نزاهة القضاء** مهداة الى حكومة الديمقراطية الرابعة- والحكومة الانتقالية**

الاخوة البورداب الاعزاء
السلام عليكم
تأملوا معى هذه القصة من قصص القاضى شريح، الذى ولاه الخليفة عمر الفاروق قضاء الكوفة واستمر قاضيهافى خلافة الخليفتين الراشدين عثمان وعلى رضى الله عنهما ومعاوية بن ابى سفيان ومن جاء بعده من خلفاء بنى امية،حتى طلب شريح القاضى الاعفاء من منصبه ابان ولاية الحجاج على الكوفة
***
ابتاع امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فرسا من رجل من الاعراب ونقده الثمن ثم امتطى صهوته ومضى به.لكنه ما كاد يبتعد طويلا حتى ظهر فيه عطب عاقه عن واصلة الجرى،فانثنى به عائداالى الرجل وقال له:-خذ فرسك فانه معطوب.
فقال الرجل:-لا اخذه-يا امير المؤمنين-وقد بعته لك سليما صحيحا.
فقال عمر:- اجعل بينى وبينك حكما.
فقال الرجل:-يحكم بيننا شريح بن الحارث الكندى
فقال عمر :-رضيت به.
واحتكما الى شريح، فلما سمع مقالة الاعرابى،التفت الى عمر بن الخطاب وقال:-هل اخذت الفرس سليما يا امير المؤمنين؟
فقال عمر:- نعم
فقال شريح:-احتفظ بما اشتريت يا امير المؤمنين- او رد كما اخذت.
فنظر عمر الى شريح معجبا وقال:-وهل القضاء الا هكذا؟
قول فصل وحكم عدل.
سر الى الكوفة فقد وليتك قضاءها
وقصته مع على بن ابى طالب رضى الله عنه،عندما افتقد درعا اثيرة لديه ووجدها فى يد رجل من اهل الذمة،يبيعها فى سوق الكوفة،فلما رآها عرفها وقال:-هذه درعى سقطت عن جمل لى فى ليلة كذا فى مكان كذا
فقال الذمى:-بل هى درعى وفى يدى يا امير المؤمنين..
فقال على:-انما هى درعى لم ابعهامن احد ولم اهبها احد حتى تصير اليك
فقال الذمى:-بينى وبينك قاضى المسلمين..
فقال على:-انصفت ،فهلم اليه.
فذهبا الى شريح القاضى،فقال لعلى رضى الله عنه،ما تقول يا امير المؤمنين؟ فقال سيدنا على:-لقد وجدت درعى هذه مع هذا الرجل،وقد سقطت منى فى ليلة كذا وفى مكان كذا،وهى لم تصل اليه لا ببيع ولا هبة.
فقال شريح للذمى:-وما تقول انت ايها الرجل؟
فقال:- الدرع درعى وهى فى يدى. ولا اتهم امير المؤمنين بالكذب..
فالتفت شريح الى على وقال:-لا ريب عندى فى انكصادق فى ما تقوله يا امير المؤمنين،وان الدرع درعك، ولكن لا بد لك من شاهدين يشهدان على صحة ما ادعيت.فقال على:-نعم مولاى قنبر وولدى الحسن يشهدان لى..
فقال شريح:-ولكن شهادة الابن لابيه لا تجوز يا امير المؤمنينز
فقال على:-يا سبحان الله!!رجل من اهل الجنة لا تجوز شهادته!!اما سمعت ان رسول الله صلى الله عليه وسلمقال:-(الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة)
فقال شريح:-بلى يا امير المؤمنين..غير انى لا اجيز شهادة الولد لوالده.والتفت الى الذمى وقال له:-خذها فليس عندى شاهدغيرهما..
فقال الذمى:-ولكنى اشهد بأن الدرع لك يا امير المؤمنين..
ثم اردف قائلا:-يا الله..امير المؤمنين يقاضينى امام قاضيه!!وقاضيه يقضى لى عليه!!
اشهد ان الدين الذى يأمر بهذا لحق..
واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله.
اعلم ايها القاضى ان الدرع درع امير المؤمنين واننى اتبعت الجيش وهو منطلق الى- صفين-،فسقطت الدرع عن جمله الاورق فاخذتها.
فقال له على رضى الله عنه:-اما وانك اسلمت فانى وهبتها لك..ووهبت لك معها هذا الفرس ايضا
ولم يمض زمن طويل حتى شوهد الرجل يقاتل الخوارج تحت راية على فى يوم النهروان،ويمعن فى القتال حتى كتبت له الشهادة
نواصل

