان حالة استثناء ....الدكتور احمد عبد العال يثقب نجومية المبدعين في بلدي بخرا ئد بديعة من الآراء .. ليس ثمة نجوم في السودان.. لان النجومية حالة إشعاع ذاتي تضئ ولا تخبو .. كل الذي يضج في الساحة ماهم ألا رتائن وفوانيس منطفئة على ذاتها .. هكذا يتحدث د. عبد العال ولمثل هذه الآراء الصريحة يتصدى أمثاله ...
حمزة عوض الله صديقنا اللدود وهو يملا الصفحات بحديث حول إمكاناته وقدراته من بين مذيعي ومذيعات السودان قاطبة .. يقول وجهة نظره بلا مواربة من اتهامات الناس له بالنرجسية التي تتلبس المبدعين .. والنرجسي هو الذي لا ينفك يتملى في صورته على سطح الماء .. حمزة عوض الله يتقبله الناس أو يرفضونه هو ذا قدرات وحضور وتطلع مستمر الى البذل والتجويد في العطاء ...
ثم يمضى الزمان ...
وفى مصر القريبة إلينا تقوم لصناعة النجوم مؤسسات ودولة ونفوذ .. هو عمل يستثمر في ثقافة البلاد وحضارتها والتسويق.. وكذا في دول العالم المتحضر,,, والنجم ولو كان شعبولا يسبق اسمه لقب " الأستاذ " وتُناط به مهام وادوار ويحتفي به الناس ... سوى أننا في بلد المصيبات العجيبة,,, إذ يفد الساسة وأمراء الحركات الى دوحة ظليلة غير عابئين بشئ ...
الفنون .. سادتي .. هي وسيلتنا نحو البناء والتنمية وصوتنا النافذ في الآفاق .
صديقي الشاعر العظيم محجوب شريف.. متعك الله بالصحة والعافية ... والنجم بمقاييس الدكتور احمد عبد العال !!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة(اوراق) عدد مايو2007

ازيك ياخ

كيفك
ياطارق
طلحة جبريل فى زيارته للخرطوم ايضا قدم حوارات شيقه حول تجربته والناس والمجتمع
قضينا اياما جميلة فى صحبته
كل الود

محمد عكاشة


سلااامات
زمانهم والزمن عانهم يااخوى

نجمه
كل سنة وانت بخير
حمدا لله على السلامة
وبعدين انت مكبره نفسك معانا ليه
ربنا يكون فى عون الجميع
مودتى

جيل عجيب

الأخ الحبيب محمد عكاشة
تحية من أرض الرباط الطيبة
إن الذي يحب أن يصل إلى غاياته ، ينبغي له أن يسعى
لإدراكها ، فإذا فعل كان عليه أن يصمم حتى يصل ، وإلا
ضاع سعيه هباء منثورا .
مع خالص تحياتي ومودتي
وإلى الملتقى يا صديقي .

Quote: رحل الدكتور احمدعبدالعال رحيلا مفاجئا.. رحل الفنان الكبير.. رحمه الله رحمة واسعة..

رحل في عز عطائة هذا الفنان الانسان .... الصديق و الاب الحنون

حزن ما عاد يفارقني ، وذكري تعصف بالروح.


........


عكاشة ازيك

كتابتك جميلة ياخي .......... واصل

عشان متابعين

الصديق ناجى
وناس الرباط
بلوغ الغايات رهن بالعزائم..
قاسم عثمان يعرف ذلك المعنى الذى لأجله اغترب وهاجر
ياصديقى فهمت حديثك
نلتقى فى الرباط قريبا
كل الود
...
ناصر بجيك ياصديق الى رحاب احمدعبدالعال

ناصر
كيفك
عيدسعيد
عندى صور للوحات بروف عبدالعال بس كيف رفعها فى هذا البوست
سوف استعين بخبير
كل الود

...................

رأيكم شنو ؟؟

.....

لك التحية أخي محمد عكاشة ولقد عدت بنا إلى
الوراء , حتى جعلتنا نتحسر على أيامنا التي
خلت .

Quote: ثمت فوارق كبيرة بين ذاك الجيل وبين الشباب الذى يند هذه الأيام ويتقاصر فى وعيه وثقافته وتقديره للاشياء ..

والله كلما أن أجد نفسي بين هذا الجيل أحس
بأن هناك حلقة مفقودة بيني وبينه .

دكتور يوسف
جيلكم هو الزمن الجميل..هو البساطة والعمق فى آن..
وهو الحنين الى تاريخ اجتماعى وانسانى شفيف
اما الجيل ده ..ربنا يديهو العافية
شكرا على مرورك الجميل

وين الشباب؟؟ِِ