في بيتنــا "فـــار"

في صباح يوم جميل من أيام نهاية (الشتاء) في صحراء نجد صحى أبوالشوشونسايم آخر الليل تداعب وجهه.. شعر بإرتياح غير عادي وتزكر أيام جميلة عندما كان يصحو مبكراً ويذهب مع جده الى النهر لصيد السمك.. فجأة شعر بشئ يتحرك داخل الغرفة ويحدث ضجيجاً خافتاً وتارة صوت شئ يدور كرحى جدتي عندما كانت تدرش الفول صباحاً لعمل إفطار (الترابلة) . إندهش أبوالشوش وصار يبحث عن مصدر الصوت، أخيراً بعد بحث مضني وتحري وجد قفصاً جميلاً مذركشاً مغطى في ركن (الأوضة) به (فأر) أبيض جميل بوبر غزير وعينان سوداوان واسعتان..
أبوالشوش ومنذ أن سمع بمرض أنفلونزا الطيور لديه حساسية مفرطة من أي شئ (ذي روح) سوى البنى آدميين.. فقد سمع عن أنفلونزا (الكدايس) وأنفلونزا (السمك) ناهيك عن أنفلونزا (الفئران)..أحضرت أم شوش صينية الشاي (بالكعك) وجلست وأبوالشوش كعادته لا يفتح أي مواضيع ساخنة قبل أن يحتسي كأس الشاي في (رواقة) خوفاً من أن يفتح على نفسه باب (صباحي)..
يا ولية الفار السمح دا حق منو
- عجبك؟؟
- ايي .. بس حق منو??
- ديل الأولاد جابوهو أمبارح .. ضحكت وأردفت: بس دا ما فار!!
- شنو??
- هامتيرو
حاول أبوالشوش مراجعة قاموسه اللغوي عله يتذكر أين سمع بهذا الإسم من قبل. ولكن كل جهوده لم تنجح إلا في إرهاق ذاكرته المنهكة..ولكنه تبسم مفتعلاً المعرفة
- بياكل شنو ياولية؟؟
- تسالي خاص ومكسرات خاصة
سرح أبو الشوش في القائمة الجديدة التى ستضاف الى مصاريف البيت.. وفكر في طريقة الى التخلص من هذا الفار (المترف) في أقرب وقت .. لذا كان لزاماً علية إيجاد قائمة من الإعتراضات المقتعة حتى يصل الى ذلك الهدف..وبعد مراقبة تصرفات(هامتيرو) لمدة ثلاث أيام إكتشف شيئاً مريعاً.. هذا (الأمير) ينام طول النهار ليصح ليلعب ويلهو طول الليل بمجموعة من الألعاب المركبة في قفصه الجميل.. بالإضافىة الى سريره الحريري وأغطيته البيضاء الجميلة التى يتم تغييرها كل صباح.. .وعليه فقد دعى اللى إجتماع طارئ..
- يا أولاد الفار دا لازم ترجعوهو لي سيدو
- ما برجع يا بابا.. سيد الحديقة قال لينا ما في ترجيع
- طيب اتبرعو بيهو لي مركز الأبحاث .. حيدوكم شهادة تقدير .. ويمكن يدفعوا ليكم حقوا بالذيادة
- ليه يا بابا ما بتحب (هامتيرو) ..؟؟
- مزعج.. حامينا النوم!!!
- بنختو في الصالة يا بابا
- ممكن يمرضنا أنا سمعت إنو الفيران.. الطاعون.. السل.. الحساسية.. التسالي.. الشامبو.. النور.. المفارش
- حندفع من مصروفنا يا بابا.ز عليك الله خليهو لينا.. بحبنا.. شوف بيطلع فوقنا كيف..
عندها فقط أعلن ابو الشوش الزعان لرغبة العيال.. حيث أن (فأراً) كان قد عضه في إبهامه عندما كان صغيراً.. وخوفاُ من أن تطلب منه شوشه مسك (هامتيرو) فقد أعلن موافقته على إبقائة شرط ..إرجاعه الى القفص فوراً متحججاً من رفض لمسه الى أن (هامتيرو) نجس!!! [/align][/size][/size]