شنو يا جماعة،ما دايرين القضاء النزيه،قول فصل وحكم عدل،كما وصفه الفاروق رضى الله عنه.ولا شنو؟
قولواكلمة
تحياتى

العزيزة مهيرة

لك التحية ولك الاحترام

سيدتى
أين نحن من عهود عمر بن الخطاب وعلى بن ابى طالب ؟؟؟

لن نحلم حتى فى احلامنا ان يتحقق شىء يسير من ذلك ونحن نرى ما نرى بل نسمع ما نسمع بل نعيش ما نعيش حتى فقدنا الثقة فى القضاء وفى الحكم نفسه واصبحنا نستجير من الرمضاء بالنار فى كل عهد جديد..

شفقة منى عليك فانصحك بعدم الاحلام على هذا المنوال
انما هى قصص تبرهن لنا لماذا كان اولئك من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

الان القضاء اصبح فى يد العسكر والعسكر قضاءهم كالملوك اذا دخلوا قرية افسدوها..

ربنا يعدل حالنا بس يا ستى

مع تحياتى

ويوقولوا ليك بعدا عايزين عاصمة وحكم لا ديني
أيوة مش علمانية
لا ديني

بالله عليكم في ياتو عهد وفي ياتو عصر كان القضاء نزيها كما كان في صدر الاسلام

المهم إنو القاضي عمل بالنظام
يعني عمل بي منهج القضاء
ولم يجامل أحدا كونه أمير المؤمنين ولا حتى سيدا شباب أهل الجنة

يعني النظام نظام

ولا أنا غلطاااان

نحن بتجري فينا الفوضى ويقوم ناس يقول ليك ديمقراطية
أف ثم أف لهم
!!!!

الاخوان الاعزاء
kov_123
قرشو
المقارنة بين اولئك وهؤلاء تدمى القلب ولكن
احيانا نعود لتلك السير العطرة وتتنزه الروح بين سطورها التى تشع نورا وبهاء،قبل ان تعود الى الواقع الاليم
وزى ما قلت يا كوف:- المهم القضاء يكون نزيه ولا يجامل رئيس ولا وزير ولا غنى ولا كبير
تحياتى

اتفق معكم في أصلاح القضاء لان القضاء بوضعه الحالي غير مجدي
عندما يكون عندك قضية و لك الحق في شئ ما غريمك يقول لك : "امشي المحكمة و اتحداك لو اخذت حاجة" لانه يعلم ان القضاء لن يأتي بنتيجة سريعة او حاسمة او عادلة و هذا ما دعى البعض ان يلجأوا الى الواسطة او الرشوة و البلطجة لان الطريق الشرعي غير عملي اذن يجب اصلاح القضاء لضمان نزاهته اولا و سرعته ثانيا فيكون بدلا من نظام شكلي معطل الي نظام فعلي مفعل وهذا يتحقق بزيادة عدد القضاة وتطوير المحاكم وتحديثها واستخدام كافة وسائل التقنية الحديثة والحاسب الآلي والعاملون في هذا المجال أدرى منا بمشاكل هذا القطاع وقد يساهمون بما يفيد بشكل أكبر

الاخ الفاضل الصادق
فعلا يجب ان يقوم العاملون فى مجال القضاء من قضاة ومحامين ورجال قانون ببذل جهد لاعادة القضاء فى السودان لصورته المشرفة العادلة النزيهة،حتى لا يتهكم عليه الناس بقول:-اتحداك لو اخذت حقك بالمحكمة
هذه دعوة الى القانونيين الموجودين معنا ليدلوا بدلوهم
تحياتى

السلام عليكم
شكرا اختي مهيره علي هذه التذكره التي تنفع المؤمنين
والحديث عن القضاء والتقاضي يطول اذ صارت النزاهه هي الاستثناء والجور والظلم هما المبدا
ولعل حال القضاء في السودان يرثي له بعد التدخل المستمر من الحكومات المختلفه اسلاميه ومتاسلمه وعلمانيه ومتعلمنه في شئون السلطه القضائيه حتي في وقت الديمقراطيه لم تسلم السلطه القضائيه من تغول السلطه التنفيذيه ومحاولاتها التغول علي سيادة القانون وحادث صلاح عبدالسلام الخليفه الشهير يقف شاهدا علي مدي الانحدار الذي تمارسه الحكومات السودانيه .
العدل اساس الملك هذه القاعده الشهيره تقول انه لا يقوم ملك ولا يزدهر الا بان يسوس الناس بالعدل وقد كان مثال سيدنا عمر واضحا وبينا وتعميق لفكرة تاسيس النظام الاسلامي علي العدل بين الناس (عدلت فنمت يا عمر)
وقد حرص فقهاء القانون منذ مونتسكيو صاحب نظرية الفصل بين السلطات والي الان علي الفصل الكامل بين السلطات الثلاث حتي يسود حكم القانون وان تكون القاعده القانونيه عامه مجرده
ولكن!!!
الازمه دائما في الذين لا يروق لهم حكم العدل ان لم يكن بجانبهم واذا لم يحكم لهم لذلك يستخدمون سلطاتهم في التغول علي حقوق الاخرين
اعتقد ان النظام القضائي يحتاج الي انتفاضه حتي يستقيم الامر وتعود للقضاء هيبته ويتم ابعاد المسيسين الذين ادخلتهم الحكومات المختلفه بدون مؤهلات وبدون ضمائر حتي نالوا من سمعة القضاء
فالبلاد التي لا تحترم سيادة القانون وتحرص علي نزاهة قضائها واحكامها محكوم عليها بالزوال

اخى الفاضل حسن-6
كما قلت:-
العدل اساس الملك
او العدل اساس الحكم
ولهذا اهديت هذه القصص لحكومة الديمقراطية الرابعة وقبلها الحكومة الانتقالية،للتفكير فى تغيير حال القضاء السودانى الحالى الذى لا يسر المتطلعين الى انصلاح الحال
واذا لم ينصلح حال القضاء فلن ينصلح حال الحكم الديمقراطى المنشود
تحياتى

أين ذلك من قضاتنا, قضاة السلاطين, أمثال المهلاوى الذى حكم بإعدام الأستاذ محمود محمد طه, هل ما يزال ذلك الرجل ينوم ملء جفنيه؟ ويشعر بالطمأنينة فى دخيلة نفسه؟


شكراً يا دكتورة مهيرة

نحتاج حقاً لمثل هذه النسمات العطرة من وقت لآخر

فلا تنقطعى

الشكر لك ياود البلد
ولك هذه:-من روائع شريح ايضا،ان ابنه قال له يوما:-يا ابت ان بينى وبين قوم خصومة،فانظر فيها فان كان الحق لى قاضيتهم وان كان لهم صالحتهم.ثم قص عليه قصته.فقال له ابوه :- انطلق فقاضهم...فمضى الى خصومه ودعاهم الى المقاضاة فاستجابوا له.ولما مثلوا بين يدى شريح قضى لهم على ولده.فلما رجع شريح وابنه الى البيت،قال الولد لابيه:-فضحتنى يا ابت... والله لو لم استشرك من قبل لما لمتك.فقال شريح:- يابنى،والله لانت احب الى من ملء الارض من امثالهم،ولكن الله عز وجل اعز على منك..لقد خشيت ان اخبرك بأن الحق لهم فتصالحهم صلحا يفوت عليهم بعض حقهم،فقلت لك ما قلت.
*****
فاين هذا من قضايا التسويات مع ناهبى ثروات الشعب بواسطة قضاة الباطل،والتى تفوت وتضيع حقوق الشعب المغلوب!!
الا رحم الله القاضى شريح -الذى اقام العدل- ورضى عنه ورضى عن الفاروق فقد زان مفرق القضاء فى الاسلام بلؤلؤة كريمة الاعراق،صافية الجوهر..رائعة المجتلى،وحبا المسلمين مصباحا منيرا ما زالوا حتى اليوم يستضيئون بنور فهمه لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،ويباهون به الامم يوم القيامة.ورحم الله شريحا القاضى...فقد اقام العدل بين الناس ستين عاما.
فما حاف على احد
ولا حاد عن حق
ولا ميز بين ملك وسوقة

من كتاب:-صور من حياة التابعين
للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا

تحياتى

مهيرة اختى

سلام
اين نحن من هؤلاء
عبارة تتكرر بمجرد نظرتنا الاولى للسيرة او مثل هذه القصص
حالة احباط ويأس رهيب تسيطر علينا لماذا؟؟؟
هل ذلك العهد وسيرتهاصبح امر مستحيل لا يمكن تحقيقه
مرة أخرى كما يظن للأسف الكثيرين ؟؟؟
اخت مهيرة
تعرفي عندنا مشكلة فى التعامل مع السيرة
وهي اننا بننظر اليها بتلك الصورة المثالية التى لا يمكن الوصول اليها. وهذا
فى اعتقادي من اكبر مشاكلنا التى تعوقنا من الاستفادة منها بشكل سليم وان نعتبر
بنينا محمد (ص) وصحبه بشكل عملي. ان الله لا يكلف نفسا
الا وسعها، مثلا ان نقول انهم كانوا اقصد أصحاب رسول الله
وخلفائه الراشدين نمازج اسلاميه فريدة ونؤمن على ذلك
هل هذا ما في وسعنا مثلا. لا ادري حقيقة ولكني
مؤمن تماما بأننا نستطيع ان نفعل مثل ما فعل أصحاب رسولنا
الكريم ولقد أشار الرسول (ص) لهذا عندما قال يأتي قوم هم ايضا أصحابي
يؤمنون بي ولا يروني. هذا ما نحتاجه لنصنع من هذه القصص واقعا
اسلامي مشرق وبل افضل مما جاء فى هذه القصص. لا اريد ان اشتت موضوعك
ولا ادري حقيقة لماذا يراودني مثل هذا الاحساس عندما اشاهد بعض البرامج التلفزيونيه عن السيرة
يقدمونها لك بطريقة تشعر وكأن هذا عهدا قد مضى ولن يتكرر وكل ما علينا ان نفعله هو ان نتذكره ونمجده .
معليش خشيت ليك شمال فى الموضوع بس جاني الاحساس دا برضو هنا عندي قرأتي لبعض الردود

وحقيقة قصة تستدعى التأمل والتدبر

تحياتي

وكتر الله خيرك اخت مهيرة

اخي السنجك
اختي مهيره
اراني اتفق معك اخي السنجك في تناولنا لسيرة اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم واعتقد ان اختنا مهيره قصدت التذكير با هناك نماذج يمكن ان تحتذي ويمكننا ان نبسط قيم العدل والعدل من صفات المولي عز وجل به تقوم الممالك وتسود الفضيله ويعم الامن والسلام
يمكننا ان نكون مثلهم ويمكننا ان نفعل مثلهم متي ما صدق توجهنا وصدقنا مع ذاتنا ومع بارئنا
واصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم
اذن اصلاح العام يبدا من الذات وليس هناك ما هو عصي علي التطبيق
وتظل السير ه ومثل هذه النماذج مثلا اعلي يذكر الناس به بعضهم متي ما راوا تفشي الجور وغياب غياب الحق
وقد قال الامام علي كرم الله وجهه
الايمان قائم علي اربع دعائم الصبر واليقين والعدل والجهاد
والعدل منها علي اربع شعب
غائص الفهم وغور العلم
وزهرة الحكم ورساخة الحلم
تناول المثل العليا فل الخلاق والقيم يظل حافزا للاقتداء ومحاولة التقليد والتقيد بقيم الصحابه الكرام واعتقد ان الاخت مهير هدفت الي ذلك باهدائها هذة النماذج للحكومه القدمه اذ متي ما سادت روح العدل واطمئن الناس بها عم السلام وازدهرت الحريه
لك الود اخي السنجك
في انتظار المزيد اختي مهيره

اعزائى السنجك وحسن6
فعلا الواحد عندما يقرأ هذه السير العطرة،يكون اول خاطر فى نفسه:اين نحن من هؤلاء الكرام المتقين؟ ولكن حين نتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:-(اصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.)تهدأ النفس قليلا وتطمئن وترنو ان تكون مثلهم،متى ما صدقت مع ذاتها ومع بارئها ،كما قال الاخ حسن
تحياتى

الأخت الدكتورة مهيرة والإخوة الأعزاء

قال العالم الإسلامى أبو الأعلى المودودى مرة: لا تقرأوا القرآن بعيون الموتى

يقصد التدبر والتمعن والفهم الصحيح لغاياته ومراميه, وكذلك يجب قراءة السنة المطهرة ومثل هذه الإشراقات اليانعات من سيرة التابعين الأبرار, وأولى الناس بقراءة هذه البصائر النيرة هم الحكام والقضاة والعلماء الذين يفتون فى أمور المسلمين

مشكلتنا هى أن معظم حكامنا اليوم هم حكام جور, و الكثير من قضاتنا قضاة باطل, أما علماؤنا الذين يفتون اليوم فهم علماء سوء ونفاق يسيل لعابهم للسلطة والمال فتنطلق ألسنتهم بما لم ينزله الله فى كتابه الكريم

أنطروا فى إختلاسات أموال الزكاة فى الخرطوم, وأموال الحج والعمرة فى السفارة السودانية بجدة, والحج درجة أولى وثانية وثالثة

لكم التحية والمودة